إرم نيوزدأب عدد من النجوم على تقديم شخصية واحدة أو لون واحد في أكثر من عمل فني، استثمارا للنجاح الذي حققوه بها، ولكن دائمًا ما يفشل الممثل في الحفاظ على النجاح الذي يحققه في الأعمال الأولى.

وعلى سبيل المثال، فإن شخصية "اللمبي" التي قدمها الفنان المصري محمد سعد في معظم أعماله الفنية التي قدمها، والتي حقق بها نجاحًا كبيرًا في أعماله الأولى، أشعرت الجمهور بالملل، مما جعل أعماله الأخيرة لا تحقق إيرادات تذكر بالسينما.

المنتج الفني وائل علي، رأى أن تكرار الفنان للشخصية ذاتها هو خوف من المغامرة والفشل في تقديم شخصية أخرى.

الحال ذاته مع مواطنه الفنان أحمد آدم، الذي قدم شخصية "القرموطي" في أعمال كثيرة، ولكنه وقع في فخ التكرار، ولم يحقق نجاحًا كبيرًا بها سوى في عمل أو اثنين بأقصى تقدير.

السبب شركات الإنتاج

وقال المخرج المصري جمال عبد الحميد في تصريحات خاصة لـ "إرم نيوز" إن "الفنان الموهوب لابد أن يقدم جميع أنواع التمثيل في التليفزيون والسينما والمسرح، ويقدم التراجيدي والكوميدي، فهذا التنوع ينم عن موهبة الممثل في الخروج من شخصية لأخرى، ولا يحبس نفسه في شخصية واحدة".

وأضاف عبد الحميد: "السبب في ذلك شركات الإنتاج، حيث إنهم يوفرون على أنفسهم عناء البحث عن فنانين مختلفين، ويقومون بالتعاقد مع ممثل قدم هذا الدور من قبل، وهذا ليس طبيعيا، كما أن المخرج أيضًا السبب في الاختيار، وفي الفترة الأخيرة الممثل يفرض على السيناريست والمخرج القصة، وذلك أيضا من الأسباب".

من جهته، رأى الناقد الفني رامي المتولي، أن "تقديم الشخصية ذاتها على مدار سنوات طويلة له شقان، الشق الأول هو أن الممثل يقدم هذه الشخصية، ولديه الذكاء الكافي وحسن إدارة الموهبة التي تجعله يكرر هذا الدور ويتفوق فيه في كل مرة، فهذا أمر عظيم، واتجاه لابد من السير على نهجه".

وأضاف رامي المتولي لـ"إرم نيوز": "لكن حينما يصبح التكرار محاولة لاستثمار النجاح أو ما يطلق عليه فنيا "نحت" الشخصية من أجل الحصول على عائد مادي، فهذا نوع من أنواع الإفلاس والفشل، وهذان الاتجاهان كانا موجودين بكثرة في السينما المصرية، هناك فنانون وفنانات نجحوا في ذلك منهم زينات صدقي، ووداد حمدي، وفي أدوار الشر الفنان محمود المليجي، وزكي رستم، ولكن هؤلاء النجوم كان لديهم قدرة على التنويع والإبهار، وكانوا يضيفون تفاصيل للشخصيات في كل مرة"، وفق قوله.

وتابع المتولي: "على العكس، أحمد آدم ومحمد سعد، الشخصيات كانت في البداية ناجحة جدا، ولكن ما بعد العمل الأول هو استغلال وإفلاس شديد من أحمد آدم، حتى أنه حينما فكر في عودة برنامجه فهذا إفلاس، لم يفكر في تغييره وتقديم قالب مختلف، كذلك الفنان محمد سعد، الفيلم الأول نجح وما زال يشاهده الجمهور حتى الآن، ولكنه قدم نفس الشخصية في أعمال كثيرة بالتفاصيل نفسها دون التفكير في الإضافة لها، وذلك لاعتقاده بأن الشخصية نجحت في العمل الأول، فستنجح في باقي الأعمال".

الخوف من الفشل

أما المنتج الفني وائل علي، فرأى أن تكرار الفنان للشخصية ذاتها هو خوف من المغامرة والفشل في تقديم شخصية أخرى، لذا فهو يحاول استثمار النجاح الذي حققه من قبل.

وأضاف وائل علي في تصريحات خاصة لـ "إرم نيوز" أن "بعض الفنانين يستسهلون تقديم شخصية قدموها من قبل وحققت نجاحا، خوفا من التغيير والفشل، وضمانا للنجاح الذي حققوه من قبل، فيكررون الشخصية ذاتها في أكثر من عمل، فيسير بمبدأ اللي نعرفه أحسن من اللي ما نعرفوش"، بحسب تعبيره.

وتابع المنتج المصري: "على سبيل المثال الفنان محمد سعد ابتعد عن شخصية اللمبي وشارك في مسلسل الكنز بدور مختلف تماما ونجح جدا، لكنه عاد سريعا وقدم شخصية اللمبي مجددا، أملا في نجاح الشخصية القديمة في فيلم جديد".