بدأت قصة البحث عن مدن غارقة في محيطات وبحار العالم منذ القدم، وذلك بسبب تاريخ لأفلاطون الذي حكى عن مدينة عظيمة غارقة في المياه تسمى أتلانتس، التي سقطت تحت الأمواج منذ آلاف السنين.
بينما تستمر الأبحاث في محاولة إيجاد المدينة المفقودة، توصل العلماء إلى وجود العديد من المدن الغارقة في بحار ومحيطات العالم، والتي لا تقل أهمية هي الأخرى عن أتلانتس، بعضها كانت نهاية العصر الجليدي السبب في غرقها، والأخرى بسبب وجودها فوق فوهة بركان نشط تسبب في إغراقها قبل عدة قرون.
سنسرد في فقرات هذا المقال أشهر 5 مواقع ومدن أثرية غارقة تحت الماء في العالم.
بافلو بيتري.. المدينة الغارقة في سواحل اليونان
حسب موقع "discover magazine" الأمريكي عثر الباحث في جامعة ساوثهامبتون "نيك فليمنغ" سنة 1967 على بقايا جثة تقع على بُعد عدة أقدام تحت الماء قبالة ساحل جنوب اليونان، هذه الأخيرة جعلته يكتشف إحدى أقدم المدن المغمورة تحت الماء المكتشفة إلى اليوم.
الشوارع والساحات والمباني وشواهد القبور تؤدي إلى جزيرة "بافلو بيتري" القريبة من الساحل اليوناني، حيث من الواضح أن هذه الأرض كانت مدينة قبل قرون، إذ لا تزال الجدران القديمة تصطف على الأرض، فيما يعتقد الباحثون أن المباني تعود إلى "الميسينيين"، وهم اليونانيون القدماء الذين ازدهروا في نهاية العصر البرونزي ما بين 1650 إلى 1180 قبل الميلاد.
خلال السنوات الأولى من اكتشاف هذه المدينة لم تعر الأبحاث اهتماماً كبيراً لهذه المدينة، مع بداية القرن الحادي والعشرين قام مجموعة من العلماء بالغوص لرؤية مدينة بافلو بيتري الغارقة، تعرضت القبور للأضرار والاضطراب، مما أدى إلى تصنيف الموقع من قبل اليونسكو كموقع عالمي لمراقبة المعالم الأثرية سنة 2016.
فيما قامت السلطات اليونانية بمنع السفن والقوارب من المرور فوق موقع المدينة؛ لحمايتها من العوامل الخارجية والتلوث الذي قد يؤدي إلى زوالها.
هيراكليون.. مدينة مصرية قديمة في الحقبة اليونانية
في نهاية القرن الثاني قبل الميلاد، حدثت هزة أرضية تسببت في تحطيم 6 أطنان من الأعمال الحجرية المنحوتة بشكل كامل وغرقها في البحر الأبيض المتوسط.
في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، عثرت مجموعة من الغواصين قبالة الساحل المصري على قطعة كبيرة من الصخور تحت قاع البحر ليقوموا بإخراجها إلى اليابسة، هذه القطعة الأثرية سميت "حابي"، لتستمر الأبحاث بعدها في المنطقة ليجدوا بها ستة تماثيل أخرى بجوارها كنوز عديدة بالقرب من معبد قديم من بين هذه الكنوز مجوهرات وعملات معدنية والمصابيح الزيتية والصنادل والتماثيل النصفية.
حسب صحيفة "theguardian" البريطانية تأسست مدينة هيراكليون، الغارقة منذ حوالي 2700 عام في موقع خليج أبو قير الحالي، على بُعد قرابة 25 كلم شمال شرق الإسكندرية، وكانت تعتبر مركزاً تجارياً أساسياً في الدولة حينها بسبب موقعها الجغرافي المميز.
بحلول مطلع القرن الحادي والعشرين، قام فريق من المعهد الأوروبي لعلم الآثار المغمورة بالمياه بإنشاء سلسلة من الخرائط التي ترسم التضاريس القديمة للمنطقة، اعتمدت هذه المخططات على تقنيات المسح عالية التقنية.
خلال البحث العلمي اكتشف العلماء العديد من الآثار القديمة العائدة إلى هذه المدينة الغارقة منذ آلاف السنين، والتي تعود إلى الحقبة اليونانية في مصر القديمة بالقرب من شاطئ الإسكندرية.
