بينما كانت مجموعة من الأوروبيين يستكشفون حقول الذهب في منطقة أشبه بالوادي، تنخفض عن مستوى سطح البحر بـ 86 مترًا، في شرق كاليفورنيا خلال القرن التاسع عشر، وتحديدًا في عام 1849، فقدوا الطريق، وتاهوا في الوادي الشاسع. لوهلة ظنت تلك المجموعة أنّ حياتهم انتهت، خاصة بعد وفاة واحد منهم، وقتها أطلقوا على تلك المنطقة اسم «وادي الموت»؛ فقد افترضوا أنّ هذا المكان سيكون قبرهم، إلى أن جاء الفرج، وخرجوا من مأزق كاد يودي بحياتهم، لكن ظل اسم وادي الموت عالقًا على هذه المنطقة حتى يومنا هذا.
حار جاف
يتميز وادي الموت بالحرارة المرتفعة والجفاف، وسجل أعلى درجة حرارة على سطح الأرض في يوليو / تموز 2021، وكانت 54.4 درجة مئوية (130 فهرنهايت)، ويتميز بعدة خصائص تجعله واحدًا من أسخن البقاع على سطح الأرض، وهي:
هندسة الوادي
في الظروف الطبيعية، يرتفع الهواء الساخن إلى أعلى، ويبرد ويتكاثف، لكن نظرًا إلى أنّ الوادي مُحاط بجبال مرتفعة، شديدة الانحدار، فضلًا عن كونه تحت مستوى سطح البحر بـ 86 مترًا؛ فالأمر يختلف؛ إذ يبرد الهواء قبل وصوله إلى القمة؛ فيهبط الهواء إلى الأسفل، ويسخن مرة أخرى، وهذا يعني أنّ الهواء الساخن يظل محبوسًا في الوادي لفترات طويلة، وويصعب نزول الرطوبة.
أمطار قليلة جدًا
عادةً ما تحصل الصحاري على 25 سم سنويًا من الأمطار، لكن حالة وادي الموت فريدة من نوعها؛ فلا يحصل هذا الوادي على أكثر من 5 سم من المطر سنويًا؛ فيصعب امتصاص الحرارة أو عكس ضوء الشمس.
لكن هناك حياة هناك
على الرغم من كونه واحدًا من أكثر المناطق سخونة على سطح الأرض، إلا أنه يضم عددًا من الأنواع الحية، تعيش هناك باستقرار؛ فهناك يعيش أكثر من 1000 نوع من النباتات، و51 نوعًا من الثدييات، و36 نوعًا من الزواحف، و307 نوعًا من الطيور.
إستراتيجيات تكيّف مختلفة
قد يبدو الأمر مثيرًا للدهشة أن تعيش هناك كائنات حية، لكن بالنظر إلى الأنواع التي تعيش في درجات حرارة تحت الصفر في القطب الشمالي والجنوبي والمناطق الباردة عمومًا؛ فالأمر طبيعي جدًا، كل ما في الأمر أنّ هذه الأنواع لديها قدرات تحمل، ساعدتها على التكيف مع ظروف وادي الموت. على سبيل المثال، الأرنب الأمريكي، صاحب الآذان الكبيرة، يتكيف مع الحرارة المرتفعة للوادي، عن طريق إطلاق الحرارة من آذانه. بينما تتمدد جذور أشجار المسكيت على أعماق سحيقة تحت الأرض للحصول على الماء، الذي يساعدها في مواجهة الحرارة والجفاف الشديدين في الوادي.
مع ذلك، يُعد وادي الموت مزارًا سياحيًا للمغامرين والهواة، لكن يجب اتخاذ تدابير السلامة والمعدات اللازمة للبقاء على قيد الحياة وتجنب المشكلات الصحية التي قد تصيب الإنسان هناك في تلك البيئة الجافة والحارة.