العربية.نت
خلال ستينات القرن السابع عشر، عاشت إنجلترا على وقع واحدة من أسوأ فتراتها التاريخية. فسنة 1665، شهدت البلاد تفشي مرض الطاعون الذي أودى بحياة عشرات الآلاف. وفي العام التالي، كانت على موعد مع حريق لندن الشهير الذي أسفر عن تخريب قسم كبير من العاصمة دون أن يوقع عدداً هاماً من الضحايا.
وبنفس الفترة، اضطرت إنجلترا ما بين مارس 1665 ويوليو 1667 لخوض غمار الحرب الإنجليزية الهولندية الثانية التي أدت إلى هزيمة الإنجليز وتوقيع معاهدة بريدا (Breda).
هجوم هولندي ساحق
بسبب الأزمات التي مرت بها منتصف ستينات القرن السابع عشر، واجهت إنجلترا مصاعب مالية، عجز بسببها الملك تشارلز الثاني (Charles II) عن سداد أجور قوات البحرية وعمال صناعة السفن الذين تذمروا من وضعيتهم المادية. وأمام هذا الوضع، حاول الإنجليز جاهدين التوصل لاتفاق لإنهاء حالة الحرب مع الهولنديين.
في الأثناء، عارضت الحكومة الهولندية بشدة فتح قنوات تفاوض مع الإنجليز حيث فضّل رئيس الحكومة الهولندية يوهان دي ويت (Johann de Witt) توجيه ضربة قاضية للبحرية الإنجليزية لفرض شروطه على طاولة المفاوضات.
إلى ذلك، أوكل رئيس الحكومة الهولندية لشقيقه كورنيليس دي ويت (Cornelis de Witt) مهمة شن هجوم خاطف وساحق على الإنجليز. وتنفيذاً لرغبة رئيس الحكومة، أبحرت السفن الهولندية ما بين يومي 19 و24 يونيو 1667 عبر نهر التايمز قبل أن تتنقل جنوباً لتسيطر على مدينة شيرنيس (Sheerness) قرب مادواي (Medway) وتواصل طريقها صوب حوض بناء السفن الإنجليزي الشهير بشاتهام (Chatham).
واحدة من أسوأ الكوارث
أثناء تقدمها لم تواجه القوات الهولندية أي مقاومة تذكر حيث نجح المهندسون الهولنديون في تفكيك العديد من الفخاخ التي حاول الإنجليز استخدامها لتعطيل تقدم السفن الهولندية بالتايمز. من جهة ثانية، لم يتمكن البحارة الإنجليز من صد التقدم الهولندي بسبب النقص الحاد في المؤن. وعلى حسب الوصف الذي قدمه الهولنديون، كان البحارة الإنجليز حينها أشبه بهياكل عظمية بسبب سوء التغذية حيث لم توفر لهم سلطات بلادهم حينها الوجبات الغذائية اللازمة.
ومع بداية هذه العملية العسكرية الخاطفة عند منطقة شاتهام، عمد البحارة الإنجليز لتخريب 3 من أهم سفنهم الحربية بينما وقعت السفينة روايال تشارلز (Royal Charles) بقبضة الهولنديين. فيما لم يتردد عدد من البحارة الإنجليز بالانشقاق والالتحاق بالقوات الهولندية أملاً في النجاة من الموت والحصول على بعض الغذاء.
ويوم 24 يونيو 1667، اتجهت القوات الهولندية للانسحاب من المنطقة. وتسبب هذا الهجوم بخسائر جسيمة للبحرية الإنجليزية التي دمرت 13 من سفنها بشكل كامل بينما تعرضت 30 أخرى لأضرار متفاوتة. أما على الصعيد البشري، فقد خسر الإنجليز نحو 500 بحار بين قتيل وجريح وأسير.
فيما مثل الهجوم على شاتهام واحدة من أسوأ الكوارث العسكرية بتاريخ البحرية الإنجليزية. وبالفترة التالية، اتجهت السلطات الإنجليزية للقبول بسلام بريدا الذي كانت بنوده في صالح الهولنديين.