هذا الشاطئ الذي كان يضم إحدى أشهر عجائب الدنيا السبع القديمة، والتي لم تعد موجودة في يومنا الحالي بعد سقوطها في البحر وغرقها خلال القرن الرابع عشر، وهي منارة الإسكندرية العظيمة والتي يقال إن طولها تجاوز 30 طابقاً، والتي تعتبر من أطول البنايات القديمة على الإطلاق.
حسب العلماء يعتبر ساحل البحر الأبيض المتوسط في مصر أحد الأماكن الأكثر عرضة على وجه الأرض لارتفاع منسوب مياه البحر، وحتى أكثر التوقعات تفاؤلاً بشأن ارتفاع درجات الحرارة العالية قد تؤدي إلى إمكانية نزوح الملايين في المنطقة من منازلهم.
الساحل الإيطالي ومدينة بايا الرومانية
لا يزال بالإمكان زيارة أو القيام برحلة إلى بايا، لكن يتعين عليك الغوص في المحيط لرؤية المنتجعات القديمة، اجتذبت "بايا" أغنى الزوار إلى الساحل على مدار ألفي عام، فيما أضاف العديد من الأباطرة القصور والمسابح إليها.
اشتهرت بايا بسمعتها السيئة بسبب أسلوب حياة المتعة لسكانها والوافدين إليها، ووصفها الشاعر الروماني "بروبرتيوس" في عصر أغسطس قيصر بأنها "عرين الفسوق والرذيلة".
شهدت بايا الكثير من الكوارث على مدار تاريخها؛ إذ يعتقد أن النشاط البركاني المتزايد قد تسبب في هلاكها قبل حوالي ألفي عام، وفقاً للأسطورة التاريخية، فرت الملكة المصرية كليوباترا من خاطفيها بعد أن قتلت عشيقها يوليوس قيصر عام 44 قبل الميلاد في بايا. كما تعرض الإمبراطور الروماني كلوديوس للتسمم على يد زوجته في بايا، حتى يتمكن ابنها نيرون من تولي العرش الإمبراطوري الروماني.
ولاحقاً في القرن الثامن الميلادي ظلت مهجورة تماماً سنة 1500 بسبب انتشار الملاريا، وفي نهاية المطاف انتهت قصة مدينة بايا الرومانية بالغرق تحت سطح الأرض، وذلك لوجودها في منطقة تتحرك فيها الأرض للأعلى والأسفل بسبب موقعها فوق فوهة بركان نشط ما تسبب في غرق جزء كبير منها في البحر الأبيض المتوسط.
عتليت.. مدن غارقة بالسواحل الفلسطينية
توجد مدينة "عتليت" بالقرب من السواحل الشمالية من فلسطين، لا تزال هذه المدينة الغارقة تحتوي على كمية هائلة من الآثار العالقة تحت البحر الأبيض المتوسط، يتراوح عمر الموقع ما بين 7500 و8 آلاف سنة.
كما تشمل بقايا المدينة، التي تبلغ مساحتها حوالي كيلومتر مربع، أساسات المنازل والمواقد والأدوات والصوان وبقايا الحيوانات والمقابر البشرية.
يعود تاريخ غرق المدينة إلى الوقت الذي كان فيه سكان المنطقة الأوائل قد بدأوا للتو في الاستقرار في المكان، كما اعتمدوا حسب الأبحاث على زراعة الحبوب منذ مئات السنين، فيما يُظهر هيكلان عظميان لشخصين دُفنا في الموقع والتي تعود إلى امرأة ورضيعها أن سكان هذه القرية أُصيبوا بمرض السل مما يجعلهما أقدم مرضى السل البشريين تم العثور عليهما حتى الآن.
أدى ارتفاع مستوى سطح البحر في النهاية إلى نزوح سكان عتليت الفلسطينية من منازلهم، فيما اكتشفت الأبحاث في الموقع وجود بئر حفر قبل آلاف السنين على عمق 15 مترا تحت سطح البحر، فيما أظهرت المدينة كيف تزايد منسوب المياه في المنطقة عبر العصور ونزوح سكانها تدريجياً في كل مد وجزر على هذه السواحل، لا تزال الأبحاث مستمرة للكشف عن أسرار عتليت إلى اليوم، وهي واحدة من بين أقدم المدن الغارقة في حوض الأبيض المتوسط.
