العين الإخبارية

قبل 3 سنوات من اليوم، الثلاثاء، في 30 مايو 2020 توفي الفنان المصري القدير حسن حسني.

حسن حسني كان واحدًا من أكثر الممثلين نشاطًا وحضورًا في تاريخ السينما المصرية، حيث قدم أكثر من 500 عمل في المسرح والتلفزيون والسينما.

ويأتي في المرتبة الثالثة بين أكثر الممثلين مشاركةً في تاريخ المسرح والسينما والتلفزيون العربي، خلف محمود المليجي وصبري عبد المنعم.

كان لقب حسن حسني"القشاش"، وهو من مواليد 19 يونيو 1936 في حي القلعة، لأب مقاول، وتعرض لعدة متاعب ومواقف صعبة ومفاجآت غيرت مجرى حياته، بدءًا من فقد والدته في سن السادسة، مما ألقى بظلال الحزن الدفين عليه.

وعبر عن حبه للتمثيل في مدرسته الابتدائية، حيث قدم دور "أنطونيو" في إحدى الحفلات المدرسية وحصل على كأس التفوق بالمدرسة الخديوية، بالإضافة إلى الحصول على العديد من ميداليات التقدير من وزارة التربية والتعليم. وحصل على شهادة التوجيهية عام 1956.

بعد أن لفت الأنظار إلى مستوى أدائه في إحدى لجان التقييم الخاصة بمسابقات التمثيل في المدارس، تأكد حسني من أنه لن يعمل في أي شيء آخر غير التمثيل، واصطحب موهبته إلى مسارح العالم الفني.

بدأت مسيرة حسن حسني في عالم الفن عبر المسرح، حيث كان عضوًا في فرقة المسرح العسكري في بداية عقد الستينيات، ولكن تم حل المسرح العسكري عقب هزيمة الخامس من يونيو عام 1967.

بعدها، عمل في مسرح الحكيم والمسرح القومي والمسرح الحديث، والتحق بفرقة جلال الشرقاوي وعمل معها لمدة تزيد على 10 سنوات.

أصبح حسن حسني معروفًا للجمهور عبر التلفزيون من خلال مسلسل "أبنائي الأعزاء.. شكرا" الذي عُرض عام 1979 وشارك في العديد من الأعمال الدرامية في استوديوهات دبي وعجمان خلال مطلع الثمانينيات.

وكانت بدايته السينمائية من خلال دور صغير في فيلم "الكرنك" عام 1975، تلاه دور الشر في فيلم "سواق الأتوبيس" الذي أخرجه عاطف الطيب في عام 1982، وعمل مع الطيب في عدد من الأفلام الأخرى. كما عاد إلى المسرح في منتصف الثمانينيات، حيث قدم المسرحية الفكاهية "اعقل يا مجنون" مع الفنان الكوميدي محمد نجم عام 1985، ومسرحية "ع الرصيف" مع سهير البابلي وحسن عابدين عام 1987.

في التسعينيات، حقق حسن حسني نجاحًا كبيرًا في دوره في أفلام دماء على الأسفلت (1992) وفارس المدينة (1993) وسارق الفرح (1994).

ثم بدأ حسن حسني بالانتقال إلى الأدوار الكوميدية، وأصبح شريكًا للوجوه الشابة في عدة أعمال سينمائية مثل اللمبي (2002) مع محمد سعد وميدو مشاكل (2003) مع أحمد حلمي، وغيرها من الأفلام التي جمعته بعدد من الممثلين الشباب.

وقدّم حسني أيضًا عددًا من المسرحيات الناجحة، مثل حزمني يا مع فيفي عبده وعفروتو مع محمد هنيدي.

وبالرغم من بعض الأعمال التي لم تحظ بالنجاح الكبير، فإن حسن حسني يظل واحدًا من أبرز النجوم في عالم الفن بما يقرب من 500 عمل بين مسرح وتلفاز وسينما.

وفاة ابنته

كانت أكبر صدمة في حياة حسن حسني وفاة ابنته رشا في 21 مارس 2013 بعد صراع طويل مع مرض سرطان الغدد.

وقبل وفاتها، قام والدها الفنان الراحل حسن حسني بإرسال التقارير الطبية الخاصة بها إلى مستشفى كبير في ألمانيا، وحاول بشتى الطرق إنقاذها، ولكن تبين أن الحالة كانت حرجة ومتأخرة جداً لا يمكن علاجها.

وفاته

توفي حسن حسني في الفجر الباكر من يوم السبت الموافق 30 مايو/ أيار 2020، وذلك جراء أزمة قلبية مفاجئة أدخلته إلى مستشفى دار الفؤاد في القاهرة، حيث وافته المنية.

وترك حسن حسني خلفه إرثًا فنيًا كبيرًا، بعدما شارك في العديد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية والمسرحية خلال مسيرته الفنية التي امتدت لعقودٍ عدة، وأثرى الثقافة المصرية بأدواره المميزة والمتنوعة التي تركت بصمة في ذاكرة الجماهير.

ودفن حسن حسني وسط أهله ومحبيه، في وقت انتشار فيروس كورونا، فغلب على جنازته ارتداء الكمامات.