تستمر الأحوال الجوية الصعبة، والتي تقارب الكوارث الطبيعية، بحصد المزيد من الأرواح في أنحاء العالم والتسبب بأضرار مادية كبيرة.
وفي هذا السياق، فُقد أثر أربعة أشخاص بينهم طفلان، السبت، إثر فيضانات قياسية تسببت بها أمطار غزيرة في مقاطعة نوفا سكوشا في شرق كندا، بحسب الشرطة.
وكان الطفلان موجودين داخل مركبة غمرتها المياه. وتمكن ثلاثة ركاب آخرون من الخروج منها، وفقاً لمتحدثة باسم شرطة الخيالة الكندية الملكية. والبحث جار للعثور عليهما.
وأشارت المتحدثة إلى أن شخصين آخرين فُقدا في ظروف مماثلة.
وقال رئيس وزراء نوفا سكوشا تيم هيوستن خلال مؤتمر صحافي إن المقاطعة سجلت في أقل من 24 ساعة حوالي 250 ملم من المتساقطات، ما يعادل ثلاثة أشهر من الأمطار.
وأعلن هيوستن حال الطوارئ في مناطق عدة من المقاطعة، داعياً السكان إلى عدم المشاركة في البحث عن المفقودين لأن "الأوضاع لا تزال خطرة".
وقدّر أن الأمر سيستغرق أياماً عدة قبل أن تنحسر المياه.
والأمطار الغزيرة التي هطلت على المقاطعة منذ مساء الجمعة قطعت عدداً من الطرق وغمرت منازل وهددت بانفجار أحد السدود.
وتلقى سكان منطقة وندسور، على بعد حوالي 60 كيلومتراً شمال غربي هاليفاكس، عاصمة المقاطعة، أمرا بالإخلاء في منتصف الليل بسبب خطر انهيار السد.
لكن رئيس بلدية وندسور أبراهام زبيان أكد لاحقاً "السيطرة" على الوضع وإلغاء أمر الإخلاء.
وأظهرت مشاهد تلفزيونية وصور على شبكات التواصل الاجتماعي طرقاً تحولت أنهاراً وعدداً كبيراً من السيارات المتروكة.
وفي الصين، ذكرت وسائل إعلام رسمية أن خمسة أشخاص لقوا حتفهم فيما اعتبر اثنان في عداد المفقودين بعدما تسببت أمطار غزيرة في فيضان نهر على ضفتيه في قرية قرب مدينة هانغتشو بشرق البلاد السبت.
وأضافت أن مياه الفيضان اجتاحت المنازل وجرفت أيضاً سكاناً ومتعلقاتهم.
وأظهرت صور نشرتها صحيفة "بكين يوث ديلي" اليومية مياه محملة بالطين وهي تتدفق في شوارع قرية دايوان وتدخل للمنازل وتقلب السيارات.
وعادة تشهد الصين هطول أمطار غزيرة في أواخر يوليو لكن العواصف أصبحت عاتية أكثر ومفاجئة في السنوات القليلة الماضية.
كما غمرت مياه الأمطار الغزيرة أجزاء من شمال شرقي الصين السبت مما أسفر عن إتلاف عشرات المنازل والمحاصيل في المنطقة المعروفة بأنها سلة غذاء الصين.
وذكر تلفزيون الصين المركزي أن ما يصل إلى 5600 شخص أجلتهم السلطات في إقليم لياونينغ إثر هطول أمطار غزيرة على عدة مدن.
وهناك توقعات بهطول المزيد من الأمطار الغزيرة، اليوم الأحد، على أغلب أنحاء البلاد.
وفي اليونان، قالت السلطات إن حريق غابات مستعراً في جزيرة رودس اليونانية منذ خمسة أيام أجبر المئات على الفرار من القرى والشواطئ المتضررة من الحريق السبت.
وقال نيكوس أليكسيو، المتحدث باسم خفر السواحل لشبكة سكاي التلفزيونية إن سفناً تابعة لخفر السواحل وأكثر من 30 قارباً خاصاً أجلت ما لا يقل عن ألفي شخص، بينهم سائحون، من الشواطئ القريبة من منطقتي كيوتاري ولاردوس في الجزء الجنوبي الشرقي من الجزيرة.
