كشفت صحيفة "لاتيرسيرا" التشيلية عن إحصائية صادمة مفادها أن مرض السرطان يعتبر السبب الأول للوفاة في البلد اللاتيني، منذ عام 2019.
وتقول الصحيفة في تقرير لها إنه إذا كانت الأرقام كارثية بالفعل قبل جائحة كورونا، فإن الوباء زادها سوءًا، حيث ركزت الأنظمة الصحية على فيروس كورونا، مما قلل بشكل كبير من أنواع الرعاية الأخرى.
وفي الواقع، يرى "مركز الوقاية من السرطان ومكافحته" أن الوفيات المرتبطة بأي مرض سرطاني تُعزى إلى التأخير في التشخيص والعلاج، ويقدّر أن تتجاوز الحالات 7000 حالة بين عامي 2022 و 2023.
وأضافت الصحيفة أنه نظرًا للاختلافات الجغرافية في تشيلي، تتنوع عوامل الخطر لتشخيص الأورام، مما يؤدي إلى عدم مواجهة هذا المرض بالطريقة نفسها في كل المناطق.
ويميز الخبراء 3 أقاليم، لكل منها نوع من السرطان يحدث بشكل متكرر: سرطان الرئة في إقليم "أنتو فاجاستا"، وسرطان المعدة في إقليم "مويلي" ، وسرطان المرارة في إقليم "لا أروسانيا".
ويؤكد عالم الأورام برونو نيرفي أن حوالي 30 ألف شخص يموتون من هذا المرض كل عام، 3 تشيليين في الساعة. بالإضافة إلى ذلك، يقدر أن أحد هؤلاء الأشخاص الـ 3 يموت دون فرصة، أي على قائمة الانتظار.
وأضاف نيرفي أنه على الرغم من أن السرطان يصيب جزءًا كبيرًا من السكان، فإنه لا تتم تجربته بنفس الطريقة في جميع أنحاء البلاد. وبالتالي، يؤدي التنوع الجغرافي إلى ظهور عوامل خطر مختلفة، وبالتالي، لا تتم مواجهة المرض والعلاج بنفس الطريقة.
ونظرًا لأن تشيلي طويلة جدًا، ولديها العديد من خطوط العرض، وعوامل الخطر المختلفة، والجينومات المختلفة، فإن خطر الإصابة بالسرطان ليس هو نفسه في جميع أنحاء البلاد.
وبحسب بيانات وزارة الصحة، بلغ معدل الإصابة بسرطان الرئة 22.5 حالة لكل 100 ألف ساكن على مستوى الجمهورية. لكن في "أنتوفاجاستا"، في حالة الرجال، يرتفع هذا الرقم إلى 62.5 حالة.
وتُشير أخصائية الأشعة في مستشفى "أنتوفاغاستا"، الباحثة المشاركة في "سيكان" كارولينا فيلاسكيز، إلى أن هناك علاقة مؤكدة تفسر سبب وجود المزيد من سرطان الرئة في المنطقة.
وأرجعت الأخصائية تلك الإحصائية إلى الزرنيخ قائلة: "من عام 1950 إلى عام 1978، كان هناك قدر كبير من السكان يتعرضون لهذا المعدن من خلال استهلاك المياه، لأنه جاء من المياه الجوفية".
وأضافت: "هذا هو السبب الذي يفسر سبب إصابة الكثير من الناس في أنتوفاجاستا بهذا المرض ".
في الإطار ذاته، نقلت الصحيفة عن متخصص آخر قوله إن هناك عوامل أخرى قيد الدراسة، مثل تلك المتعلقة بنشاط التعدين وإنتاج النحاس في المنطقة.