الحرة

بعد نحو شهر من "تجمده" للحظات، تعرض زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ الأميركي السناتور ميتش ماكونيل لحادث مماثل بعدما عجز عن متابعة الكلام لثوان طويلة خلال مؤتمر صحافي عقده في ولايته كنتاكي، الأربعاء.

وأثار ماكونيل، البالغ من العمر 81 عاما، قلق الكثيرين بشأن وضعه الصحي حيث بدا جامدا لعدة ثوان وغير قادر على الإجابة على سؤال طرحته عليه صحافية يتعلق بما إذا كان يرغب بالترشح مجددا لانتخابات مجلس الشيوخ في عام 2026.



في 26 يوليو الماضي أصيب السناتور النافذ بنفس الحالة، إذ كان يومها يتحدث أمام الإعلاميين في مبنى الكونغرس حين تجمد في مكانه بدون سبب ظاهر، قبل أن يسارع المحيطون به لمرافقته إلى الخارج.



وفي مارس الماضي، نُقل السناتور إلى المستشفى بعد سقوطه أثناء حفل عشاء خاص، في حادث أدى إلى إصابته بارتجاج في المخ وكسرٍ في أحد الأضلاع مما استدعى توقفه عن العمل لمدة ستة أسابيع تقريبا.

لم يقدم ماكونيل ولا أي من المقربين منه أي تفسير بشأن الحالة التي تعرض لها أمس أو الشهر الماضي بخلاف تقرير من مساعديه بأنه شعر "بالدوار".

في الوقت الحالي، لا توجد معلومات كافية لتقييم ما مر به ماكونيل، بما في ذلك ما إذا كان من الممكن أن يؤثر ذلك على قدرته على الاستمرار في عمله.

وساهم نقص المعلومات من ماكونيل وموظفيه في إثارة التكهنات بشأن حالته الصحية، حيث يرى خبراء أن هناك عدة أسباب قد تقف خلف ذلك، تتراوح في خطورتها من الجفاف إلى السكتة الدماغية البسيطة، المعروفة باسم نقص تروية الدماغ العابرة.

وتحصل السكتة الدماغية البسيطة نتيجة انقطاع الدم عن جزء من الدماغ لفترة وجيزة يرافقها اضطراب في الوظائف العصبية، ولكن دون حدوث ضرر طويل المدى.

يقول مدير قسم الشيخوخة في قسم طب الأعصاب في كلية ألبرت أينشتاين للطب في نيويورك الدكتور جو فيرغيز إن هناك مجموعة واسعة من الأسباب المحتملة للتوقف المفاجئ الذي تعرض له ماكونيل.

ويضيف فيرغيز لشبكة "إم إس إن بي سي" الإخبارية إن هذه ربما يكون ناتجا عن قلة النوم أو التوتر الذي يرافقه إرهاق.

لكن هذا لا يعني أنه لا يوجد سبب للقلق على صحة السيناتور المخضرم، حيث ترجح طبيبة الحالات الطارئة أوتشي بلاكستوك، إن هذا "يشير إلى أنه ربما تكون هناك مشكلة مزمنة وليس مجرد حالة تحصل لمرة واحدة".

وذكرت بلاكستوك أن ماكونيل تعرض لهذا العارض مرتين في العلن ولا نعرف ما إذا كان قد تعرض لمثل هذه الحالات خلف الكاميرات.

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن علق على ما جرى لماكونيل في تصريح للصحافيين في البيت الأبيض بالقول إنه سيتواصل معه. وتابع "بيننا خلافات سياسية لكنه صديق جيد".

وردا على سؤال عن حالة السناتور ماكونيل، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار إنها تتمنى له "الشفاء العاجل".

ووفقا لنيويورك تايمز فإن ماكونيل بدا ضعيفا جسديا منذ الخريف، حيث كسر ضلعا لدى سقوطه، وقضى بعض الوقت في مركز لإعادة التأهيل، وتغيب عن مجلس الشيوخ لأكثر من شهر قبل أن يعود.

وكان الزعيم الجمهوري، الذي أصيب بشلل الأطفال عندما كان طفلا، يخطو دائما بحذر ويتجنب السلالم، لكنه كان أكثر حذرا بشكل ملحوظ منذ إصاباته الأخيرة في حركته بمجلس الشيوخ.

وفي مناسبات قليلة مؤخرا، بدا أن ماكونيل، الذي يستخدم أجهزة مساعدة للسمع، يواجه صعوبة في سماع الأسئلة الموجهة إليه.

ودخل ماكونيل مجلس الشيوخ، عام 1985، وأعيد انتخابه لولاية سابعة، في عام 2020، وسيكون على ورقة الاقتراع مرة أخرى، في عام 2026، إذا اختار الترشح.