فعّلت الأمم المتحدة خدمتها للطوارئ الخاصة بإنشاء الخرائط عبر الأقمار الصناعية، للمساعدة في عمليات البحث والإنقاذ جراء الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا الاثنين الماضي.يذكر أن الزلزال وصلت قوته إلى 7.8 ريختر ما تسبب في وفاة أكثر من 5 آلاف شخص وإصابة أكثر من 24 ألفاً مع وصول معدل المتضررين في الدولتين إلى 13 مليون مواطن.وأعلن مركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية UNOSAT على تويتر، أنه قام بتفعيل خدمة خرائط الطوارئ والتي ستسمح للمنظمات الإنسانية ومؤسسات الإغاثة وفرق الإنقاذ أن تحصل على صور فضائية دقيقة للمناطق المتضررة من الزلزال ما يسهل عملها ويسرع من عمليات البحث والإنقاذ. وتتوفر عبر الموقع الالكتروني للمركز خريطة حية تحتوي معلومات جغرافية للمناطق المتضررة بزلزال السادس من فبراير في تركيا وسوريا بحيث يمكن تحديد مناطق المنشآت التي تعرضت للتدمير الكلي أو الجزئي ما يمكن فرق الإنقاذ تقديم المساعدات والتحركات اللازمة بشكل سريع لإغاثة الجرحى والمتضررين.كيف تعمل خدمة "خرائط الطوارئ"؟تعتمد خدمة خرائط الطوارئ على استخدام مجموعة من الأقمار الصناعية المنتشرة في المدارات الخارجية المحيطة بالأرض لإنشاء صور فضائية متكاملة للمناطق المنكوبة نتيجة التعرض للكوارث الطبيعية وأوقات الطوارئ وذلك من خلال تعاون مركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية مع مجموعة من الشركاء في القطاعات العامة والخاصة ومؤسسات المجتمع المدني والمنظمات غير الهادفة للربح، إذ أن المركز لا يمتلك أقماره الصناعية الخاصة.المركز تم إنشاؤه عام 2001 بهدف إمداد الأمم المتحدة بقدرات الأقمار الصناعية لأغراض البحث والتدريب لأعضاء المنظمة الدولية، ولكن في 2003 تم توسيع نطاق خدماته لتشمل الإغاثة الإنسانية في الكوارث الطبيعية وأوقات الطوارئ.وتحول التصوير الفضائي إلى أداة رئيسية في عمليات الإغاثة والبحث والإنقاذ في ظل الكوارث الطبيعية التي ينتج عنها أضرار واسعة للدول. وتوفر خدمة خرائط الطوارئ دعماً فنياً يعمل على مدار 24 ساعة طوال أيام الأسبوع على مدار العام لاستقبال أي طلبات استغاثة من أي دولة من دول العالم، إذ يقوم الفريق مقدم الخدمة والمكون من مجموعة من المحللين والخبراء المحترفين في استخدام تقنية التصوير الفضائي بتقديم التقارير والبيانات المتعلقة بالخرائط الأرضية والتغيرات الجغرافية الناتجة عن أية ظروف طارئة وذلك باستخدام أحدث التقنيات مثل أنظمة المعلومات الجغرافية GIS ما يدعم فرق الإنقاذ والحكومات بالمعلومات اللازمة لوضع خطط التشغيل واتخاذ القرارات المصيرية في الأوقات الدقيقة.والخدمة مجانية بالكامل تقدم إلى أعضاء الأمم المتحدة مدعومة بجهود المساعدة من جانب مختلف وكالات المنظمة وحركات الصليب الأحمر والهلال الأحمر وكذلك مجموعة من المؤسسات الإقليمية والدولية والمؤسسات الإنسانية غير الحكومية.