العين الاخبارية
يقلل تغيّر المناخ مساحة الأرض المتاحة لزراعة البن بنسبة 54% بحلول عام 2100 حتى في حال احتواء درجات الحرارة العالمية للأهداف المتفق عليها دولياً، وفقاً لتقرير جديد أصدرته مؤسسة "كريستيان أيد" الخيرية البريطانية.
وقال مزارعو بن من هندوراس وإثيوبيا إنهم يعانون بالفعل من التغير المناخي.
وحسبت المؤسسة الخيرية أن درجات الحرارة المرتفعة والظروف غير المتوقعة ستقلص مساحة الأرض المناسبة لزراعة البن بنسبة 54.4%، حتى لو كانت درجات الحرارة العالمية محدودة بـ1.5 إلى درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل العصر الصناعي.
ويأتي أكثر من نصف القهوة التي تُستهلك في المملكة المتحدة من البرازيل وفيتنام، وهما دولتان معرضتان بشكل خاص لتغير المناخ.
وسجلت فيتنام أعلى درجة حرارة على الإطلاق الأسبوع الماضي عند 44.1 درجة مئوية (111.38 فهرنهايت)، بينما شهدت البلدان المجاورة أيضاً درجات حرارة متطرفة جديدة.
ارتفاع درجات الحرارة وعدم انتظام هطول الأمطار، فضلاً عن الأمراض والجفاف والانهيارات الأرضية الناجمة عن تغير المناخ بفعل الإنسان، كلها تهدد بتقليص صناعة البن وإفقار منتجيها.
ويقول ياديرا ليموس، وهو مزارع بن في هندوراس في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لمؤسسة "كريستيان أيد": "بصفتي منتجاً للبن، أستطيع القول، الآن يصعب إنتاجه أكثر فأكثر، ومن الواضح أن هذا مرتبط بتغيّر المناخ".
ويضيف: "فيما يتعلق بتغيّر المناخ، نشهد ارتفاعاً في درجات الحرارة، ومن الصعب التنبؤ بالطقس، فمن كان يتنبأ بأننا سنواجه العواصف والأعاصير التي شهدناها العام الماضي، والآن هناك نقص في الأمطار، ونحن أكثر عرضة لهذه الأنواع من التغييرات".
وأصدرت منظمة "كريستيان أيد" تحذيرها الخطير في تقرير جديد بعنوان "استيقظ واشتم رائحة القهوة: أزمة المناخ وقهوتك"، والتي تدعو إلى إلغاء الديون "غير العادلة" وتقديم الدعم المالي لمساعدة المزارعين على تنويع مصادر رزقهم.
وقالت يتنا تيكالين، المديرة القطرية للمؤسسة الخيرية في إثيوبيا: "يشكل الأفارقة 17% من سكان العالم، لكننا نولد 4% فقط من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي تسببت في أزمة المناخ، ومع ذلك فنحن من نعاني من وطأة هذه الأزمة، وآثار تغير المناخ".
وتضيف: "صناعة البن لدينا هي أهم صادرات إثيوبيا وتوفر فرص عمل كبيرة، لكنها الآن مهددة من تغير المناخ، فتأثيره على إنتاج البن واضح للعيان، بما في ذلك من خلال المستويات العالية من صدأ أوراق البن، وهناك الكثير الذي يمكن لحكومة المملكة المتحدة القيام به، بدءاً من استخدام سلطتها لإقناع الدائنين الغربيين من القطاع الخاص بإلغاء ديون أفقر دول العالم وتعبئة التمويل الحيوي الذي نحتاجه لمعالجة الخسائر والأضرار التي لحقت ببلدنا بسبب المناخ مصيبة".
ويقول ديفيد تايلور، كبير مديري السياسات في مؤسسة "التجارة العادلة": "يسلط هذا التقرير من (كريستيان أيد) الذي صدر في الوقت المناسب الضوء على ما يقوله لنا مزارعو القهوة، حول العواقب الكارثية للانهيار المناخي، الذي لا يهدد سبل عيشهم فحسب، بل يؤثر أيضاً على مستقبلهم".
ويوضح أن "المجتمعات الزراعية لها دور حاسم في معالجة أزمة المناخ ولديها الخبرة اللازمة لمعالجتها، ومع ذلك، فإن عدداً كبيراً جداً من مزارعي البن أصحاب الحيازات الصغيرة، لا سيما أولئك الذين ليس لديهم الحماية المالية التي توفرها التجارة العادلة، لا يستطيعون ببساطة القيام بذلك، لأن السعر الذي يتلقونه مقابل منتجاتهم منخفض للغاية، وهذا غير عادل".
ويقول جارود كاث، من مركز علوم المناخ التطبيقية، في جامعة جنوب كوينزلاند الأسترالية، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، إن الأحداث المناخية المتطرفة، والتي أصبحت نمطاً معتاداً حالياً تؤثر بشكل كبير على زراعة البن.
وبينما يوصف نطاق درجة الحرارة السنوية المثلى لزراعة البن، أنه بين 18 و22 درجة مئوية (لبن أرابيكا) أو بين 22 و28 درجة مئوية (لبن روبوستا)، فإن التطرف المناخي من ظروف شديدة البرودة إلى درجة حرارة مفرطة، يدمر بشكل كبير إنتاجية البن، كما يؤكد كاث.