إرم نيوز

عاد شبح الاغتيالات إلى المشهد العراقي، بعد غياب جزئي دام عدة سنوات، وسط تحذيرات من تصاعد تلك العمليات، وانعكاس ذلك على الملف الأمني.

واغتال مسلحون مجهولون، يوم أمس الأربعاء، العقيد الطيار سعد الدليمي، وهو من طواقم القوة الجوية العراقية في وزارة الدفاع، إذ اختفى قبل أيام، ليعثر ذووه على جثته في أحد مقالع الحصى بمنطقة الكرمة في الفلوجة.

وقالت مصادر أمنية، لـ"إرم نيوز"، إن "مباحثات جرت بين ذويه وفصائل مسلحة في المنطقة؛ بهدف المساهمة في إطلاق سراحه، لكن ذلك لم يحصل".



"قتل الأطباء محاولة من قوى الضلالة والجهل هدفها استهداف الكفاءات والعقول العراقية لمنعها من أداء دورها الإنساني"

دائرة صحة ديالى

وبعد انتشار الخبر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، طالب عدد من الناشطين العراقيين بضرورة محاسبة الفاعلين، موجهين أصابع الاتهام إلى الميليشيات المسلحة.

وفي محافظة ديالى، المحاذية لإيران، اغتال مسلحون مجهولون أشهر أطباء القلب هناك، أحمد طلال المدفعي، بعد خروجه من عيادته في شارع الطابو وسط بعقوبة.

وأظهر مقطع مصور، قدوم سيارة "بيك آب" قرب عيادة المدفعي، الذي خرج لتوّه، ليمطره المسلحون بوابل من الرصاص ويردوه قتيلاً، في حادثة أثارت غضباً واسعاً.



من جانبها، استنكرت دائرة صحة ديالى جريمة الاغتيال، وحذرت من تزايد استهداف الأطباء.

وقالت الدائرة في بيان، إن "مقتل المدفعي جريمة جديدة تضاف إلى سلسلة الجرائم التي تستهدف الأطباء وخاصة في محافظة ديالى، وهي محاولة من قوى الضلالة والجهل هدفها استهداف الكفاءات والعقول العراقية لمنعها من أداء دورها الإنساني".

وطالبت الأجهزة الأمنية بتكثيف جهدها لكشف ملابسات الجريمة الجديدة والجهات التي تقف وراءها.

واتهم قائمّ مقام المنطقة، عبد الله الحيالي، الأجهزة الأمنية بالعجز عن ضبط الأوضاع الأمنية، وتعقب المتورطين، مشيراً إلى أن "متنفذين يقفون وراء تلك العملية".

وأضاف الحيالي في تصريح صحفي، أن "حادثة اغتيال المدفعي، تقع ضمن عمل ممنهج، لإنهاء المدينة تدريجياً، وإشاعة الفوضى، ومن يقف وراء هذه الجريمة يحملون الصفة الرسمية، ومع الأسف، هناك بعض الأجهزة الأمنية تخشى تلك العصابات، وتعرف حجمها وخطورتها".

وتابع أن "ما يحدث في ديالى يستوجب تكاتف الجهود، وأشد على يد القوى الأمنية في البحث عن الجناة، ولا بد من الوقوف بوجه تلك العصابات".



تزداد التحذيرات من استمرار تلك الحوادث، ما يفتح الباب أمام سيناريوهات متعددة، خاصة وأن الأجهزة الأمنية العراقية ما زالت بحاجة إلى مساندة لتثبيت الاستقرار الداخلي

ومنذ أيام، تشهد محافظة ديالى أوضاعاً أمنية مرتبكة، بسبب مقتل عدد من أفراد عشيرة "الجيالية"، على يد مسلحين من عشيرة أخرى، في حادثة ما زالت الروايات تتعدد بشأنها، بين نزاع عشائري، وهجوم مسلح بدوافع طائفية.

وفي محافظة بابل، اغتال مسلح، الأربعاء، مدرساً متقاعداً في قضاء المسيب.

ونقلت قناة الرشيد العراقية، عن مصدر أمني، أن "مسلحاً يستقل دراجة نارية ويرتدي قناعاً للوجه، أطلق النار على الأستاذ عبدالرسول الأنباري (مدرس متقاعد) قرب سوق المسيب في محافظة بابل؛ ما أدى إلى مقتله في الحال".

وبحسب تلك المصادر، فإن القوات الأمنية تمكنت من القبض على الجاني بعد 15 دقيقة على الواقعة.

وحذر نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي من استمرار تلك الحوادث، ما قد يفتح الباب أمام سيناريوهات متعددة، خاصة وأن الأجهزة الأمنية العراقية ما زالت بحاجة إلى مساندة لتثبيت الاستقرار الداخلي.