شهد الجزء المتبقي في هذه المدينة التي تقع بالقرب من مدينة حيفا حالياً العديد من الحروب الصليبية مع الفرنجة، فيما فتحها الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب سنة 583 هجرية/1187 ميلادية". لكن الفرنجة عادوا واستولوا عليها عام 1192 ميلادية ضمن حملة صليبية جديدة يقودها ملك الإنكليز ريتشارد قلب الأسد، وبقيت في أيديهم.
مدن غارقة.. ياناغوني باليابان
حسب موقع "britannica" البريطاني تقع مدينة "ياناغوني" Yonaguni تحت الماء في بحر الصين الشرقي في المحيط الهادئ، وهو واحد من أقدم المدن في التاريخ وعلم الآثار وفقاً لأقسى تقديرات العلماء ، كانت هذه المدينة موجودة فوق سطح الماء منذ ما لا يقل عن 10 آلاف عام.
خلال العصر الجليدي كان مستوى المياه في المحيط أقل بمقدار 40 متراً عما هو عليه الآن، تدريجياً غرقت المدينة في المحيط. تم اكتشاف هذه الأخيرة بالقرب من ساحل ياناغوني عن طريق الخطأ بواسطة مدرب الغوص يدعى "Kihachiro Aratake" سنة 1985.
كان الموقع عبارة عن نصب حجري ضخم، يتكون من هياكل غير عادية ، امتدت إلى حدود الرؤية، تقع هذه المدينة تحت الماء على عمق 30 متراً ، ويبلغ طول البنايات التي تسمى ميغاليت 200 متر تقريباً وعرضه 150 متراً وارتفاعه 20-25 متراً.
تتميز هذه البنايات بجدران مستقيمة وتراسات مسطحة وهياكل أخرى.، كما تتحول المنصات العريضة المسطحة إلى تراسات معقدة تنساب وتنزل في درجات كبيرة. أطلق عليه العلماء اسم النصب رقم 1. تنخفض حافة نصب ياناغوني التذكاري عمودياً إلى الأسفل بمقدار 27 متراً.
تعتبر هذه المدينة من بين أشهر المدن القديمة الغارقة في العالم، والتي تستقطب العديد من السياح الراغبين في رؤية المدن القديمة تحت المياه، إذ توجد بعض رحلات الغوص التي تسمح برؤيتها عن قرب.
بينما تستمر الأبحاث في محاولة إيجاد المدينة المفقودة، توصل العلماء إلى وجود العديد من المدن الغارقة في بحار ومحيطات العالم، والتي لا تقل أهمية هي الأخرى عن أتلانتس، بعضها كانت نهاية العصر الجليدي السبب في غرقها، والأخرى بسبب وجودها فوق فوهة بركان نشط تسبب في إغراقها قبل عدة قرون.
سنسرد في فقرات هذا المقال أشهر 5 مواقع ومدن أثرية غارقة تحت الماء في العالم.
بافلو بيتري.. المدينة الغارقة في سواحل اليونان
حسب موقع "discover magazine" الأمريكي عثر الباحث في جامعة ساوثهامبتون "نيك فليمنغ" سنة 1967 على بقايا جثة تقع على بُعد عدة أقدام تحت الماء قبالة ساحل جنوب اليونان، هذه الأخيرة جعلته يكتشف إحدى أقدم المدن المغمورة تحت الماء المكتشفة إلى اليوم.
الشوارع والساحات والمباني وشواهد القبور تؤدي إلى جزيرة "بافلو بيتري" القريبة من الساحل اليوناني، حيث من الواضح أن هذه الأرض كانت مدينة قبل قرون، إذ لا تزال الجدران القديمة تصطف على الأرض، فيما يعتقد الباحثون أن المباني تعود إلى "الميسينيين"، وهم اليونانيون القدماء الذين ازدهروا في نهاية العصر البرونزي ما بين 1650 إلى 1180 قبل الميلاد.
خلال السنوات الأولى من اكتشاف هذه المدينة لم تعر الأبحاث اهتماماً كبيراً لهذه المدينة، مع بداية القرن الحادي والعشرين قام مجموعة من العلماء بالغوص لرؤية مدينة بافلو بيتري الغارقة، تعرضت القبور للأضرار والاضطراب، مما أدى إلى تصنيف الموقع من قبل اليونسكو كموقع عالمي لمراقبة المعالم الأثرية سنة 2016.
