توفي الشاب الأردني "حمزة سطام الفناطسة" برصاصة خرجت عن طريق الخطأ من سلاح كان بحوزة أحد المعازيم، الذي حضر لتهنئته خلال احتفال خصص له، في محافظة معان جنوب الأردن، ونعت مديرية الأمن العام في الأردن الشاب الفناطسة.
وخيمت حالة من الحزن الشديدة على مدينة معان بعد المصاب الجلل، الذي أصاب عائلة كانت تنتظر زفاف نجلها بشغف، لكنه خُطف برصاصة طائشة أو بفعل طائش.
الراحل الشاب حمزة الفناطسة، العريس الفقيد، الذي لم تكتمل فرحته، لم يكن الضحية الأولى بالرصاص الطائش ولم يكن الأخير إذا لم يتعظ آخرون بما فعلته الرصاصة القاتلة.
وتحول الفرح إلى ترح و خيمة الزفاف إلى بيت عزاء ومن غناء إلى بكاء، هكذا هو الحال في منزل ذوي الفقيد الفناطسة، الذي رحل بحمام العريس، والذي حولته الرصاصة إلى غسيل "ميت" وتجهيزه ليحمل على الأكتاف بجنازة بدلا من زفة.
وذكرت وسائل إعلام أردنية أنه رغم التحذيرات الكبيرة والحملات التوعوية، والتجارب المريرة في المجتمع الأردني، إلا أنه ما زال هناك من يصر على أن ينثر الحزن في كل منزل وبين كل عائلة في الأردن.
حالة تلو الأخرى ووفاة تلحقها وفاة وكل حالة ترافقها قصة أكثر حزنا من سابقتها، إذ أنه بعد أن توفي طفل مأدبا بملابس العيد وحسرة أمه قبل ذكرى ميلاده، تعود الرصاصة من جديد لتقتل فرحة أم قبل أن ترى نجلها بلباس الزفاف لرتاه عريسا بالكفن الأبيض.
تفاصيل الحادثة
قال ناشطون من محافظة معان، ظهر الأربعاء، إن العشريني الذي توفي خلال حفل زفاف في المحافظة هو العريس واسمه حمزة الفناطسة، وتوفي إثر إصابته بعيار ناري طائش أطلقه أحد الأشخاص خلال "حمام العريس".
وأضافت إنه جرى إسعاف الشاب إلى مستشفى معان الحكومي وما لبث أن فارق الحياة، وبوشرت التحقيقات.
من جانبه، أكد مدير مستشفى معان الحكومي الدكتور وليد الرواد، أن الإصابة كانت بالصدر والحالة وصلت للمستشفى متوفية.
وكانت مديرية الأمن العام قد دعت إلى الإبلاغ حالات إطلاق العيارات، مؤكدة أنه لا مبرر لفعل قد يودي بحياة شخص، ويقود لعقوبة مغلّظة وتسبب بدمار وأذى لعائلتين الضحية والجاني.
بيان شديد اللهجة
ووجهت مديرية الأمن العام بيانا شديد اللهجة عبر صفحتها على فيسبوك، جاء فيه التالي...
" نعم هو مَن نتحدث عنه، عريس معان حمزة الفناطسة، رحمه الله، هو من قتلناه بطيشنا، وجهلنا، وتعصّبنا لعادات لم تكن يوماً من عاداتنا، لكننا كذّبنا وصدّقنا كذبتنا بأن عشائرنا القديمة والأصيلة، والعرب العاربة، والمستعربة، والبائدة، كانوا يطلقون النار في أفراحهم، ولشدّة كذبنا قلنا: إنّ هذه العادة من صميم عروبتنا.
ما أكبر جهلنا وما أكثر حزننا وما أشد مصابنا...
أتظنون أن مَن قتل حمزة هو من أطلق النار اليوم فقط؟ إنما هو كلُّ مَن أطلق النار بفرح أو مناسبة مدعياً بأنها رجولة أو مظهرٌ من مظاهر الفرح، ليساعد بفعله على انتشار هذه العادة القاتلة فيكون شريكاً في دم حمزة الفناطسة.
إننا اليوم ننعى حمزة الفناطسة عريس معان وعريسنا، كما ننعى كل الأبرياء ممن سبقوه ونسأل: بأي ذنب قتلوه؟ وبأي ذنب أطلقوا رصاصة صوبه فأدمت قلوبنا قبل أن تقتله؟ وهو من تغسّل وتطيّب ليلقى وجه ربه في يوم عرسه،
سيقولون ما بال الأمن العام يكتب بهذه اللهجة؟ وينعى بهذه الحدّة؟ أو ليس الأمن العام مؤسسة أمنيّة رسمية.. فتأتي الإجابة من عندنا: ولمَ لا نفعل؟ أو لسنا منكم وأنتم منا؟ أو لسنا جزءاً من المجتمع نألم لألمه،
ونحزن لحزنه، ونغضب لغضبه؟ نعم، نحن مديرية الأمن العام نغضب، وسنغضب حتى نأخذ حق عريسنا، ولكن سنفعل ذلك في إطار القانون.
