إرم نيوز
أشار تقرير نشرته صحيفة الإندبندنت البريطانية، إلى أن دراسة حديثة أظهرت أن لدى أصحاب الوزن الزائد أو من يعانون السمنة اختلافًا في المركز المسؤول عن التحكم في الشهية والموجود في الدماغ.
وقالت الصحيفة نقلا عن الباحثين الذين تولوا العمل على الدراسة المنشورة في "نيروإيمج كلينكال"، إن النتائج التي خلصوا إليها تمثل دليلاً آخر على أهمية بنية الدماغ بالنسبة إلى الوزن واستهلاك الطعام.
وأوضح الباحثون، أن عدداً من العوامل ومن بينها العوامل الوراثية وتنظيم الهرمونات والبيئة تؤدي دوراً في تحديد كمية ونوع الأطعمة التي يتناولها الأشخاص.
وأظهرت دراسات سابقة، أن منطقة ما تحت المهاد أو الوطاء (الهايبوثلاموس) كما تسمى، وهي منطقة صغيرة من الدماغ بحجم حبة اللوز، تؤدي دوراً مهماً في هذه العملية.
وقالت الدكتورة ستيفاني براون، من قسم الطب النفسي وكلية لوسي كافنديش في جامعة كامبريدج: "مع أننا نعلم الدور المهم الذي تضطلع به منطقة ما تحت المهاد في تحديد مقدار الطعام الذي نتناوله، ففي جعبتنا نزر يسير من المعلومات حول هذه المنطقة".
وبينت براون أن مرد ذلك إلى أن منطقة ما تحت المهاد صغيرة جداً ومن الصعب تمييزها باستخدام فحوص التصوير بالرنين المغناطيسي التقليدية للدماغ.
وقال البروفيسور بول فليتشر، من قسم الطب النفسي في جامعة كامبريدج: "العقدان الماضيان قدما أفكاراً مهمة حول التحكم في الشهية وكيفية تغييره في حال السمنة".
وأضاف: "نأمل أنه عبر اتباع هذا النهج الجديد لتحليل عمليات مسح الدماغ يمكننا توسيع نطاق هذا العمل ليشمل البشر، وفي النهاية ربط هذه النتائج المتصلة ببنية الدماغ الدقيقة بالتغيرات التي تطرأ على الشهية وتناول الطعام، ومن ثم التوصل إلى فهم السمنة بشكل شامل أكثر".
واستخدم الباحثون في الدراسة خوارزمية مطورة لتحليل عمليات مسح دماغية مأخوذة من 1351 شابا، وبحثوا عن أية اختلافات موجودة في منطقة ما تحت المهاد، عاقدين مقارنة بين الأشخاص دون الوزن الطبيعي ومن يتمتعون بوزن صحي وأصحاب الوزن الزائد ومن يعانون السمنة.
ووفق النتائج فقد كان الحجم الإجمالي لمنطقة ما تحت المهاد أكبر بشكل ملحوظ لدى مجموعتي زيادة الوزن والسمنة، وبناء عليه أشار الباحثون إلى علاقة مهمة تربط بين حجم منطقة ما تحت المهاد ومؤشر كتلة الجسم.
وكانت الاختلافات أكثر وضوحاً في المناطق الفرعية من منطقة ما تحت المهاد والمنوط بها مهمة التحكم في الشهية عن طريق إفراز هرمونات تعمل على تحقيق التوازن بين الجوع والشبع.