الإصابة بمرض توقف النفس أثناء النوم من الأمراض المنتشرة التي تسبب الشخير ونقص الأكسجين للدماغ وعدة مضاعفات صحية ونفسية، بل وتقصر الحياة أيضا.
وعلاجها المثالي حاليا هو عبر لبس المصاب في أثناء النوم كمام أو قناع ضغط الهواء الإيجابي الذي يستخدم الهواء المضغوط لفتح الممرات الهوائية في أثناء النوم.
ومع ذلك، فلا يزال بعض المصابين يعانون من النعاس المفرط في أثناء النهار.
وبحسب دراسة نشرتها مجلة الطب الباطن، كشف باحثون من جامعة ماكماستر الكندية أن عقار سولريامفيتول solriamfetol هو العلاج الأكثر فعالية للنعاس المفرط للأشخاص المصابين بانقطاع النَفس في أثناء النوم.
وقال رئيس فرقة البحث، د.تايلر بيتر استشاري الطب الباطني المتخصص في الجهاز التنفسي: أهم شيء يجب أن يفعله الأشخاص المصابون بانقطاع النفس الانسدادي النومي هو استخدام جهاز PAP أثناء النوم، ولكن إذا رافقتهم أيضا المعاناة من النعاس المفرط والإجهاد في أثناء النهار فعليهم مناقشة الطبيب حول خيارات العلاج.
وأضاف: النعاس المفرط والإجهاد لا يؤثران في الحالة النفسية والذهنية فقط، بل الجسدية أيضا ويزيدان فرصة تعرض المصابين للحوادث. وهناك خيارات يمكن ان تقلل من إجهادهم وتحسن جودة حياتهم.
تجارب سريرية
وبعد مراجعة منهجية لـ14 تجربة سريرية شملت أكثر من ثلاثة آلاف مصاب تم تقييم استفادتهم وتحسن وضعهم مع الأدوية المضادة للإرهاق، حيث خلص الباحثون الى أن solriamfetol هو على الأرجح أفضل دواء لـ (النعاس المفرط أثناء النهار)، كما أن الأدوية armodafinil-modafinil و pitolisant فعالة أيضًا في مكافحة التعب.
وعلق د.زيراتكار الأستاذ المساعد والباحث المشارك قائلا: «سيكون من المثير للاهتمام أن نرى مدى فعالية هذه الأدوية المضادة للإرهاق في علاج الأمراض ذات الصلة، مثل متلازمة التعب المزمن وأثار فيروس كورونا الطويلة المدى، بعد أن علمنا أن آليتها تعمل مع حالة مماثلة».
أمراض القلب والسمنة
ويلفت الباحثون إلى أن انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم، يؤثر في ما يقرب من مليار شخص على الصعيد العالمي، ما يجعل الكثيرين منهم عرضة لمخاطر ومضاعفات النعاس المفرط أثناء النهار.
وبحسب إحصائية أميركية، 15 إلى %30 من الأميركيين لديهم تشخيص بانقطاع النفس أثناء النوم. إلا أن الخبراء يعتقدون أن معدل انتشاره أعلى بكثير لأن الكثيرين لم يحصلوا على التشخيص (لا يدركون إصابتهم).
وقد أكدت الأبحاث على ارتباط هذه الحالة مع أمراض القلب والسكتة القلبية والدماغية واختلال اتزان معدل سكر الدم والسمنة أيضا.
ومن بين هؤلاء المرضى يصاب الكثيرون به، ما يؤثر في نوعية حياتهم ويجعلهم أقل إنتاجية ويعرضهم لمخاطر ومشاكل نفسية أخرى. لذا، من المهم أن يستشيروا معالجيهم ويساعدهم الأطباء على تحسين هذا الوضع عبر تقليل ما يشعرون به من إجهاد وفرط نعاس صباحي.
آثار جانبية
لفت الباحثون إلى وجود آثار جانبية يجب الانتباه لها، فعقار Solriamfetol يمكن أن يرفع ضغط الدم. وهذا الأثر الجانبي مهم للمصابين بمرض توقف النفس الانسدادي أثناء النوم لأنه يسبب مشاكل في القلب والأوعية الدموية.