اليوم، سننزل مطلقي العيارات النارية منزلة القتلة المجرمين، فما من فرق بين قاتل وقاتل، فلقد تعددت الأسباب والقتل واحد، ولئن كنا أعلنا الحرب مسبقاً على تجّار الموت من مروجي المخدرات ومهربيها ، فإننا اليوم،
نعلن حربنا على مَن يقتل الأبرياء من مطلقي العيارات النارية، فلقد تعددت الأسباب والقتل واحد...
ومَن منا لم يسمع عن طفل مادبا رحمه الله، أو طفلة جرش، أو فتى عمّان، أو الأب الذي ترك أيتاماً في إربد وغيرهم وغيرهم... كلنا سمعنا عنهم، وسمعنا عن غيرهم وعن قصص محزنة ومؤلمة، وهنا نقول بأن كل
من سمع عن مثل هذه الحوادث، ثم اختار أن يطلق العيارات النارية أو أن يصمت على مطلقها فهو إما مجرم وإما شريك ، فلقد علم بمدى خطورة هذا الفعل وتوقّع نتيجته المؤسفة ولو ظناً، ثم قَبِل بالمخاطرة.
هي من الآن حربنا وثأرنا في إطار القانون وبسيف العدالة، التي بدأناها مبكراً فشددنا الرقابة والمتابعة والتحقيقات وألقينا القبض على عدد من مطلقي العيارات النارية القابعين خلف القضبان، وضبطنا أسلحتهم وذخائرهم،
ولكننا اليوم نطلب من كل غيور على دم الأردنيين وعلى حرماتهم بأن يقف معنا لنجتمع على قلب أردني واحد، وليكون دم حمزة الفناطسة عنواناً لوأد هذه العادة القاتلة، لكي لا يذهب دمه هدراً بل ليكون خاتمة لسلوك
نرمي به إلى مزابل التاريخ، نذكره ولا نعيده،، بل لا نذكره ولا نعيده ؟ وكيف نذكره ؟؟؟ وهل سنقول لأطفالنا بأننا كنا نقتل بعضنا ابتهاجاً بفرحنا؟؟
رحم الله حمزة، وربط على قلب والديه وعائلته، وألهمهم الصبر والسلوان، إنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله" .
وخيمت حالة من الحزن الشديدة على مدينة معان بعد المصاب الجلل، الذي أصاب عائلة كانت تنتظر زفاف نجلها بشغف، لكنه خُطف برصاصة طائشة أو بفعل طائش.
الراحل الشاب حمزة الفناطسة، العريس الفقيد، الذي لم تكتمل فرحته، لم يكن الضحية الأولى بالرصاص الطائش ولم يكن الأخير إذا لم يتعظ آخرون بما فعلته الرصاصة القاتلة.
وتحول الفرح إلى ترح و خيمة الزفاف إلى بيت عزاء ومن غناء إلى بكاء، هكذا هو الحال في منزل ذوي الفقيد الفناطسة، الذي رحل بحمام العريس، والذي حولته الرصاصة إلى غسيل "ميت" وتجهيزه ليحمل على الأكتاف بجنازة بدلا من زفة.
وذكرت وسائل إعلام أردنية أنه رغم التحذيرات الكبيرة والحملات التوعوية، والتجارب المريرة في المجتمع الأردني، إلا أنه ما زال هناك من يصر على أن ينثر الحزن في كل منزل وبين كل عائلة في الأردن.
حالة تلو الأخرى ووفاة تلحقها وفاة وكل حالة ترافقها قصة أكثر حزنا من سابقتها، إذ أنه بعد أن توفي طفل مأدبا بملابس العيد وحسرة أمه قبل ذكرى ميلاده، تعود الرصاصة من جديد لتقتل فرحة أم قبل أن ترى نجلها بلباس الزفاف لرتاه عريسا بالكفن الأبيض.
تفاصيل الحادثة
قال ناشطون من محافظة معان، ظهر الأربعاء، إن العشريني الذي توفي خلال حفل زفاف في المحافظة هو العريس واسمه حمزة الفناطسة، وتوفي إثر إصابته بعيار ناري طائش أطلقه أحد الأشخاص خلال "حمام العريس".
وأضافت إنه جرى إسعاف الشاب إلى مستشفى معان الحكومي وما لبث أن فارق الحياة، وبوشرت التحقيقات.
من جانبه، أكد مدير مستشفى معان الحكومي الدكتور وليد الرواد، أن الإصابة كانت بالصدر والحالة وصلت للمستشفى متوفية.