{{ article.visit_count }}
خلال ستينات القرن السابع عشر، عاشت إنجلترا على وقع واحدة من أسوأ فتراتها التاريخية. فسنة 1665، شهدت البلاد تفشي مرض الطاعون الذي أودى بحياة عشرات الآلاف. وفي العام التالي، كانت على موعد مع حريق لندن الشهير الذي أسفر عن تخريب قسم كبير من العاصمة دون أن يوقع عدداً هاماً من الضحايا.
وبنفس الفترة، اضطرت إنجلترا ما بين مارس 1665 ويوليو 1667 لخوض غمار الحرب الإنجليزية الهولندية الثانية التي أدت إلى هزيمة الإنجليز وتوقيع معاهدة بريدا (Breda).
هجوم هولندي ساحق
بسبب الأزمات التي مرت بها منتصف ستينات القرن السابع عشر، واجهت إنجلترا مصاعب مالية، عجز بسببها الملك تشارلز الثاني (Charles II) عن سداد أجور قوات البحرية وعمال صناعة السفن الذين تذمروا من وضعيتهم المادية. وأمام هذا الوضع، حاول الإنجليز جاهدين التوصل لاتفاق لإنهاء حالة الحرب مع الهولنديين.
في الأثناء، عارضت الحكومة الهولندية بشدة فتح قنوات تفاوض مع الإنجليز حيث فضّل رئيس الحكومة الهولندية يوهان دي ويت (Johann de Witt) توجيه ضربة قاضية للبحرية الإنجليزية لفرض شروطه على طاولة المفاوضات.
إلى ذلك، أوكل رئيس الحكومة الهولندية لشقيقه كورنيليس دي ويت (Cornelis de Witt) مهمة شن هجوم خاطف وساحق على الإنجليز. وتنفيذاً لرغبة رئيس الحكومة، أبحرت السفن الهولندية ما بين يومي 19 و24 يونيو 1667 عبر نهر التايمز قبل أن تتنقل جنوباً لتسيطر على مدينة شيرنيس (Sheerness) قرب مادواي (Medway) وتواصل طريقها صوب حوض بناء السفن الإنجليزي الشهير بشاتهام (Chatham).
واحدة من أسوأ الكوارث
أثناء تقدمها لم تواجه القوات الهولندية أي مقاومة تذكر حيث نجح المهندسون الهولنديون في تفكيك العديد من الفخاخ التي حاول الإنجليز استخدامها لتعطيل تقدم السفن الهولندية بالتايمز. من جهة ثانية، لم يتمكن البحارة الإنجليز من صد التقدم الهولندي بسبب النقص الحاد في المؤن. وعلى حسب الوصف الذي قدمه الهولنديون، كان البحارة الإنجليز حينها أشبه بهياكل عظمية بسبب سوء التغذية حيث لم توفر لهم سلطات بلادهم حينها الوجبات الغذائية اللازمة.
ومع بداية هذه العملية العسكرية الخاطفة عند منطقة شاتهام، عمد البحارة الإنجليز لتخريب 3 من أهم سفنهم الحربية بينما وقعت السفينة روايال تشارلز (Royal Charles) بقبضة الهولنديين. فيما لم يتردد عدد من البحارة الإنجليز بالانشقاق والالتحاق بالقوات الهولندية أملاً في النجاة من الموت والحصول على بعض الغذاء.
ويوم 24 يونيو 1667، اتجهت القوات الهولندية للانسحاب من المنطقة. وتسبب هذا الهجوم بخسائر جسيمة للبحرية الإنجليزية التي دمرت 13 من سفنها بشكل كامل بينما تعرضت 30 أخرى لأضرار متفاوتة. أما على الصعيد البشري، فقد خسر الإنجليز نحو 500 بحار بين قتيل وجريح وأسير.
فيما مثل الهجوم على شاتهام واحدة من أسوأ الكوارث العسكرية بتاريخ البحرية الإنجليزية. وبالفترة التالية، اتجهت السلطات الإنجليزية للقبول بسلام بريدا الذي كانت بنوده في صالح الهولنديين.