لسنوات طويلة حاول الباحثون فك لغز العمر الطويل الذي يتمتع به بعض الأشخاص في أماكن متفرقة من العالم.

وهو ما يشغل باحثين في جامعة "بوسطن" ومركز "تافتس" الأميركي الطبي، لكشف تلك الأسرار التي تجعل الإنسان يتجاوز مئة عام محافظا على صحته البدنية والعقلية.

الباحثون توسعوا في بيانات عالمية تتناول الأساب المحتملة للعمر الطويل ووجدوا أن مفاتيح العيش الصحي تكمن في عوامل وقائية وتركيبة مناعية يتمتع بها هؤلاء الأشخاص إضافة لعالم النمط الصحي الذي يتمثل في الغذاء والرياضة.

علميا يتعرض الأشخاص ذو الجهاز المناعي الطبيعي للعدوى ويتعافون منها ويتعلمون كيفية التكيف معها.

وفي حين أن قدرة الجهاز المناعي على الاستجابة للعدوى تنخفض مع التقدم في العمر إلا أن هناك بعض الأشخاص وُصفوا بالاستثناء، حيث لديهم أنماطا مناعية معينة للشيخوخة تختلف عن آخرين، وهذه الأنماط هي التي تجعلهم يتمتعون بالعمر الطويل والصحي.

ويرى الباحثون أن هذه القدرة المناعية مجهولة السبب، فقد لا تكون وراثية أو طبيعية أو أنها تجمع بين هذين العنصرين وعوامل أخرى خارجية مرتبطة بالبيئة.

دراسة سابقة لجامعة "هارفارد" تناولت مناطق العالم التي يعيش سكانها عمرا مديدا وسموها بالمناطق الزرقاء، ومنها سردينيا في إيطاليا وأوكيناوا في اليابان ولوماليندا بكاليفورنيا، وقد وجد الباحثون في هذه الدراسة أن الشيخوخة الصحية التي تتفرد بها سكان هذه المناطق تتعلق بتقييد السعرات الحرارية في طعامهم وممارسة الرياضة والبيئة أو الطبيعة إضافة للجوانب الروحانية والاجتماعية المترابطة كلها عوامل تحد من آثار الضغوط النفسية التي تنعكس على صحة الإنسان بشكل كبير.

وفي هذا الإطار، قال اختصاصي أمراض الدماغ والأعصاب نبيل نجا، في حديث لـ"سكاي نيوز عربية":

في علم الشيخوخة، الوراثة والجينات تؤثر حوالي 30 بالمئة على طريقة شيخوخة الإنسان.

في حين يؤثر أسلوب ونمط الحياة والأمراض المزمنة التي قد يصاب بها الإنسان على الـ60 بالمئة المتبقية.

ممارسة الرياضة والغذاء المتوازن مع الوقت تعطي نتائج إيجابية.

الابتعاد عن التشنج والتوتر العصبي التي تؤدي لإفراز مواد تؤثر للغاية على الجهاز المناعي.