صحيفة The Independent
أحاول عدم الحكم على كاري جونسون لنشرها صور الأطفال على "إنستغرام" لكنني لا أستطيع لأنني أقوم بالمثل
لا تتوقف كاري جونسون عن نشر صور لأطفالها على "إنستغرام"، وأنا في الوضع نفسه. لقد رزقت للتو بطفل آخر من رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون. لقد رأيت بالفعل الصغير فرانك في موجز كاري على "إنستغرام" وهو لم يتجاوز بضعة أسابيع فقط.

وكتبت تحت الموجز "أسبوع على [ولادة] فرانكي [إشارة قلب أحمر]. مرحباً بك في العالم! ولد فرانك ألفريد أوديسيوس جونسون في الخامس من يوليو الساعة 9:15 صباحاً. (هل تستطيعون تخمين الاسم الذي اختاره زوجي؟!) وأضافت "الآن، هل يمكن لأي شخص أن ينصحني بمسلسلات جيدة لأشاهدها أثناء الرضاعة؟"

هذا تعليق شخصي جداً لكن هنيئاً لكاري.

أفهم ذلك. مثل جميع "أمهات إنستغرام"، كاري والدة فخورة وتريد التباهي بأطفالها أمام الآخرين. هناك [طفلهما] ويلفريد و[طفلتهما] رومي بجوار البحر في خليج كيمريدج في يوم صيفي بريطاني صاخب، ويلفريد يعانق رومي محاطاً بزهور الأقحوان، كاري الحامل تقف في العشب الطويل وهي تتفاخر بتضخم بطنها وتحمل رومي كما لو كانت بطلة إعلان شامبو "تيموتي".

المشكلة يا كاري هي أنه لا يمكن لك ولبوريس الاستفادة من مزايا كل المواقف على اختلافها من دون التعرض للعوارض الجانبية لها. لا أحد منا يستطيع. بدا رئيس الوزراء السابق، في الماضي، غير راغب في الإجابة عن الأسئلة المتعلقة بحياته العامة والخاصة بما في ذلك عدد أطفاله. حتى قبل أن ينجب أطفالاً مع كاري، اشتكى بوريس حتى إلى هيئة رقابية في مجال الصحافة بسبب انتهاك خصوصية أطفاله.

لذلك، عندما يتعلق الأمر بقضية وجوب نشر صور أطفالنا عبر الإنترنت من عدمه، أنا متشتتة في رأيي.

قد يقول بعضهم إنه لا يوجد شيء خاطئ في نشر صور أطفالك على "إنستغرام" إذا أردت ذلك. ولكن هناك مخاطر حقيقية في مشاركة معلومات أو هوية أطفالك عبر الإنترنت - مثل تاريخ ميلاد الطفل أو مكانه - بسبب الاحتيال أو سرقة الهوية.

أعتقد أننا، الأمهات والآباء، يجب أن يكون لدينا اعتبارات أخرى أيضاً. قد يؤدي نشر صور لأطفالنا من دون موافقتهم إلى إحراجهم في وقت لاحق من حياتهم. قبل النشر، يجب أن نفكر: هل طلبنا إذن أطفالنا؟ وإذا لم نفعل ذلك (أو إذا كانوا صغاراً جدا لفهم ما نطلبه)، فلماذا نفعل ذلك؟

تميل كاري إلى إخفاء وجوه أطفالها في المنشورات (وهو أمر أعترف بأنني لا أفعله). نحن نرى فقط الجزء الخلفي من رؤوسهم على حسابها. لكن هذا لا يمنعنا من أن نكون متلصصين لحياة أطفالها و(يمكن القول) غزو خصوصيتهم. لماذا لا تجعل حسابها خاصاً [متاحاً فقط لدائرة المقربين]؟

أحاول ألا أحكم على كاري. لكن لا يسعني ذلك، فتماماً مثل موجز "انستغرام" الخاص بها، فإن موجزي مليء بالصور المثالية لأطفالي وكلبي ريتريفر الذهبي الذي يمرح في الشمس والمطر، حتى مقاطع الفيديو لهم وهم يغنون نسخة طفولية من أغنية سيندي لوبر "الترولز لا يريدون سوى المرح" [بدلاً من الفتيات لا يردن سوى المرح]. لقد نشرت على الإنترنت كل حفلة عيد ميلاد أقاموها بما في ذلك لقطات لهم وهم يرتدون ملابس حورية البحر أو يركبون الخيول.

قد أتجنب توثيق اللحظات السيئة: التصرفات العصبية والملابس المتسخة المغطاة ببقايا الطعام. ولكن رؤية كاري تنشر صوراً لعائلتها جعلتني أتساءل لماذا أقوم بالنشر من أساسه؟

أخيراً تنبهت لأمر ما وذلك بعد أن نشرت صورة بريئة تماماً وفاتنة لابنتي البالغتين من العمر أربع وست سنوات، وهما يعانقان كلبنا الأزغب أثناء استعدادهما للنوم، لكنها كانتا مستلقيتين تحته نصف عاريتين.

بعد الحصول على بعض "الإعجابات" من العائلة والأصدقاء، حذفت الصورة من "إنستغرام". لم يتبادر إلى ذهني أن الصورة قد تكون غير لائقة. أخبرتني جدتهم أن أكون حذرة بما أنني أقوم بنشر المحتوى عبر الإنترنت، إذ يمكن أن يفسر بشكل خاطئ وكانت على حق. لست متأكدة من أن نشر صور الأطفال عبر الإنترنت فكرة جيدة خصوصاً إذا كنت في مرمى الأنظار العامة.

ومع ذلك، فإن صور أطفالي – مثل أطفال كاري - منشورة بالفعل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وبالتالي لا يمكنني التذمر من ذلك. لا يمكنني أن أسأل أطفالي حتى الآن عما يريدون لأنهم أصغر من أن يفهموا الآثار المترتبة على ظهور صورهم عبر الإنترنت.

تجعلني رؤية منشورات كاري الصريحة أتساءل عما أفعله حقاً لكن الحقيقة هي أنه فات أوان الندم والتراجع.