تحقق الحكومة البريطانية في التقارير التي تفيد بأن أعداداً كبيرةً من الأشخاص تزداد حساسياتِهم تُجاه بعض منتجات جل الأظافر.
ويقول أطباء الجلد إنهم يعالجون الأشخاص من الحساسية تجاه أظافر الأكريليك والجل على "مدار أسابيع".
وحثت الدكتورة ديردري باكلي من الجمعية البريطانية لأطباء الجلد الأشخاص على الحد من استخدام جل الأظافر والالتزام "بطلاء الأظافر القديم"، داعيةً إلى التوقفِ عن استخدامِ الأدوات المُعدّة للاستخدام الشخصي لتجميل الأظافر في منازلهم بدلاً من الذهاب لصالونات التجميل.
وقالت إن بعضَ الحالات قد عانت من ضعفٍ أو تساقطٍ للأظافر وطفحٍ جلدي، وفي حالات نادرة صعوباتٍ في التنفس.
وأكد مكتبُ سلامة المنتجات والمعايير الحكومي أن التحقيق جارٍ، موضحاً أن قسم معايير التجارة المحلية هو الجهة المخولة للتواصل في حال تسجيل أي إصابات.
وقالت في بيان: "يجب أن تخضعَ جميعُ مستحضرات التجميل المتوفرة في المملكة المتحدة لقوانين السلامة الصارمة، ويتضمن ذلك قائمةً بالمكونات لتمكين المستهلكين الذين يعانون من الحساسية من تحديد المنتجات التي قد تكون غير مناسبةٍ لهم".
على الرغم من أن معظمَ عمليات طلاء الأظافر آمنةً ولا تؤدي إلى أية مشاكل، إلا أن الجمعية البريطانية لأطباء الجلد تحذر من أن المواد الكيميائية مثل مادة الميثاكريلات، الموجودة في أظافر الجل، والأكريليك، يمكن أن تسبب ردودَ فعلٍ تحسسيةٍ لدى بعض الأشخاص، وغالباً ما يحدث ذلك عندما يتمُ تطبيقُ العملية في المنزل أو بواسطة فنيين غيرِ مدربين.
وقالت الدكتورة باكلي، التي شاركت في كتابة تقرير حول هذا الموضوع في عام 2018، لبي بي سي: "إن الأمر يتطور ليصبح مشكلةً خطيرةً وشائعة، نحن نشهد ذلك أكثر فأكثر لأن العديد من الناس يشترون الأدوات المُعدّة للاستخدام الشخصي لتجميل الأظافر في منازلهم ويصابون بالحساسية ثم يذهبون إلى صالونات التجميل، لتزداد الحساسية سوءاً".
وأضافت: "في الوضع المثالي، سيتوقف الناسُ عن استخدام جل الأظافر ويعودون إلى طلاء الأظافر القديم، وهو أقل حساسية بكثير، يجب على الأشخاص الذين يُصرون على الاستمرار في استخدام منتجات الأظافر المصنوعة من مادة الأكريليك، إجراؤها بطريقة احترافية".
"مواد كيميائية ضارة" في علامات كبرى لمستحضرات التجميل في بريطانيا
ازدادت شعبيةُ طلاء الجل في السنوات الأخيرة لأنه يدوم لفترة أطول، ولكن على عكس أنواع طلاء الأظافر الأخرى، فإن طلاء الجل يحتاج إلى "معالجة" تحت ضوء الأشعة فوق البنفسجية حتى يجف.
ومع ذلك، فإن مصابيح الأشعة فوق البنفسجية التي يتم شراؤها لتجفيف الطلاء لا تعمل مع كل نوعٍ من أنواع الجل.
فإذا كان المصباح لا يقل عن 36 واط أو الطول الموجي الصحيح، فإن الأكريليك، وهي مجموعةٌ من المواد الكيميائية المستخدمة لجعل الجل متماسكاً، لا تجف بشكل صحيح، وتخترق طبقة الإظفر والجلد المحيط به، مسببةً التهيج والحساسية.
يجب استخدام الأشعة فوق البنفسجية "لمعالجة" وتجفيف جل الأظافر تحت مصباح حرارة.
تُسبب هذه الحساسية للمرضى عدمَ القدرة على الحصول على علاجاتٍ طبية مثل حشوات الأسنان وجراحة استبدال المفاصل وبعض أدوية السكري، وذلك بسبب وجود مادة الأكريليك.
