عربي بوستيُعد عسر الهضم، الذي يُطلق عليه أيضاً حرقة الفؤاد أو ارتجاع المريء، أمراً شائعاً وعرضاً صحياً متكرراً في مختلف فترات الحمل.

وهو يحدث إما بسبب التغيرات الهرمونية التي تعانيها المرأة خلال تلك الفترة الحساسة، أو بسبب ضغط الطفل أثناء نموه في الرحم على منطقة المعدة.

تسبب الحالة حرقة المعدة الشديدة ورغبة في التقيؤ – ShutterStock

أسباب عسر الهضم وارتجاع المريء للحامل

يحدث عسر الهضم أثناء الحمل لعدة أسباب، أولها أنه يمكن لهرمونات الحمل أن تجعل الصمام عند مدخل المعدة يسترخي ولا ينغلق كما ينبغي، وهذا يسمح لمحتويات المعدة الحمضية بالانتقال إلى المريء بسهولة، وهي الحالة التي تُعرف باسم الارتجاع المعدي المريئي (GER)، أو الارتجاع الحمضي.

كذلك يمكن أن تزداد الحالة وأعراضها سوءاً في وقت لاحق من الحمل عندما يضغط الرحم المتنامي على المعدة.

أعراض عسر الهضم والحموضة المعوية

تشمل أعراض عسر الهضم والحموضة المعوية عند السيدات الحوامل وغيرهن من المصابين بالحالة ما يلي:

  • إحساس حارق أو ألم في الصدر ومنطقة أعلى البطن.
  • الشعور بالشبع أو الثقل أو الانتفاخ الشديد.
  • التجشؤ وارتجاع المريء.
  • الشعور بالمرض والغثيان.
  • الشعور بارتجاع الطعام المفاجئ.

وعادةً ما تظهر الأعراض بعد تناول الأكل أو الشرب بفترة وجيزة، ولكن أحياناً يمكن أن يحدث تأخير بين الأكل والإصابة بعسر الهضم. إذ يمكن أن تظهر الأعراض في أي وقت خلال فترة الحمل، بغض النظر عن كمية الأكل وتوقيته، لكن الحالة عادة ما تكون أكثر شيوعاً بداية من الأسبوع 27 من الحمل، أي الثلث الأخير، وآخر 3 أشهر قبل الولادة.

خطوات للمساعدة في عسر الهضم وحموضة المعدة

قد تؤدي التغييرات في النظام الغذائي ونمط الحياة للتحكم في الأعراض والسيطرة على الحالة بشكل مبدئي، خاصةً إذا كانت الحالة خفيفة ومحدودة.

تناول الطعام الصحي

من المرجح الشعور بعسر الهضم عند الإحساس بالامتلاء الزائد، لذلك إذا كنتِ حاملاً، وبالرغم من أنه قد يكون من المغري أن تأكلي أكثر مما تفعلين في العادة، لكن هذا قد لا يكون جيداً لك أو لطفلك.

تغيير عادات الأكل والشرب

يمكن التحكم في عسر الهضم بمجرد إجراء بعض التغييرات على العادات الغذائية المتبعة، مثلاً يمكن أن يساعد تناول وجبات صغيرة في كثير من الأحيان، بدلاً من الوجبات الكبيرة 3 مرات في اليوم.

هذا بالإضافة إلى عدم تناول الطعام خلال 3 ساعات قبل موعد النوم.

كما يمكن أن يؤدي تقليل المشروبات التي تحتوي على الكافيين والأطعمة الغنية بالتوابل أو الدهنية إلى تخفيف الأعراض أيضاً.

الجلوس بوضعية جسم قائمة

من الضروري الجلوس بشكل منتصب عند تناول الطعام، إذ سيؤدي ذلك إلى تخفيف الضغط عن المعدة، كما يمكن أن يؤدي رفع الرأس والكتفين لأعلى عند الخلود إلى النوم إلى منع حامض المعدة من الظهور أثناء النوم.

التوقف عن التدخين

يمكن أن يسبب التدخين أثناء الحمل عسر الهضم الشديد، ويمكن أن يؤثر بشكل خطير على صحة المرأة وجنينها. وعندما تدخن، يمكن للمواد الكيميائية التي تستنشقها أن تُسهم في عسر الهضم.

يمكن أن تتسبب هذه المواد الكيميائية في ارتخاء حلقة العضلات في الطرف السفلي من المريء، ما يسمح لحمض المعدة بالعودة بسهولة أكبر، وهذا ما يعرف بارتجاع الحمض.

يزيد التدخين أيضاً من مخاطر:

  • ولادة الطفل قبل الأوان (قبل الأسبوع 37 من الحمل).
  • ولادة الطفل بوزن منخفض عند الولادة.
  • المعاناة من متلازمة موت الرضع المفاجئ (SIDS).

متى ينبغي زيارة الطبيب؟

من الضروري مراجعة الطبيب المتخصص إذا كانت المرأة الحامل بحاجة إلى مساعدة في إدارة الأعراض أو إذا لم تنجح التغييرات في النظام الغذائي ونمط الحياة، والذي قد يوصي بدواء لتخفيف الأعراض.

يجب أيضاً زيارة الطبيب العام إذا عانت المرأة الحامل مما يلي:

  • صعوبة في الأكل أو حفظ الطعام بدون تقيؤ.
  • ملاحظة فقدان الوزن فجأة.
  • عند المعاناة من آلام المعدة المستمرة.