يتساءل الكثيرون دائما عن: ما الذي يراه الأعمى؟ وكيف تكون أحلامهم؟ هل يرون أشخاصاً مثل الأصحاء ؟ وما الفرق بين الأعمى الذي ولد كفيفاً والذي أصيب في حادث ثم فقد البصر.

وفقا لما ذكره موقع "listverse" الطبى، فإن الأبحاث أكدت تمييز العميان للضوء والظلام، فعند إغلاق الضوء والضغط على إضاءته علمت العينة بوجوده من عدمه فى دراسة أجريت من مجموعة من الباحثين من جامعة مونتريال، وقد اكتشف أيضا كلايد كيلر، وهو طالب في جامعة هارفارد، أن العميان يكتشفون الضوء لما لديهم من مستقبل ضوئي ثالث يسمى "الخلايا العصبية الشبكية الحساسة للضوء" (ipRGCs)، وهي على عكس المستقبلات الضوئية الشبكية، التى ترسل معلومات حول الضوء إلى جزء معالجة الصور في الدماغ لخلق ما نسميه بالرؤية، فإن( ipRGCs) ترسل المعلومات إلى أجزاء مختلفة من الدماغ ولكنها لا تساهم في الرؤية وفق اليوم السابع.

من بين أغرب الحقائق على الإطلاق التى أدلى بها عدد من المكفوفين، أنه قد حدث لهم ما يحدث للأصحاء عند التعرض لتجربة الاقتراب من الموت وهو أن العديد منهم أفادوا باستعادة رؤيتهم خلال تجربة الاقتراب من الموت بعد أن شعروا بمغادرة أجسادهم خلال حالة فقدان الوعى التى حدثت لهم وهو أمر غريب جدا، ومن بين هذه البلاغات التى أدلى بها المكفوفون كانت حالة مريضة أخرى تعرضت لحادثة سيارة سيئة تسببت في كسر في الجمجمة، ولكن بعد إنقاذها من خلال جراحة، ذكرت أنها شاهدت نفسها والطبيب الذى كان يجرى لها العملية وهي فاقدة الوعي ثم ذهبت عبر نفق وقابلت بعض الأشخاص، وكانت فى ذلك الوقت 22 عاما ومصابة بالعمى منذ الطفولة.

الأحلام

الكوابيس والأحلام هي نتيجة التوتر والعواطف التي نشعر بها أثناء اليقظة، وبفضل البحث الذي أجراه المركز الدنماركي لطب النوم، نعلم الآن أن الأشخاص الذين يولدون مكفوفين أكثر عرضة للإصابة بالكوابيس أكثر من الشخص العادي لأنهم يعانون من مزيد من التوتر والعواطف أثناء الاستيقاظ، وتضمن البحث على تحليل أحلام 50 شخصًا، منهم 25 كانوا من المكفوفين، و25 يمكنهم أن يروا جيدا، ووفقا لنتائج الدراسة، يعاني الأشخاص الذين كانوا مكفوفين من الولادة من كوابيس 25 % من الوقت، ومع ذلك، لم تحدث الكوابيس سوى 7% من الوقت للأشخاص الذين أصيبوا بالعمى خلال حياتهم، و 6 % للذين يروا.

وكشف البحث أيضا عن أوجه التفاوت بين أحلام الناس في المجموعات الثلاث، فغالباً ما كان المكفوفين سواء كانوا قد ولدوا كذلك أو فقدوا البصر أثناء حياتهم، يحلمون بأنهم في مواقف اجتماعية محرجة وحوادث سيارات.

ومع ذلك ، فإن الأشخاص الذين ولدوا مكفوفين لم يكن لديهم أحلام تتضمن رؤيتهم أي شيء بأعينهم، فمعظم أحلامهم تتعلق بالحواس الأخرى مثل الصوت والطعم والرائحة واللمس.

وعانت ميلينا تشانينج من سكتة دماغية مدمرة فقدت البصر على إثرها، وظنت أنها فقدت بصرها إلى الأبد حتى أدركت أنها تستطيع رؤية الماء المتحرك عند استحمام ابنتها، وأخبرت طبيبها الذي ظن أنها كانت تهلوس فقط، وقال لها: "أنت كفيفة، وهذا كل شيء!" ومع مرور الوقت، أدركت أنها يمكن أن ترى المطر المتساقط أيضا، والبخار يتحرك عبر فنجانها الساخن من القهوة، ومع ذلك، لم تستطع رؤية فنجان القهوة أو أي شيء آخر.

بعد ذلك، أخبر الأطباء تشانينج أنها كانت تعاني من "ظاهرة ريدوك"، مما يجعل المكفوفين يرون الأشياء المتحركة فقط، وكان هذا ممكنا لأن السكتة الدماغية لم تضر بجزء الدماغ المسؤول عن معالجة الأجسام المتحركة، وسرعان ما أدركت أن "رؤيتها" تحسنت كلما كانت تتحرك.

ليس كل المكفوفين يرون نفس الأشياء

وفقا لما ذكره موقع " Thought co" فإن العمى أنواع يتحدد على أساسه ما يختبره كل شخص عن الآخر، حيث تم تقسيمهم على هذا الأساس:

- أعمى من الولادة: الشخص الذي لم يسبق له الرؤية، فهو لا يرى الأسود كما يقوله البعض ولأن ذلك الشخص لا يتعرف على الألوان من الأساس، يقول: "إنه مجرد لا شيء"، وبالنسبة إلى الشخص المبصر، قد يكون من المفيد التفكير في الأمر على هذا النحو: أن يقوم بغلق عين واحدة واستخدام العين المفتوحة للتركيز على شيء ما، عندها ما الذي تراه العين المغلقة؟ لا شىء على الإطلاق حتى اللون الأسود لن يبدو .. هكذا يرى الكفيف.

- فاقد البصر بسبب حادث: الأشخاص الذين فقدوا بصرهم لديهم تجارب مختلفة، فيصف البعض رؤية ظلام تام كأن يكون في كهف، ويرى بعض الأشخاص هلوسة بصرية، وأشكال وألوان عشوائية، أو ومضات من الضوء.

ومن الأمور الغريبة أيضا بشأن المكفوفين أنهم على الرغم من عدم تمكنهم للرؤية فى الكوابيس إلا أن حركة العين السريعة التي تميز هذا النوع من اضطرابات النوم تحدث في بعض المكفوفين، حتى لو لم يروا صوراً في الأحلام، والحالات التي لا تحدث فيها حركة العين السريعة هي أكثر احتمالا عندما يكون الشخص أعمى منذ ولادته أو في سن مبكرة جدا، وربما ذلك لأن الشخص الأعمى بعد حادث قد يرى بعض الصور فى أحلامه لفترة بعد إصابته.