الشرق الأوسط

من الطبيعي أن يشعر الجميع بالقلق في أوقات مختلفة من حياتهم، مثل أن تكون قلقاً بشأن ترك انطباع أول جيد لدى عائلة شريك حياتك الجديد، أو تكون قلقاً في الأيام التي تسبق اجتماعاً مهماً، بشأن ما سترتديه.

والقلق عندما يكون في الحدود المعقولة تكون له فوائده؛ فوفقاً للتحالف الوطني للأمراض العقلية بأميركا، فإن المستويات المعقولة منه تبقيك متيقظاً عندما تكون خلف عجلة القيادة أثناء عاصفة ثلجية، على سبيل المثال، أو تساعدك على الاستعداد بشكل أفضل لعرض عمل.

ولكن المشكلة تظهر عندما يتحول من الشكل الصحي إلى المرضي، لدرجة أنه يعد اضطراباً في الصحة العقلية، وعندما يحدث ذلك، يمكن أن تكون له آثار عاطفية وجسدية وعقلية كبيرة على صحتك؛ لذا من المهم تعلم كيفية التعامل معها.

وفي حين أن الأسباب الدقيقة لاضطرابات القلق غير معروفة، يُعتقد أن الكثير من العوامل تلعب دوراً. فوفقاً لعيادة كليفلاند النفسية بأميركا، يتضمن ذلك تاريخاً عائلياً من القلق، والصدمات النفسية أثناء الطفولة أو البلوغ، وبعض سمات الشخصية، ومشكلات الصحة العقلية الأخرى مثل الاكتئاب، والحالات الصحية مثل؛ اضطرابات الغدة الدرقية، وعدم انتظام ضربات القلب.

وفي حين أن كل اضطراب قلق له أعراضه، يذكر التحالف الوطني للأمراض العقلية بأميركا، أن السمة الوحيدة التي يتشاركها المرضى جميعاً هي الخوف غير المنطقي أو المفرط من التهديد، على الرغم من عدم وجود تهديد حقيقي في الموقف.

وقد يعاني الأشخاص المصابون بالقلق أيضاً من ضيق في التنفس، وزيادة ضربات القلب، والشعور بالارتباك أو الرهبة، والتعب والأرق، وتوقع حدوث الأسوأ، والشعور بالقلق، والاهتزاز (الهزات) والتعرق، واضطراب المعدة والإسهال، وكثرة التبول، والتهيج.

وللتعامل مع تلك المشكلة، يوصي عالم النفس السريري بجامعة جورج ماسون، جيمس مادوكس، بتقديم المشورة للأشخاص الذين يعانون من القلق باستخدام نوع من العلاج يسمى «العلاج السلوكي المعرفي» (CBT).

ويقول تقرير نشره موقع «هيلث داي»، في 24 فبراير (شباط) الجاري، إن مادوكس يستخدم العلاج المعرفي السلوكي؛ لأنه «يحاول مساعدة الشخص على فهم أنماط التفكير ذات النتائج العكسية، وتغيير هذه الأنماط من التفكير».

وأورد الموقع خمس استراتيجيات سهلة للرعاية الذاتية يوصي بها مادوكس للمساعدة في التعامل مع نوبات القلق، وهي:

أولاً: فكر في خياراتك، ويكون ذلك بأن تطرح على نفسك سؤالاً: «ما المكان الذي عاقك فيه القلق؟»، والخطوة التالية ستكون أن تسأل نفسك: «إذا ظهر الموقف مرة أخرى، فما الذي يمكنك فعله بشكل مختلف؟ وما الذي قد تفكر فيه بشكل مختلف؟»، وهذا يساعدك على مقاطعة الأفكار التي تأتي بنتائج عكسية في رأسك، واستبدال أفكار داعمة أكثر بها.

ثانياً: تناول طعاماً صحياً، وكن نشطاً؛ فمعظم الناس يتبعون عادات غذائية غير صحية بشكل ما، ونحن نعلم أن الطعام يمكن أن يؤثر على الحالة المزاجية، ولهذا السبب يوصى باتباع نظام غذائي صحي، مع التركيز على النشاط البدني.

ثالثاً: انخرط في العلاج عبر الإنترنت؛ فهناك المزيد من الأبحاث التي تُظهر أن البرامج عبر الإنترنت للقلق والاكتئاب يمكن أن تكون بنفس فاعلية البرامج المباشرة وجهاً لوجه، وهذه البرامج رائعة بشكل خاص للأشخاص الذين يعيشون في منطقة ريفية أو بلدة صغيرة ذات موارد قليلة للعلاج النفسي.

رابعاً: اقرأ عن القلق؛ فهناك الكثير من كتب المساعدة الذاتية الجيدة حقاً، مثل كتاب «مهارات القلق» من تأليف ستيفان هوفمان.

خامساً: تأمل. ويُنصح في هذا الإطار بتعلم كيفية التأمل، فهذا يمكن أن يكون مفيداً للغاية. وهناك تطبيق يمكن استخدامه يسمى (Calm)، ويمكن استخدامه لمدة 10 دقائق فقط في اليوم للمساعدة في التعامل مع الاكتئاب والقلق.

من جانبه، يثني وائل أبو الخير، مدرس الطب النفسي بجامعة أسيوط (جنوب مصر) على هذه النصائح الخمس للعلاج المعرفي السلوكي، لكنه يرى أن بعض الحالات يمكن أن يصل معها القلق لمستوى من الخطورة، لا تصلح معه هذه النصائح وحدها.

ويقول في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه «في هذه الحالة، يجب استخدام أدوية القلق، جنباً إلى جنب مع هذه النصائح، للمساعدة على تحسين الأعراض».