دخل الشاب العراقي علي الراوي موسوعة غينيس للأرقام القياسية بعد رسمه لوحة للثور المجنح من الأسلاك والمسامير بأبعاد 203.76 متراً مربع.

وقالت الموسوعة على صفحتها الرسمية: "سعى الفنان العراقي علي الراوي، لاستعادة الرمز التاريخي لـ "الثور المجنح المقدس" من خلال الرقم القياسي العالمي لأكبر رسمة من الأسلاك والمسامير في العالم بأبعاد 203.76 متراً مربع".

وأضافت: "تمتد هذه اللوحة العملاقة على ما يعادل مساحة ركن 15 سيارة تقريباً، واستغرق العمل عليها عاماً كاملاً، بين 25 اب 2021 و25 اب 2022، وتطلبت اللوحة نحو 89 ألف مسمار، و250 كيلوجراماً من النحاس الصافي المشكل بأسلاك بلغ طولها 35,714 متر موزعة على 18 لوحاً خشبياً".

ويعمل علي الراوي كمعاون طبيب في مدينة الرمادي في محافظة الأنبار ، وهو فنان يرسم بالرصاص عادة إلا أن صدفةً جمعته بفن الرسم بالأسلاك حيث شاهد عملاً في العام 2016 لفنان ألماني يستخدم هذه الوسيلة. وبعد بحث طويل، لم يجد ما يساعده على تعلم هذا الفن عبر الإنترنت، فسعى إلى ممارسته بنفسه.

ويقول: "رسمت شراعاً في البداية وتنقلت بعدها في رحلة طويلة في تغيير المواد المستعملة من المسامير بأنواعها والأسلاك. اخترت أخيراً أسلاك النحاس ومسامير بقياس 1 انش ذات رؤوس صغيرة لكي لا تؤثر على شكل العمل، وهذه المواد تؤهل العمل ليكون بمثابة نصب عازل للحرارة والرطوبة والخدش لأن الخشب أيضاً يتم طلاؤه بثلاث مواد لهذا الغرض".

عمل علي بشكل حثيث على مدار عام كامل واضطر إلى تغطية أبعاد اللوحة بشكل كامل بالأسلاك ليتلاءم مع الشروط الصارمة لكسر الرقم القياسي العالمي. كما قام في مناسبات عدّة بنقل اللوحة واستصدار موافقات لرصفها في ساحات العراق للقيام بعمليات القياس النهائية والتصوير.

ولعل ما يثير الدهشة حول مفهوم هذه المنحوتات الصخرية هو كونها منحوتة على قطعة صخرية واحدة، أي أنها لم تخضع للتركيب الصخري في إنجازها، وهو ما يجعلها مميزة للغاية.

ويضيف علي: "هذا هو أكبر إنجازات حياتي. لقد حفّ هذا العمل كثير من المشاعر المتضاربة، وأتذكر جيداً كيف حاصرتني ضغوط الحياة خلال إنجازه حتى إنني عملت وأنا أبكي أحياناً".

ويؤكد: "كانت لحظة معرفتي بالنتيجة مؤثرة للغاية، قطعت أميالاً طويلة من محافظات بعيدة للوصول إلى أهلي وإعلامهم بالخبر شخصياً. لقد توّج لقب غينيس للأرقام القياسية مسيرة أعوام من التدريب والمثابرة، وأنا ممتن للغاية".

وتدور فكرة الثور أن من يراه من الأمام يهابه لوقوف الثور أمامه في وضع الاستعداد، أما من يراه من الجانب فيكون الثور في طور الحركة وبذلك يصعب اصطياده وهو دليل على أنه صعب المنال، حيث يوضع عند البوابات لحمايتها وإثارة الرعب بالأعداء من بعيد.