وأضاف أن عملية جارية في الوقت الراهن لإجلاء نحو 600 من الشواطئ في كيوتاري وجينادي باتجاه بليميري.
وذكر فاسيليس فاثراكوجيانيس المتحدث باسم خدمة الإطفاء أن السلطات حثت أيضاً نحو ألف شخص على مغادرة قرى بفكي وليندوس وكالاتوس مع اقتراب الحريق منها.
وتكافح فرق الإطفاء التي تلقت تعزيزات من سلوفاكيا في مواجهة بؤر جديدة من حريق الغابات المشتعل منذ خمسة أيام وأججته الرياح العاتية. وتشارك طائرات تقذف المياه في جهود إخماد النيران.
وأظهرت لقطات عرضها التلفزيون اليوناني صفوفاً طويلة من السياح وهم يجرون أمتعتهم بينما يسيرون في أحد الطرقات ضمن عملية الإجلاء، بينما شوهد دخان يتصاعد في الخلفية.
وقال كونستانتينوس تاراسلياس، نائب رئيس بلدية رودس، لمحطة أوبن تي في التلفزيونية "أقمنا حواجز لصد الحريق حول قرية لايرما الليلة الماضية، لكن تغير الرياح 180 درجة هذا الصباح أدى لزيادة حجم الحريق وامتداده لكيلومترات.. وصولاً إلى منطقة سياحية".
وأضاف تاراسلياس أن الأشخاص الذين أجلتهم السلطات يقيمون حالياً في ملعب مغلق وفي فنادق بالجزيرة. وقال خفر السواحل إن السياح سيقيمون في ثلاث عبَّارات للركاب خلال أوقات الليل.
وتسبب الحريق في تدمير مساحات شاسعة من الغابات منذ اندلاعه في منطقة جبلية يوم الثلاثاء. وذكرت وكالة أثينا للأنباء أن الحريق ألحق أضراراً بثلاثة فنادق في قرية كيوتاري الساحلية السبت.
وحذرت سلطات الحماية المدنية من خطر اندلاع حرائق غابات في جزيرة رودس ومناطق أخرى في اليونان اليوم الأحد، وسط توقعات بوصول درجات الحرارة إلى 45 درجة مئوية.
وسيتوجه مسؤولون كبار في الحكومة إلى جزيرة رودس للمساعدة في السيطرة على الوضع.
واندلاع الحرائق في اليونان أمر شائع الحدوث، لكن فصول الصيف الأكثر حرارة وجفافاً التي تشهد هبوب الرياح أيضاً حولت البلاد إلى بؤرة لحرائق الغابات في السنوات الماضية.
وقال خبراء الأرصاد الجوية إن من المتوقع استمرار الارتفاع في درجات الحرارة حتى نهاية الشهر الجاري.
وفي الهند ارتفعت حصيلة ضحايا حادث انزلاق هائل للتربة في ولاية ماهاراشترا بوسط غرب البلاد إلى 27 قتيلاً الأحد بينما ما زال 50 شخصاً مفقودين، كما أعلنت السلطات.
وأدت أمطار موسمية غزيرة في رايغاد، التي تبعد حوالى مئة كيلومتر عن بومباي، إلى انزلاق التربة.
وصرح المسؤول المحلي يوجيش مهاسي لوكالة "فرانس برس" الأحد: "أحصينا 27 جثة حتى الآن وما زال ما بين 50 و60 شخصا مفقودين لكن هناك مشاكل كثيرة في أعمال الإنقاذ في الموقع".
وتابع المصدر نفسه أن "الأمطار الغزيرة التي لم تتوقف في المنطقة تجعل العملية أصعب"، مشيراً إلى أنه ليس متفائلاً بإمكانية العثور على المزيد من الناجين في اليوم الرابع من عملية الإنقاذ الجارية.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن عائلات بأكملها لقيت حتفها.
ومنذ بداية الرياح الموسمية في الهند في أوائل يونيو تسببت الفيضانات وانزلاقات للتربة بمقتل عشرات في البلاد. ويعتقد خبراء أن تغير المناخ يؤدي غلى تفاقم ظواهر جوية قصوى في العالم.