الحرة
تطور ملفت يثير التفاؤل بشأن غابات الأمازون المطيرة في البرازيل التي توصف بأنها "رئة الأرض"، حيث تراجعت معدلات إزالة الأشجار في الفترة الأخيرة، بعد سنوات من الدمار المتزايد.
وأظهرت بيانات حكومية أولية الجمعة الماضي، أن عمليات إزالة الأشجار في غابات الأمازون تراجعت بنسبة 68 في المئة في أبريل عن العام السابق، وهي قراءة إيجابية لسياسات الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا لأنها تمثل أول انخفاض رئيسي تحت إشرافه.
وتعهد لولا الذي عاد إلى السلطة في يناير بإعطاء الأولوية لحماية غابات الأمازون ووقف إزالة الغابات بشكل غير قانوني بحلول عام 2030.
وكان متوسط خسارة الأشجار سنويا في منطقة الأمازون في ظل ولاية الرئيس البرازيلي السابق جاير بولسونارو قد ارتفع بنسبة 75 في المئة مقارنة بالعقد السابق.
تدمير غابات الأمازون المطيرة
وأظهرت البيانات الرسمية أنه تم تطهير 328.71 كيلومتر مربع في منطقة الأمازون البرازيلية الشهر الماضي، وهو أقل من المتوسط التاريخي البالغ 455.75 كيلومتر مربع لهذا الشهر.
لكن الخبراء يؤكدون إنه لا يزال من السابق لأوانه تأكيد الاتجاه التنازلي، حيث تقترب الذروة السنوية في إزالة الغابات من يوليو إلى سبتمبر، لكنهم يرون أنها إشارة إيجابية بعد تدمير الغابات المطيرة في أواخر عام 2022.
وتعتبر غابة الأمازون "رئة العالم" لأنها تمتص كميات ضخمة من غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يساهم بالتغير المناخي، لكن عمليات الحرق وقطع الأشجار، أدت إلى جعلها مصدرا للكربون.
ويقول تقرير صادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، التابعة للأمم المتحدة، إن درجة حرارة الكوكب في طريقها للارتفاع لما يزيد عن 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، وهو الحد الرئيسي لتأثيرات أكثر ضررا، بين عامي 2030 و2035.
وواجه لولا تحديات مستمرة منذ توليه منصبه، في الوقت الذي تكافح وكالة البيئة إيباما مع نقص التمويل والموظفين.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، أعاد لولا التأكيد على تعهداته عندما حصل على مساهمة بقيمة 80 مليون جنيه إسترليني (101 مليون دولار) من بريطانيا لصندوق أمازون، وهي مبادرة تهدف إلى مكافحة إزالة الغابات بدعم من النرويج وألمانيا والولايات المتحدة.
وتسبب البشر خلال نصف القرن الماضي بتدمير وإحراق مساحات شاسعة من الأمازون لإفساح المجال لرعي الماشية وللزراعة. ومنذ ذلك الحين، أصبحت البرازيل المنتج الأول والمصدر الأول للماشية في العالم.
إزالة الغابات في منطقة الأمازون
وبحسب دراسة نشرت في مجلسة "ساينس" يناير الماضي، فقد دُمّر ثلث غابة الأمازون بفعل الأنشطة البشرية والجفاف، حيث حلل الباحثون الآثار الناجمة عن الحرائق وقطع الأشجار والجفاف والتغيرات في الموائل على أطراف الغابة التي تُسمى بتأثيرات الأطراف.
وأدت هذه الظواهر، باستثناء الجفاف، إلى تدمير ما لا يقل عن 5,5 بالمئة من بقية المساحة التي تشكل النظام الإيكولوجي للأمازون، أي ما يعادل 364748 كيلومتراً مربعا، وذلك بين عامي 2001 و2018، بحسب الدراسة.
وعند الأخذ في الاعتبار آثار الجفاف، تصبح المساحة المدمرة عبارة عن 2,5 مليون كيلومتر مربع، أي 38 بالمئة من بقية المساحة التي تشكل نظام الأمازون الإيكولوجي.
ويحذر خبراء من اقتراب منطقة الأمازون من نقطة تحول لا رجوع عنها بسبب التغير المناخي، حيث باتت الغابة المدارية الأكبر في العالم، تنتج كربونا أكثر مما تخزن.
ويخشى العلماء من الكارثة، فبدلا من القضاء على الاحترار المناخي، قد تساهم الأمازون في تسريعه. ستموت الأشجار الواحدة بعد الأخرى، وستطلق المنطقة مليارات الأطنان من الكربون في الغلاف الجوي.
وبموجب دراسة تتمتع بالصدقية، نشرتها فرانس برس، ستصل الأمازون إلى نقطة اللارجوع، عندما تزال الأشجار عن 20 إلى 25 في المئة من مساحتها.
واليوم، أصبحت 15 في المئة من المساحة من دون أشجار، في مقابل ستة في المئة عام 1985. وثمانون إلى تسعون في المئة من هذه المساحة تحولت إلى مراع.
ويرى خبراء أن استمرار إزالة الغابات والحرائق والاحترار المناخي سيسرع تدمير الأمازون.