العين الاخبارية
لاختلاف المبررات والظروف، يمر البعض بتجربة مريرة مع الإدمان، ويكافح العديدون منهم لأجل إنهائها بشتى الطرق.
ومع تعاطي البعض للمواد المخدرة، وتبدل ملامحهم وتغير سلوكياتهم بشكل ملحوظ، تختلف معاملة الأشخاص المحيطين بهم معهم، وهو ما يتخلله وصم بالعار والتمييز لا يفارق المتعاطين على المستوى الاجتماعي.
وتعد مكافحة الوصم من بين أهداف الأمم المتحدة، التي أقرت يوم 26 يونيو/حزيران من كل عام للاحتفال باليوم العالمي لمكافحة المخدرات.
ونوهت المنظمة بأن وصم المتعاطين من شأنه أن يضر صحتهم العقلية والجسدية، ويحرمهم من المساعدة التي يكونون في حاجة ماسة إليها.
كيف ينهي المتعاطي لعنة الوصم؟
للإجابة على هذا السؤال، قال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إن التمييز ضد المتعاطي ناجم عن سلوكياته وهيئته، التي تبدو ملحوظة بشكل جلي لمن حوله.
وأضاف "فرويز" لـ"العين الإخبارية" أن وصف البعض للمتعاطي بأوصاف تحط من قدره هو بسبب سلوكياته، التي تتمحور حول الكذب والسرقة والاستدانة، بخلاف هيئته التي تتبدل وتغير أسلوبه في الحديث.
ويرى أن الإدمان في حقيقته هو مرض، والخروج منه أمر ليس بالسهل، بل يُعد إنجازاً في حد ذاته: "المتعافى بطل يستحق كل التحية والتقدير، لأنه فعل ما لا يستطيع البعض فعله، كما تخطى الصعاب".
وأكد أن الوصمة ترتبط بالتعاطي فقط، وبمجرد التعافي منها لا أحد يستطيع أن يصف الشخص بنفس الصفة، ففي هذه الحالة يؤسس لحياة جديدة له.
وأشار إلى أن البعض خاضوا تجربة الإدمان لعدد من الظروف، التي مهدت دخولهم لهذا العالم عن طريق الخطأ دون تعمد.
وعن اعتباره التعافي من الإدمان إنجازًا، شرح "فرويز": "هناك جذب بين المدمن والمخدر والتعافي يكون صعبًا، وبالإمكان أن يعزف المتعاطي عن الإدمان لكن يعود إليه من جديد، وقد يتوفى بجرعة زائدة".
وأردف: "لهذا، بعض صناديق مكافحة الإدمان تعد للمتعافين مشروعات حتى لا يعودوا لما كانوا عليه صناديق مكافحة الإدمان، فإرادة الشخص في عملية التعافي تمثل 10% فقط، و90% تعتمد على الظروف الاجتماعية والمساعدات له، والالتزام برؤية المعالج".