يقول العلماء إن هناك قاعدة راسخة تفيد بأن معرفة ما تريده مفيد لصحتك.
"ضع هدفا لحياتك كلها، هدفا لفترة معينة، هدفا للسنة، للشهر، للأسبوع، لليوم وللساعة، وللحظة، وشدد على التضحية بالأهداف الأقل أهمية من أجل تحقيق الأهداف السامية". هكذا فلسف الأمور الكاتب الروسي ليف تولستوي منذ سنوات عديدة. ولم يتوقع أن تتضمن أقواله معنى عمليا كبيرا في المستقبل، إذ أن العزيمة لها تأثير مفيد على الكائن الحي كله على أقل تقدير، ويعيش الأشخاص الذين يسعون جاهدين من أجل شيء ما لفترة أطول.
وهناك عدد متزايد من البحوث العلمية التي تُظهر أن من المفيد بالفعل وجود نقاط مرجعية لدى المرء. ويحدد العلماء مجموعة متنوعة من الفوائد من ذلك حتى تحسين الحالة البدنية والعقلية.
وأضيفت إلى قائمة الحوافز دراسة أجراها علماء الأوبئة وعلماء النفس في كلية الصحة العامة بجامعة بوسطن وجامعة هارفارد شملت أكثر من 13 ألف شخص يفوق عمرهم 50 عاما. وقد اتضح من البيانات التي تم جمعها، كم من الوقت عاش هؤلاء الأشخاص ، وما هي المشاكل الصحية التي عانوا منها، ومدى أهدافهم الشخصية والاجتماعية.
وتلقى العلماء نتائج مذهلة تفيد بأن خطر الموت (من جميع الأسباب) لدى الأشخاص الذين لديهم هدف في الحياة كان أقل بأكثر من مرتيْن مما لدى أولئك الذين لم يفكروا في ذلك ( 15.2٪ مقابل 36.5%).
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة الدكتور كويشيرو شيبا ، الأستاذ المساعد لعلم الأوبئة في جامعة بوسطن: "تتجلى الآثار المفيدة للسعي إلى هدف منشود بغض النظر عن الجنس أو العرق".
فيما أظهرت دراسة متواضعة أخرى أجراها علماء الأعصاب من جامعة بنسلفانيا نُشرت في المجلة المتخصصة Addiction ، أنه كلما سعى الإنسان إلى هدف منشود، قل انجذابه إلى زجاجة الخمر.
وعرض الباحثون على الطلاب المتطوعين صورا للمشروبات الكحولية وحفلات ممتعة للشرب. ومن خلال التصوير بالرنين المغناطيسي، سُجل رد فعل الدماغ. وفي معظم الأوقات ثار الدماغ وخاصة في المجال المتعلق بالمكافأة والشغف. وهكذا أكد الطلاب أنهم ينتمون إلى فئة اجتماعية معرضة لـ"التجاوزات السيئة".
وبالتزامن مع التصوير بالرنين المغناطيسي، تحدث الطلاب يوميا لمدة شهر كامل عن معنى حياتهم ، كما تحدثوا عن الرغبة في الشرب، وما إذا كانوا قد تمكنوا من إدراك ذلك وكم شربوا في النهاية.
نتيجة لذلك، تبيّن أن العديد من الذين انجذبوا إلى الكحول وجدوا القوة للتعامل مع الإغراء. لكن مع شرط أن يطرحوا أمامهم هدفا للحياة. أما الطلاب "بدون دفة وأشرعة" فما زالوا في حالة السكر.