تصدر نبأ وفاة الداعية السعودي عبدالله بانعمة، فجر اليوم الجمعة، حديث مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي.

واشتهر الداعية السعودي بصبره واحتسابه، بعد إصابته بشلل رباعي مدة تزيد على ثلاثين سنة، قضاها يدعو الناس إلى الله.

دعاء والده.. قلب حياته

ولد الداعية السعودي عبدالله بانعمة في عام 1976م في المملكة العربية السعودية، وقد شُغف بالرياضة منذ أن شبّ على الحياة.

واستهوت رياضات الدفاع عن النفس الفتى بانعمة، حتى صار محترفا فيها، بينما كانت السباحة أحد أبرز مواهبه، إذ دأب على الذهاب للسباحة مع أصدقائه في المسابح كل أسبوع.

لكن عام 1993 قلب حياة الفتى عبدالله، الذي كان آنذاك يدرس في المرحلة الثانوية، رأسا على عقب.

قلبت مقابلة في قناة المجد حياة الداعية عبدالله بانعمة رأسا على عقب، إذ حوّلته من داعية معروف داخل حدود المملكة إلى داعية على مستوى العالم، وكذلك تسببت في زواجه.

ففي إحدى لياليها، قرر والد عبدالله بانعمة أن يتوجه إليه في غرفته، ويسأله إن كان يدخن السجائر.

لكن عبدالله، الذي كان يدخن السجائر بالفعل، خاف من والده، وكذب عليه، نافيا ذلك. فما كان من والده إلا أن أجابه: "إن كنت من المدخنين، فالله يكسر رقبتك".

وبعد هذه الواقعة، توجه الفتى بانعمة كعادته إلى المدرسة، حيث كان يدرس في الصف الأول الثانوي، وقرر مع أصدقائه الهرب من المدرسة، والذهاب إلى المسبح للترفيه عن أنفسهم.

أراد عبدالله منافسة أصدقائه، وقرر أنه سيقفز في حوض السباحة من مسافة أطول منهم، لكن في أثناء اقترابه من الماء التوت رقبته أسفل جسده، وانكسرت.

بقي عبدالله بانعمة تحت الماء قرابة 15 دقيقة، حتى قدم الناس وأخرجوه، وتوجهوا به إلى المستشفى.

معجزة حياة

رغم أن الإنسان يموت دماغيا بعد 4 دقائق فقط من بقائه تحت الماء، فيما يلفظ أنفاسه الأخيرة بعد 6 دقائق تحت الماء، تمكن عبدالله من البقاء حيا قرابة ربع ساعة.

كانت حالة عبدالله الصحية حرجة جدا، ولم يتمكن الأطباء من علاجه، إذ تبين أنه تعرض لكسر في الفقرات الثالثة والرابعة والخامسة في الرقبة.

مكث عبدالله بانعمة 4 سنوات في المستشفى، أجرى خلالها 12 عملية 6 منها في الرقبة فقط، وبلغت مدة أقل عملية 11 ساعة، حيث قام الأطباء بنقل أجزاء من جسمه إلى الرقبة، فضلا عن ثلثي الرئة.

ظل بانعمة مدة 9 أشهر لا يمكنه التحدث مع أحد، ولا يستطيع التنفس إلا عن طريق فتحة فتحوها في حلقة متصلة بالرئة.

اضطر الأطباء إلى شد رأس عبدالله بالحديد، كي لا يحرك رأسه حتى لا يتأثر النخاع الشوكي، وأجرى عمليات لاحقة عديدة، وتلقى العديد من الحقن التي وصلت أقل تكلفة فيها إلى 300 ريال (نحو 100 دولار).

لكن الفتى اليافع أصيب في نهاية المطاف بشلل رباعي، وما كان عليه إلا أن يتقبل ذلك.

من محنة إلى منحة

أصبح عبدالله بانعمة من ذوي الاحتياجات الخاصة، واختار الطريق في الدعوة إلى الله، حتى وصل صيت صبره وقصته إلى أبرز الدعاة في المملكة.

ومع وصول صيته أرجاء المملكة، قرر الرائد سامي حمود إجراء لقاء معه في قناة المجد.

حوّل لقاء قناة المجد عبدالله بانعمة إلى داعية شهير في أرجاء العالم الإسلامي، حتى وصل صيته إلى الأجانب الراغبين في الإسلام.

لكن ذلك لم يكن كل شيء، إذ إن ما لم يتوقعه الداعية المشلول أن تكون هناك مُشاهِدة لحلقته في قناة المجد، وقد أثارت قصته وصبره إعجابها الشديد حتى عزمت على الزواج منه.

وبحسب المتداول، فإن زوجة الداعية بانعمة من عائلة "الغامدي"، وبعد مشاهدته في الحلقة أصرت على والدها تزويجها منه، كما أصرت عليه كذلك.

فيما تذكر معلومات أن الزوجة، التي تعمل في مراكز التحفيظ النسائية، رُزقت من عبدالله بابنة.