دفعت الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي يشهدها العراق إلى انسداد أفق الجيل الشاب، ما رفع من نسب الانتحار.
وفي مشهد يحبس الأنفاس، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي في العراق بفيديو يوثق إنقاذ شاب حاول الانتحار برمي نفسه من أعلى الجسر الأول في مدينة الموصل شمال البلاد.
والجسر الأول، المعروف بالجسر العتيق أو الجسر القديم، هو جسر فوق نهر دجلة يربط بين الساحل الأيمن والأيسر لمدينة الموصل.
يذكر أن مفوضية حقوق الإنسان، كانت كشفت في ديسمبر الفائت نسب الانتحار في العراق خلال السنوات الماضية.
600 – 700 حالة سنوياً!
وقال عضو المفوضية، علي البياتي في تصريح لوسائل إعلام محلية، إن العراق سجل منذ عام 2003 إلى 2014، 3.6% حالات انتحار لكل 100 ألف نسمة. لكن الأرقام ارتفعت بعد 2014 إلى 4.2% لكل 100 ألف نسمة. ومن ثم تقلص العدد إلى أن وصل 3.8% في عام 2019، ثم ارتفعت النسبة من جديد نتيجة المتغيرات التي حدثت.
كما أضاف أن العراق يسجل سنوياً ما يقارب 600 – 700 حالة انتحار. وحسب المعدلات العالمية، كل حالة يقابلها محاولتي انتحار فاشلة.
كذلك لفت إلى أن الأزمات السياسية والاقتصادية والصحية قد تدفع المواطنين للانتحار"، مبيناً أنه "في ظل الأزمات الحالية التي يعيشها العراق نعتقد أن نسب حالات الانتحار ارتفعت بشكل مخيف".
الفقر والبطالة
يشار إلى أن العراق سجل زيادة كبيرة في حالات الانتحار التي تنتشر بين شريحة الشباب خصوصاً. وبينما عزا مختصون ذلك إلى انعكاسات الوضع غير المستقر في البلاد، دعوا إلى وضع الحلول لهذه الظاهرة الخطيرة التي تفتك بالمجتمع.
كما أثرت المشكلات الاقتصادية والاجتماعية المختلفة، أبرزها الفقر والبطالة وانعدام الأمل بوجود تغيير إيجابي، مع استمرار حالة الأزمات السياسية في البلاد، وتعثر الحكومة بمعالجة ملفات الخدمات والسيطرة على مستويات الفقر والبطالة بعموم مدن العراق أيضاً.