حلق سهم شركة أبل، عملاق التكنولوجيا الأميركي، خلال تداولات الأربعاء ببورصة وول ستريت، مسجلا مستوى تاريخيا، بعد ما أشارت مصادر لوكالة بلومبيرغ أن صانعة هواتف الأيفون تعمل على تطوير أنظمة قائمة على الذكاء الاصطناعي، حيث أنشأت ما أسماه بعض المهندسين "أبل جي بي تي"، بالاعتماد على إطار عمل " أجاكس AJAX ".
وتم إنشاء "أجاكس" لأول مرة العام الماضي لتطوير التعلم الآلي في "أبل"، وتحسين خدمات البحث "سيري" والخرائط، فضلًا عن وضع الأساس لخدمات الذكاء الاصطناعي، ويستخدم على نطاق ضيق بين الموظفين، بحسب المصادر.
قفزت أسهم أبل بنحو 2.3 بالمئة لتضيف إلى قيمتها السوقية نحو 60 مليار دولار خلال ثواني، بعد التقرير، والذي أشار إلى أن نظام الذكاء الاصطناعي للشركة سينافس OpenAI وغوغل التابعة لشركة ألفابت، وغيرهما.
وجاءت المكاسب على خلفية تنامي أعمال "أبل" في الأسواق الآسيوية، حيث ساهمت الهند بما يقرب من 4 بالمئة من إجمالي مبيعات "أيفون" خلال الربع الثاني هذا العام، بعد أن ارتفعت المبيعات بنسبة 50 بالمئة على أساس سنوي خلال الربع من عام 2023، وفقًا لشركة "كوانتربوينت ريسيرش".
وتوقع محللو "مورغان ستانلي" في مذكرة، أن الهند قد تمثل نحو 15 بالمئة من نمو عائدات "أبل" خلال السنوات الخمس المقبلة مقارنة بـ2 بالمئة خلال السنوات الخمس الماضية، فضلًا عن استحواذها على 20بالمئة من نمو مستخدمي الهواتف الذكية خلال الفترة.
وعكست المذكرة أيضًا زيادة مستهدفة جديدة لسعر السهم مدفوعًا بالتوقعات في الهند، من 190 دولارًا إلى 220 دولارًا، مع زيادة تقييم حالة المسار الصاعد إلى 270 دولارًا.
يذكر أن شركة أبل كانت غائبة بشكل واضح عن هذا الهوس (الذكاء الاصطناعي) الذي اجتاح شركات التكنولوجيا الكبرى، من ناحية أخرى أصيب منتج الذكاء الاصطناعي الرئيسي، المساعد الصوتي سيري Siri ، بالركود في السنوات الأخيرة.
لكن الشركة أحرزت تقدمًا في مجال الذكاء الاصطناعي في مجالات أخرى، بما في ذلك تحسينات على الصور والبحث على الأيفون. هناك أيضًا إصدار أكثر ذكاءً من التصحيح التلقائي قادمًا إلى أجهزتها المحمولة هذا العام.
وكان الرئيس التنفيذي تيم كوك حذراً بشأن تدفق خدمات الذكاء الاصطناعي الجديدة التي تضرب السوق.
"على الرغم من أن التكنولوجيا لديها إمكانات، لا يزال هناك "عدد من القضايا التي تحتاج إلى حل"، بحسب تعبير تيم كوك خلال مؤتمر عبر الهاتف في مايو.
وقال إن شركة أبل ستضيف الذكاء الاصطناعي إلى المزيد من منتجاتها، ولكن "على أساس مدروس للغاية".
وتابع قائلا إنه يستخدم شات جي بي تي، ChatGPTـ وأنه شيء "تبحث عنه الشركة عن كثب".
ويبدو أن شركة أبل شعرت بالقلق حيال فقدان تحول محتمل في كيفية عمل الأجهزة. فالذكاء الاصطناعي التوليدي يعد بتحويل كيفية تفاعل الناس مع الهواتف وأجهزة الكمبيوتر وغيرها من التقنيات.
ويرى الخبراء أن أجهزة أبل، التي حققت عائدات بنحو 320 مليار دولار في السنة المالية الماضية، قد تتضرر إذا لم تواكب الشركة تطورات الذكاء الاصطناعي.