بدأت الطبيعة قبل مليار عام بصنع الأصل الخام لماسة أصبحت زاهية بلونها الأزرق بعد العثور عليها وحكها، وفق الوارد عنها في موقع دار Sotheby’s للمزادات الدولية، والتي خطفت الأضواء حين تم عرضها مساء أمس الاثنين في حفلMet Gala السنوي الشهير في نيويورك، أي قبل أسبوعين من عرضها في مدينة جنيف، بمزاد يتفاءل ببيعها بمبلغ 25 مليونا من الدولارات، مع أن وزنها 11.16 قيراط، أي 2 غرام فقط.
هذا المجد المحيط بماسة Laguna Blu الشبيهة بعجوة لوز صغيرة، سببه تحدرها من صنف نادر، يولد حجره بعد مخاض للطبيعة يستمر ملايين السنين، يتم خلاله اندماج عنصر Boron الكيميائي ببلورات كريستالية، وسط ظروف جيولوجية حرارتها عالية مع ضغط شديد في عمق من الأرض، يزيد أحيانا عن 150 كيلومترا، وفيه يصبح الحجر ماسيا عبر الزمن، بحسب ما قرأت "العربية.نت" اليوم بصحيفة "التايمز" البريطانية عن الماسة التي وصفها Oliver Wagner المتخصص في "سوذبيز" بالمجوهرات وتوابعها بأنها "إحدى عجائب الطبيعة الحقيقية"، وفق تعبيره.
يحدث بعدها، أن أحد البراكين يلفظ مع حممه الأصل الخام للحجر، أو يعثر عليه عاملون بالتنقيب، وهو ما جرى للماسة التي سلمها من عثر عليها إلى من قصها وأمعن حكا فيها، ثم كلف شركة Bulgari الشهيرة بصنع المجوهرات الفاخرة، فركبتها على خاتم، باعته في 1970 لأوروبي احتفظ به أكثر من 50 عاما، ثم قرر بيع الماسة التي لم تعرف المزادات إلا 10 من نوعها، عيار الواحدة أكثر من 10 قراريط، بينها من نراها في الفيديو أعلاه بدبي، وهيDe Beers Blue المكونة من 15.1 قيراط، وباعتها "سوذبيز" بـ 48.5 مليون دولار العام الماضي في هونغ كونغ.
وأكثر من يؤكد أن عمر "لاغونا بلو" أكثر من مليار عام، بشرط أن يكون مصدرها منجم شهير في جنوب إفريقيا باسم Cullinan المعتبر من الأغنى بالماس الأزرق، هو الدكتور Evan Smith خبير الأحجار الكريمة في معهد Gemological Institute of America بالولايات المتحدة، والذي درس في 2019 مع فريق من الجيولوجيين 46 ماسة زرقاء، بينها واحدة خام عيارها 122.5 قيراط، أصبحت بعد حكها 24.18 قيراط، فقال إنها تشكلت عند عمق 400 إلى 800 كيلومتر تحت الأرض، أي أعمق بكثير من معظم الماس.