قالت الدكتورة باكلي إنها عاينت حالة واحدة لإحدى النساء، تعاني من تقرحاتٍ على يديها مما اضطرها لأخذ إجازةٍ من العمل لعدة أسابيع.
وأضافت: "كان هناك سيدة أخرى تستخدم أدواتٍ منزليةً اشترتها بنفسها، فلا يدرك الناس أن هناك تداعيات هائلة لهذه العملية لا علاقة لها بالأظافر".
بدأت ليزا برينس تواجه مشاكل عندما كانت تتدرب لتصبح متخصصة بتجميل الأظافر، إذ أصيبت بطفحٍ جلديٍ وانتفاخٍ في جميع أنحاء جسمها.
وقالت برينس: "لم أتعلم شيئاً عن التركيب الكيميائي للمنتجات التي كنا نستخدمها، أخبرني مدربي المختص أن أرتدي القفازات".
بعد التشخيص، قيل لها إنها تعاني من حساسيةٍ تجاه مادة الأكريليك، وقالت: " أخبروني أنني أعاني من حساسية تجاه الأكريليك وسيتعين علي إخبار طبيب الأسنان الخاص بي لأن ذلك سيؤثر عليّ".
وأضافت : "إنها فكرة مخيفة، أعاني من آلام في ساقي وفخذاي، أعرف أنني سأحتاج إلى عمليةٍ جراحية في وقت ما".
هناك العديد من القصص الأخرى مثلُ قصة ليزا على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أنشأت خبيرة تجميل الأظافر سوزان كلايتون مجموعةً على فيسبوك عندما بدأ بعض زبائنها في التفاعل مع جل الأظافر الذي يستخدمونه.
"لقد أنشأْتُ المجموعة تزامناً مع ظهور تقنيات الأظافر والحديث المتواصل عن المشكلات المتداولة، وبعد ثلاثة أيام كان هناك 700 شخص في المجموعة، إنها تنمو بشكل رائع".
بعد أربع سنوات، أصبحت المجموعة تضم أكثر من 37000 عضو، وتحتوي على تقارير طبية عن الحساسية الناتجة عن جل الأظافر من أكثر من 100 دولة.
أنشأت شركة جيليش (Gelish) الأمريكية أول منتجات جل للأظافر في عام 2009، موضحةً أنها تحاول القيام بكل ما هو "صحيح " في تدريب العاملين لديها وإصدار الشهادات الصحية للمواد الكيميائية المستخدمة، مؤكدةً على لسان رئيسها التنفيذي داني هيل أن "منتجاتها متوافقة مع متطلبات الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، ولكن عندما يتم بيع المنتجات عبر الإنترنت، فقد لا تلتزم البلدان بالشروط الصارمة الموضوعة، مما يؤدي ذلك إلى تهيجٍ شديدٍ للجلد".
وأضاف هيل: "لقد قمنا ببيع ما يقرب من 100 مليون زجاجة من جل الأظافر في جميع أنحاء العالم، وبالتأكيد هناك حالاتٌ تعاني من الحساسية، وولكنها منخفضة للغاية".
قال بعض مختصي تجميل الأظافر إن الحساسية التي تنتج عن استخدام جل الأظافر لدى البعض تثير قلق العاملين في هذا المجال.
ومع اختلاف تركيبات جل الأظافر، إلا أنها تختلف من منتج لآخر، إذ أوضحت مؤسسة (اتحاد محترفي الأظافر) "Federation of Nail Professionals" ماريان نيومان بأن عمليات تجميل الأظافر آمنة إذا تمت بالشكل الصحيح.
وقالت ماريان نيومان لبي بي سي: "شهدْتُ الكثير من ردود الفعل التحسسية التي تؤثر على الزبائن ومختصي تجميل الأظافر، أنصح الأشخاص الذين يشترون أدوات (DIY) ويقومون باستخدام جل الأظافر في المنزل، بالتوقف عن ذلك، إذ يجب أن تتم هذه العملية بواسطة محترفين لهم دراية كاملة بالتركيبات الكيميائية للمنتج".
وأضافت: "اختاروا متخصص الأظافر الخاص بكم بحكمة وفقاً لمستوى تعليمه وتدريبه ومؤهلاته، وتأكدوا من استخدام المجموعة التي تم تصنيعها في أوروبا أو أمريكا، ويفضّل الابتعاد عن أحد أكثر المواد المسببة للحساسية المعروفة باسم هيما(Hema) ، إذ بإمكانكم استخدامُ علامة تجارية خالية منها مثل هيبوالرجينيك".(Hypoallergenic)