بين الألم والمعاناة ظلّ قلب المواطن الجزائري بن جدو عبد الحفيظ يتمزق وجسده يتهاوى، وهو يرى ابنه الصغير يُعاني من مرض نادر على مستوى المخ دون أن يجد له وصفة علاج.

وشغل عبد الحفيظ القاطن بولاية الجلفة جنوبي الجزائر، (تبعد حوالي 300 كلم عن العاصمة) رواد مواقع التواصل الاجتماعي بقصته الحزينة مع ابنه الضرير، حينما اضطر لنقله إلى العاصمة عبر حافلة لتلقي العلاج، في سابقة فريدة من نوعها خلفت ردود أفعال واسعة.

وتداولت صور للطفل فيصل وهو في حضن والده داخل الحافلة المتّجهة صوب العاصمة، حيث ظهر عليه التعب الشديد، إضافة إلى صورة أخرى وهو يقف في مدخل مستشفى الهادي فليسي بالقطار بالعاصمة.

مرض نادر

وأصيب الطفل بن جدو فيصل منذ حوالي سنة ونصف بمرض نادر على مستوى المخ، يتطلب علاجاً دقيقاً خارج البلد، غير أن الحالة الاجتماعية لعائلته حتمت عليه تلقي العلاج بأحد المستشفيات الجزائرية.

ويعاني الوالد عبد الحفيظ العاطل عن العمل من ظروف اجتماعية قاهرة حتمت عليه أخذ ابنه في الحافلة لتلقي العلاج في مستشفى القطار بالعاصمة.

ونالت الصور المؤثرة تضامنا كبيرا عبر شبكات التواصل الاجتماعي إلى درجة أنّ بعضهم توجه خصيصا للمستشفى من أجل تقديم المساعدة، حيث تم التأكد من دخول الطفل الذي فقد نشاطه كليا منذ أزيد من سنة للعلاج.

تضامن شعبي

واعتبر معلقون على منصات التواصل الاجتماعي، أنّ قصّة الطفل فيصل فرصة لإبراز قيم التضامن بين أفراد المجتمع، حيث طالبت بضرورة التضامن ومدّ يد العون للطفل، حيث علق قائلا "يجب أن يتضامن الشعب مع بعضه البعض، وليس عبر التضامن المادي فقط".

وقال الوالد في تصريحات تناقلتها وسائل إعلام جزائرية إن ابنه كان طفلاً عادياً ولما بلغ من العمر 6 سنوات أصيب بشلل كامل، حيث فقد السمع والرؤية وأيضا القدرة على المشي والشهية للأكل، وقد أجرى له التصوير بالرنين المغناطيسي مرتين، حيث أظهر التصوير الأول أنه يعاني من التهابات في حين أظهر الثاني أن لديه تكيسات.

وناشد والد الطفل السلطات لمساعدته من أجل علاجه في الخارج لأنه عاطل عن العمل، ولديه 4 أطفال، ويسكن في الطابق الرابع ويجد مشقة كبيرة في حمله يوميا للعلاج.