شيعت موريتانيا، الثلاثاء، مريم داداه الفرنسية الأصل، أرملة المختار ولد داده أول رئيس للبلاد، وذلك بعد تعرضها لوعكة صحية أودت بحياتها الأحد الماضي.وأثار خبر وفاتها، تعاطفا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة أنها فضلت العيش في هذا البلد الواقع بغرب القارة السمراء، بدلا من فرنسا.وقال محافظ مكتبة ذاكرة موريتانيا والصحراء أحمد محمود محمد أحمدُ (جمال)، لموقع "سكاي نيوز عربية":كانت مريم داداه الملقبة بماري تريز، مناهضة للاستعمار والعنصرية بجميع أشكالها، وكافحت ضد الإقطاعية والجهوية والاسترقاق من أجل الرقي والانعتاق والتقدم، مما جعلها تكسب مكانة كبيرة لدى الموريتانيين.بعد استقلال موريتانيا، أسست الحركة النسوية تحت اسم المجلس الأعلى للنساء، وترأستها حتى 1978.ساهمت بجلاء في ترقية المرأة وولوجها للتعليم والعمل، ودرست وأطرت أجيالا من الموريتانيين بمركز التكوين الإداري.منذ صولها إلى موريتانيا ورغم الظروف الاقتصادية والاجتماعية وكل المطبات الصعبة ظلت مريم داداه إلى جانب الشعب الموريتاني تشاطره السراء والضراء دون عناء.وقدمت مريم داداه لأول مرة إلى موريتانيا، عام 1959 قبل الاستقلال بأشهر معدودة، من السنغال رفقة زوجها الراحل.وأعربت السيدة داده وقتها عن صدمتها الكبيرة، حين وصلت نواكشوط، مشيرة إلى أنها لم تكن تتوقع أن تنتقل من عاصمة الأنوار "باريس"، إلى صحراء لا تتوفر على أبسط مقومات الحياة بشكل كامل.ومنذ استقلال موريتانيا 1960، كانت مريم داداه حاضرة بقوة في المشهد السياسي، حتى أطيح بزوجها في انقلاب عسكري عام 1978.وبعد الانقلاب العسكري، استعانت مريم داداه بفرنسا لإخراج زوجها من سجن ولاته، وقد نجحت في ذلك، وغادرت معه إلى منفاه "بلدها الأصلي"، قبل أن تعود معه إلى نواكشوط بفترة قصيرة قبل وفاته عام 2003.وقررت مريم داداه بعد ذلك، الاستقرار في موريتانيا، حيث كشفت في أكثر من مرة، أنها تفضل العيش في موريتانيا بدل باريس.وأسست مريم داداه بعد وفاة زوجها، "هيئة المختار ولد داداه"، بهدف المحافظة على جانب من التراث والأرشيف الموريتاني، خلال فترة حكم زوجها.وتمت، الثلاثاء، مراسم تشييع جنازة مريم داداه، حيث أقيمت الصلاة على جثمانها بساحة مسجد ابن عباس في نواكشوط، بحضور وفد يمثل رئيس الجمهورية يضم مستشار بالرئاسة، ووالي نواكشوط الغربية، إضافة إلى شخصيات وطنية، وجمع غفير.وكان الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، قد أوفد وفدا حكوميا يضم وزير الداخلية للاطمئنان على صحتها، بعد الوعكة التي ألمت بها خلال أيامها الأخيرة.