CNN

دعلت الجمعية الأمريكية لعلم النفس (APA) المراهقين إلى الخضوع للتّدريب قبل خوض عالم وسائل التواصل الاجتماعي، وفقًا لتوصيات جديدة صادرة الثلاثاء.

وقالت رئيسة الجمعيّة، الدّكتورة ثيما براينت: "وسائل التواصل الاجتماعي بطبيعتها ليست ضارّة أو مفيدة لشبابنا"، ومن ثمّ أضافت: "مثلما نطالب بتدريب الشباب للحصول على رخصة قيادة، يحتاج شبابنا لتعليمات حول الاستخدام الآمن والصحي لوسائل التواصل الاجتماعي".

وشكّلت براينت لجنة استشاريّة لمراجعة المنشورات العلميّة حول استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وإنشاء توصيات للاستخدام الصحي للمراهقين، بحسب بيان صحفي صادر عن الجمعية.

وأصدرت الجمعية 10 توصيات لتوجيه المعلمين، والآباء، وصنّاع السياسات، والعاملين في مجال الصحة العقلية، وقطاع الصحة، وشركات التكنولوجيا، والمراهقين.

وتشجّع التوصيات القيود المفروضة على استخدام المراهقين لوسائل التواصل الاجتماعي بغية عدم التأثير على نومهم، أو نشاطهم البدني.

ولن تبدو الطريقة المثلى لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي مشابهة لدى كل طفل، ولذلك، قالت اللجنة إنّ التوصيات يجب أن تُطبَّق إلى جانب معرفة نقاط القوة والضعف الفردية، والسياق.

وأضاف البيان: "يجب أن يعتمد الاستخدام المناسب للفئة العمرية لوسائل التواصل الاجتماعي على مستوى نضج كل مراهق، والبيئة المنزلية".

وباعتبارها أخصائية، ذكرت عالمة النفس المقيمة في أوهايو، الدكتورة ليزا دامور، أنّها غالبًا ما توصي العائلات بوضع قواعد مختلفة لكل طفل في المنزل.

وبالنظر إلى الأبحاث المتاحة، لا تستطيع الجمعية تحديد ما إذا كانت وسائل التواصل الاجتماعي مفيدة أو ضارة للشباب، وخصوصًا عند أخذ مخاطر المحتويات الضارة، ومكافآت التنشئة الاجتماعية الصحية، بعين الاعتبار.

ووفقًا لمدرِّبة الأبوة والأمومة، ومؤلفة كتاب "Fourteen Talks by Age Fourteen: The Essential Conversations You Need to Have With Your Kids Before They Start High School"، ميشيل إيكارد، يعتبر بعض الآباء أنّ "جميع وسائل التواصل الاجتماعي سلبية عن طريق الادعاء بأنها لا تقدم أي قيمة في حياة الشباب، عندما يكون من الواضح وجود العديد من الجوانب الإيجابية عند تعلم كيفية استخدام أدوات التواصل الاجتماعي بشكلٍ خلاق، ومناسب، ومسؤول".

وفي الوقت نفسه، يمكن لهذه المنصات أن تكون "ضارّة بالطبع" دون وجود التوجيه والإرشاد المناسبين.

ولكن كيف يمكنك إقناع مراهق باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكلٍ أكثر سلامة؟ قالت دامور إنّ الأمر يتعلق بالتعاون.

وأوضحت دامور: "من المهم مساعدة اليافعين والمراهقين على فهم أنّ لمنصات وسائل التواصل الاجتماعي هدف واحد، وهو تسخير انتباههم من أجل كسب المال".

كما أنّها أشارت لوجود أبحاث ممتازة تُظهر أنّ المراهقين يكونون أكثر مقاومة للأمر عند تنبيه البالغين لهم بكيفيّة التلاعب بهم.

وتتمثّل مهمة البالغين في مواكبة ممارسات المراهقين عبر وسائل التواصل الاجتماعي للتأكد من أن المحتوى الذي يشاهدونه على هذه المنصات مناسب.

ويعيش المراهقون أغلب حياتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ويجب أن نتعاون مع جيل الشباب بدلاً من جعلهم يشعرون بالخجل من ذلك الأمر، بحسب ما ذكرته.