يتكلم اليوم حوالي 25000 شخص اللغة السنسكريتية. ومع استخدام قواعد (بانيني) التي تم فك رموزها، يمكن تدريب أجهزة الكمبيوتر على قواعد هذه اللغة.
وهذه القاعدة هي جزء أساسي من النظام النحوي الذي ابتكره بانيني والمسمى "آلة اللغة" لتعليم اللغة السنسكريتية المقدسة.
ويسمح فك الشفرة باستخراج وفهم أي كلمة سنسكريتية باستخدام "آلة اللغة" الخاصة بـ بانيني. والأهم من ذلك، يمكن الآن تدريب أجهزة الكمبيوتر عليه، ما سيساعد العلماء على كشف أسرار النصوص القديمة.
يذكر أن بانيني كان عالِما لغويا ونحويا محترما في الهند القديمة عاش في وقت ما بين القرنين السادس والرابع قبل الميلاد. وتعتبر "آلة اللغة" الخاصة به واحدة من أعظم الإنجازات الفكرية في التاريخ، وإنه ابتكر في واقع الأمر أولى قواعد للغة السنسكريتية المعيارية في تاريخ الهند.
ويتكون نظام بانيني من 4000 قاعدة قصيرة جدا. وتضم كل واحدة ثلاث أو أربع كلمات. وعلى الرغم من أن بانيني نفسه حاول شرح كل شيء باستمرار، إلا أن أحدا لم يتمكن على مدى 2500 عام من فك رموز أعماله.
فما هي المشكلة الرئيسية في فك التشفير؟ - الحقيقة هي أن اللغة السنسكريتية هي لغة معقدة للغاية، حيث يوجد "تناقض بين القواعد" يطال ملايين الكلمات، منها أشكال معينة من "المانترا" و "المعلم". ووصّف بانيني قاعدة كبرى لحل هذه المشكلة، لكن العلماء لم يتمكنوا من تفسيرها بشكل صحيح، مما أدى إلى نتائج غير صحيحة نحويا عند ترجمة النصوص.
ويعتقد راجبوبات أن المشكلة تكمن في أن كل محاولة جديدة لفك الشفرات أدخلت أفكارا جديدة في قواعد بانيني. و"كلما عبثنا بقواعد بانيني النحوية استعصت علينا أكثر".
ورفض الباحث تجارب سابقة خاصة بفك الرموز، حيث افترض العلماء تقليديا أنه في حال وجود تعارض بين قاعدتيْن متساويتين في القوة، يفوز المتغير الذي يظهر لاحقا في مجموعة القواعد. وحسب راجبوبات، كان للعالم اللغوي الهندي القديم معنى مختلف حيث يجب على المرء أن يختار قاعدة تنطبق على الجانب الأيمن من الكلمة. واستنادا إلى هذا التفسير، وجد راجبوبات أن "آلة اللغة" الخاصة بـ بانيني أنتجت كلمات صحيحة نحويا بدون أي استثناءات تقريبا.