شابان شغلا تونس خلال الأيام الماضية، بعد أن نشرا أغنية راب، سخرا فيها من الشرطة في البلاد.

فقد ظهر الشابان يوسف شلبي وضياء نصير هذا الأسبوع، في أغنية هزلية على مواقع التواصل الاجتماعي، حملت عنوان "بابا في الليل... يلوج (يبحث) في الإقليم". وانتقدا خلالها طريقة تعامل الشرطة مع مستهلكي ومروجي المخدرات.

كما اتهما هذا الجهاز العريق في البلاد بتلقي الرشوة واستعمال العنف والقوّة وتزوير محاضر البحث.

ما دفع قوات الأمن، اليوم الأربعاء، إلى اعتقالهما في خطوة أحيت النقاش حول حدود حرية التعبير والفنّ في البلاد.

كلمات عادية!

من جهتها، أوضحت محامية الشابين إيمان السويسي، أنهما أوقفا بعد أيام من طرح الأغنية وانتشارها، وأحيلا على الدائرة الجناحية، بتهم الإساءة للغير عبر شبكات التواصل ونسبة أمور غير صحيحة لموظف عمومي عن طريق الصحافة أو غير ذلك ونسبة أمور غير قانونية متعلقة بوظيفة عامة. فيما يتواصل البحث عن الشاب الثالث الذي ظهر معهما في الفيديو الذي انتشر بشكل واسع بين التونسيين.

وأضافت المحامية أن الشابين وهما طالبان بالجامعة، قد يواجهان عقوبة بالسجن لمدة عام ويحرمان من اجتياز امتحانات نهاية السنة.

كما اعتبرت أنّ كلمات الأغنية عادية ولا تحتوي ألفاظاً نابية أو تتضمن تهكمّا ونيلاً من جهاز الشرطة.

تشويه واضح

في المقابل اعتبر الناشط، محمد الطرابلسي، أن "كلمات الأغنية فيها تشويه واضح وقذف علني وادعاء بالباطل ضدّ جهاز أمني، وفيها مسّ وانتقاص من هيئة رسمية وتعدٍّ واضح على هيبتها، وهذا يعاقب عليه بالقانون".

كذلك رأى في تعليقات نشرها على حسابه بفيسبوك أنّ محتوى الأغنية فيه تشجيع واضح على استهلاك المخدّرات.

في حين دان "مرصد انتهاكات حريّة الرأي والتعبير"، اعتقال شلبي ونصير، معتبراً أن توجيه تلك الاتهامات لهما "كيدي وفيه مساس بحرية التعبير".

يشار إلى أن توقيف الشابين ومحاكمتهما، أثار جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي بين منتقد لمحتوى الأغنية رأى فيها مسّا وإهانة لأحد أهم أجهزة الدولة وقذفا للشرطة وانتهاكا للقانون، وبين من اعتبر تلك الخطوة محاولة للجم الشباب والفنانين.