فيما قامت السلطات اليونانية بمنع السفن والقوارب من المرور فوق موقع المدينة؛ لحمايتها من العوامل الخارجية والتلوث الذي قد يؤدي إلى زوالها.
هيراكليون.. مدينة مصرية قديمة في الحقبة اليونانية
في نهاية القرن الثاني قبل الميلاد، حدثت هزة أرضية تسببت في تحطيم 6 أطنان من الأعمال الحجرية المنحوتة بشكل كامل وغرقها في البحر الأبيض المتوسط.
في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، عثرت مجموعة من الغواصين قبالة الساحل المصري على قطعة كبيرة من الصخور تحت قاع البحر ليقوموا بإخراجها إلى اليابسة، هذه القطعة الأثرية سميت "حابي"، لتستمر الأبحاث بعدها في المنطقة ليجدوا بها ستة تماثيل أخرى بجوارها كنوز عديدة بالقرب من معبد قديم من بين هذه الكنوز مجوهرات وعملات معدنية والمصابيح الزيتية والصنادل والتماثيل النصفية.
حسب صحيفة "theguardian" البريطانية تأسست مدينة هيراكليون، الغارقة منذ حوالي 2700 عام في موقع خليج أبو قير الحالي، على بُعد قرابة 25 كلم شمال شرق الإسكندرية، وكانت تعتبر مركزاً تجارياً أساسياً في الدولة حينها بسبب موقعها الجغرافي المميز.
بحلول مطلع القرن الحادي والعشرين، قام فريق من المعهد الأوروبي لعلم الآثار المغمورة بالمياه بإنشاء سلسلة من الخرائط التي ترسم التضاريس القديمة للمنطقة، اعتمدت هذه المخططات على تقنيات المسح عالية التقنية.
خلال البحث العلمي اكتشف العلماء العديد من الآثار القديمة العائدة إلى هذه المدينة الغارقة منذ آلاف السنين، والتي تعود إلى الحقبة اليونانية في مصر القديمة بالقرب من شاطئ الإسكندرية.
هذا الشاطئ الذي كان يضم إحدى أشهر عجائب الدنيا السبع القديمة، والتي لم تعد موجودة في يومنا الحالي بعد سقوطها في البحر وغرقها خلال القرن الرابع عشر، وهي منارة الإسكندرية العظيمة والتي يقال إن طولها تجاوز 30 طابقاً، والتي تعتبر من أطول البنايات القديمة على الإطلاق.
حسب العلماء يعتبر ساحل البحر الأبيض المتوسط في مصر أحد الأماكن الأكثر عرضة على وجه الأرض لارتفاع منسوب مياه البحر، وحتى أكثر التوقعات تفاؤلاً بشأن ارتفاع درجات الحرارة العالية قد تؤدي إلى إمكانية نزوح الملايين في المنطقة من منازلهم.
الساحل الإيطالي ومدينة بايا الرومانية
لا يزال بالإمكان زيارة أو القيام برحلة إلى بايا، لكن يتعين عليك الغوص في المحيط لرؤية المنتجعات القديمة، اجتذبت "بايا" أغنى الزوار إلى الساحل على مدار ألفي عام، فيما أضاف العديد من الأباطرة القصور والمسابح إليها.
اشتهرت بايا بسمعتها السيئة بسبب أسلوب حياة المتعة لسكانها والوافدين إليها، ووصفها الشاعر الروماني "بروبرتيوس" في عصر أغسطس قيصر بأنها "عرين الفسوق والرذيلة".
شهدت بايا الكثير من الكوارث على مدار تاريخها؛ إذ يعتقد أن النشاط البركاني المتزايد قد تسبب في هلاكها قبل حوالي ألفي عام، وفقاً للأسطورة التاريخية، فرت الملكة المصرية كليوباترا من خاطفيها بعد أن قتلت عشيقها يوليوس قيصر عام 44 قبل الميلاد في بايا. كما تعرض الإمبراطور الروماني كلوديوس للتسمم على يد زوجته في بايا، حتى يتمكن ابنها نيرون من تولي العرش الإمبراطوري الروماني.
ولاحقاً في القرن الثامن الميلادي ظلت مهجورة تماماً سنة 1500 بسبب انتشار الملاريا، وفي نهاية المطاف انتهت قصة مدينة بايا الرومانية بالغرق تحت سطح الأرض، وذلك لوجودها في منطقة تتحرك فيها الأرض للأعلى والأسفل بسبب موقعها فوق فوهة بركان نشط ما تسبب في غرق جزء كبير منها في البحر الأبيض المتوسط.