وكانت مديرية الأمن العام قد دعت إلى الإبلاغ حالات إطلاق العيارات، مؤكدة أنه لا مبرر لفعل قد يودي بحياة شخص، ويقود لعقوبة مغلّظة وتسبب بدمار وأذى لعائلتين الضحية والجاني.
بيان شديد اللهجة
ووجهت مديرية الأمن العام بيانا شديد اللهجة عبر صفحتها على فيسبوك، جاء فيه التالي...
" نعم هو مَن نتحدث عنه، عريس معان حمزة الفناطسة، رحمه الله، هو من قتلناه بطيشنا، وجهلنا، وتعصّبنا لعادات لم تكن يوماً من عاداتنا، لكننا كذّبنا وصدّقنا كذبتنا بأن عشائرنا القديمة والأصيلة، والعرب العاربة، والمستعربة، والبائدة، كانوا يطلقون النار في أفراحهم، ولشدّة كذبنا قلنا: إنّ هذه العادة من صميم عروبتنا.
ما أكبر جهلنا وما أكثر حزننا وما أشد مصابنا...
أتظنون أن مَن قتل حمزة هو من أطلق النار اليوم فقط؟ إنما هو كلُّ مَن أطلق النار بفرح أو مناسبة مدعياً بأنها رجولة أو مظهرٌ من مظاهر الفرح، ليساعد بفعله على انتشار هذه العادة القاتلة فيكون شريكاً في دم حمزة الفناطسة.
إننا اليوم ننعى حمزة الفناطسة عريس معان وعريسنا، كما ننعى كل الأبرياء ممن سبقوه ونسأل: بأي ذنب قتلوه؟ وبأي ذنب أطلقوا رصاصة صوبه فأدمت قلوبنا قبل أن تقتله؟ وهو من تغسّل وتطيّب ليلقى وجه ربه في يوم عرسه،
سيقولون ما بال الأمن العام يكتب بهذه اللهجة؟ وينعى بهذه الحدّة؟ أو ليس الأمن العام مؤسسة أمنيّة رسمية.. فتأتي الإجابة من عندنا: ولمَ لا نفعل؟ أو لسنا منكم وأنتم منا؟ أو لسنا جزءاً من المجتمع نألم لألمه،
ونحزن لحزنه، ونغضب لغضبه؟ نعم، نحن مديرية الأمن العام نغضب، وسنغضب حتى نأخذ حق عريسنا، ولكن سنفعل ذلك في إطار القانون.
اليوم، سننزل مطلقي العيارات النارية منزلة القتلة المجرمين، فما من فرق بين قاتل وقاتل، فلقد تعددت الأسباب والقتل واحد، ولئن كنا أعلنا الحرب مسبقاً على تجّار الموت من مروجي المخدرات ومهربيها ، فإننا اليوم،
نعلن حربنا على مَن يقتل الأبرياء من مطلقي العيارات النارية، فلقد تعددت الأسباب والقتل واحد...
ومَن منا لم يسمع عن طفل مادبا رحمه الله، أو طفلة جرش، أو فتى عمّان، أو الأب الذي ترك أيتاماً في إربد وغيرهم وغيرهم... كلنا سمعنا عنهم، وسمعنا عن غيرهم وعن قصص محزنة ومؤلمة، وهنا نقول بأن كل
من سمع عن مثل هذه الحوادث، ثم اختار أن يطلق العيارات النارية أو أن يصمت على مطلقها فهو إما مجرم وإما شريك ، فلقد علم بمدى خطورة هذا الفعل وتوقّع نتيجته المؤسفة ولو ظناً، ثم قَبِل بالمخاطرة.
هي من الآن حربنا وثأرنا في إطار القانون وبسيف العدالة، التي بدأناها مبكراً فشددنا الرقابة والمتابعة والتحقيقات وألقينا القبض على عدد من مطلقي العيارات النارية القابعين خلف القضبان، وضبطنا أسلحتهم وذخائرهم،
ولكننا اليوم نطلب من كل غيور على دم الأردنيين وعلى حرماتهم بأن يقف معنا لنجتمع على قلب أردني واحد، وليكون دم حمزة الفناطسة عنواناً لوأد هذه العادة القاتلة، لكي لا يذهب دمه هدراً بل ليكون خاتمة لسلوك
نرمي به إلى مزابل التاريخ، نذكره ولا نعيده،، بل لا نذكره ولا نعيده ؟ وكيف نذكره ؟؟؟ وهل سنقول لأطفالنا بأننا كنا نقتل بعضنا ابتهاجاً بفرحنا؟؟
رحم الله حمزة، وربط على قلب والديه وعائلته، وألهمهم الصبر والسلوان، إنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله" .