عتليت.. مدن غارقة بالسواحل الفلسطينية
توجد مدينة "عتليت" بالقرب من السواحل الشمالية من فلسطين، لا تزال هذه المدينة الغارقة تحتوي على كمية هائلة من الآثار العالقة تحت البحر الأبيض المتوسط، يتراوح عمر الموقع ما بين 7500 و8 آلاف سنة.
كما تشمل بقايا المدينة، التي تبلغ مساحتها حوالي كيلومتر مربع، أساسات المنازل والمواقد والأدوات والصوان وبقايا الحيوانات والمقابر البشرية.
يعود تاريخ غرق المدينة إلى الوقت الذي كان فيه سكان المنطقة الأوائل قد بدأوا للتو في الاستقرار في المكان، كما اعتمدوا حسب الأبحاث على زراعة الحبوب منذ مئات السنين، فيما يُظهر هيكلان عظميان لشخصين دُفنا في الموقع والتي تعود إلى امرأة ورضيعها أن سكان هذه القرية أُصيبوا بمرض السل مما يجعلهما أقدم مرضى السل البشريين تم العثور عليهما حتى الآن.
أدى ارتفاع مستوى سطح البحر في النهاية إلى نزوح سكان عتليت الفلسطينية من منازلهم، فيما اكتشفت الأبحاث في الموقع وجود بئر حفر قبل آلاف السنين على عمق 15 مترا تحت سطح البحر، فيما أظهرت المدينة كيف تزايد منسوب المياه في المنطقة عبر العصور ونزوح سكانها تدريجياً في كل مد وجزر على هذه السواحل، لا تزال الأبحاث مستمرة للكشف عن أسرار عتليت إلى اليوم، وهي واحدة من بين أقدم المدن الغارقة في حوض الأبيض المتوسط.
شهد الجزء المتبقي في هذه المدينة التي تقع بالقرب من مدينة حيفا حالياً العديد من الحروب الصليبية مع الفرنجة، فيما فتحها الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب سنة 583 هجرية/1187 ميلادية". لكن الفرنجة عادوا واستولوا عليها عام 1192 ميلادية ضمن حملة صليبية جديدة يقودها ملك الإنكليز ريتشارد قلب الأسد، وبقيت في أيديهم.
مدن غارقة.. ياناغوني باليابان
حسب موقع "britannica" البريطاني تقع مدينة "ياناغوني" Yonaguni تحت الماء في بحر الصين الشرقي في المحيط الهادئ، وهو واحد من أقدم المدن في التاريخ وعلم الآثار وفقاً لأقسى تقديرات العلماء ، كانت هذه المدينة موجودة فوق سطح الماء منذ ما لا يقل عن 10 آلاف عام.
خلال العصر الجليدي كان مستوى المياه في المحيط أقل بمقدار 40 متراً عما هو عليه الآن، تدريجياً غرقت المدينة في المحيط. تم اكتشاف هذه الأخيرة بالقرب من ساحل ياناغوني عن طريق الخطأ بواسطة مدرب الغوص يدعى "Kihachiro Aratake" سنة 1985.
كان الموقع عبارة عن نصب حجري ضخم، يتكون من هياكل غير عادية ، امتدت إلى حدود الرؤية، تقع هذه المدينة تحت الماء على عمق 30 متراً ، ويبلغ طول البنايات التي تسمى ميغاليت 200 متر تقريباً وعرضه 150 متراً وارتفاعه 20-25 متراً.
تتميز هذه البنايات بجدران مستقيمة وتراسات مسطحة وهياكل أخرى.، كما تتحول المنصات العريضة المسطحة إلى تراسات معقدة تنساب وتنزل في درجات كبيرة. أطلق عليه العلماء اسم النصب رقم 1. تنخفض حافة نصب ياناغوني التذكاري عمودياً إلى الأسفل بمقدار 27 متراً.
تعتبر هذه المدينة من بين أشهر المدن القديمة الغارقة في العالم، والتي تستقطب العديد من السياح الراغبين في رؤية المدن القديمة تحت المياه، إذ توجد بعض رحلات الغوص التي تسمح برؤيتها عن قرب.