تزايد الاعتماد عليهم في السنوات الأخيرة وحقق بعضهم نجاحات كبيرة
أصبحت منصات السوشيال ميديا المختلفة جزءاً رئيساً من حملات الدعاية بشكل عام في الفترة الأخيرة، ومن بينها الدعاية السياحية بمختلف أشكالها، ومن هنا ظهرت فكرة الاعتماد على المؤثرين في هذا الأمر، إذ يمتلك بعضهم ملايين المتابعين، بالتالي فإن المحتوى الذي ينشره على منصاته المختلفة يصل إلى أعداد كبيرة من الناس ويكون له تأثير كبير سواء اتفقنا أو اختلفنا مع الوسيلة.
ويمكن أن يتولى هؤلاء المؤثرون الدعاية السياحية لدولة معينة، وغالباً ما يكون ذلك في حالة الأكثر شهرة على المستوى العالمي مثل الألماني نويل روبنسون الذي يفوق عدد متابعيه على "تيك توك" 30 مليون متابع، وأمضى فترة في مصر أخيراً، ونشر مقاطع فيديو حققت انتشاراً كبيراً، وفي حالات أخرى يستهدف المؤثرون الدعاية لمنشآت سياحية بعينها مثل الفنادق والمطاعم سواء محلياً أو دولياً.
اللجوء لشخصيات معروفة للمشاركة في الحملات الإعلانية بشكل عام ليس أمراً حديثاً، فمنذ عشرات السنوات كانت تتم الاستعانة بالفنانين على سبيل المثال للدعاية لمنتج بعينه من خلال الإعلانات التلفزيونية أو المنشورة في الصحف والمجلات بمعايير وقتها كان الفنان شخصاً له كثير من المحبين، ويمكن اعتباره "مؤثراً" في قرارهم الشرائي لمنتج بعينه.
في العقد الأخير من الانتشار الكبير للسوشيال ميديا وطغيانها على الإعلام التقليدي اعتمدت الحملات الإعلانية عليها بشكل كبير، ومن هنا جاءت فكرة الاستعانة بالمؤثرين في المجالات كافة، ومن بينها السياحة.
نجاحات كبيرة
عن الاعتماد على المؤثرين في الدعاية السياحية، يقول المتخصص في تكنولوجيا الإعلام والتحول الرقمي، المدير التنفيذي لمنتدى الإسكندرية للإعلام أحمد عصمت، إن "المؤثرين أداة مثل بقية الأدوات المستخدمة في الحملات الدعائية السياحية وأصبح الأمر حالياً في الغالب لا يتم بجهود فردية، وإنما من طريق الوكالات الكبيرة، إذ أصبحوا جزءاً من الدعاية سواء للمنشآت السياحية أو الترويج السياحي لدولة معينة، وبالفعل هناك حملات حققت نجاحات كبيرة من بينها التي نفذتها مصر للترويج السياحي في الخارج، وبشكل عام وسائل التواصل تحرك الجانب النفسي لجمهورها".
ويضيف "الجمهور المستهدف يحدد شكل وطابع المؤثر الذي يتم اختياره بحيث يكون أكثر إقناعاً بالنسبة إليه، وهذا في ما يتعلق بالسياحة وغيرها، وفي الوقت ذاته فإن الأجيال الأصغر سناً ثقافتها مرئية ومسموعة وليست مقروءة، وهذا واقع بالفعل، فالفيديو الذي سيشاهدونه على السوشيال عن دولة أو مكان سياحي معين سيفوق تأثيره عشرات المواد المكتوبة عن المكان ذاته، فوسائل التواصل الاجتماعي تأثيرها فيهم أكبر بكثير من أي مادة مقروءة، ومن هنا فالاعتماد على المؤثرين قد يكون له تأثير كبير فيهم يفوق أي وسيلة أخرى".
مدونو السفر
على مستوى العالم كله، انتشر ما يطلق عليهم مدونو السفر الذين يسجلون تجاربهم ويومياتهم في البلدان المختلفة ويعرضون أماكن أثرية ومواقع سياحية وفنادق، وأصبحت صفحاتهم تمثل وجهة لراغبي السفر باعتبارها مصدراً للحصول على معلومات عن الوجهات السياحية التي يرغبون في التوجه إليها.
وبعضهم بالفعل يكون المحتوى المقدم على منصاتهم موجهاً للجمهور لوضع مكان أو دولة بعينها على أولوية مشروعاته للسفر، والعكس صحيح قد يؤدي نشرهم لمشكلات أو صعوبات واجهوها في مكان ما لجعل الجمهور يتجنب التوجه إلى أماكن بعينها.
هل ينقذون مشروعات سياحية؟
أحياناً يتعثر مكان سياحي معين نتيجة لضعف الإقبال عليه لأسباب مختلفة ويحتاج إلى حملة دعائية كبيرة ضمن برنامج متكامل لإعادة إحيائه، وفي الفترة الأخيرة امتلأت منصات السوشيال المختلفة بمقاطع فيديو لمؤثرين يقدمون دعاية لمواقع سياحية مختلفة مثل الفنادق والمطاعم يلجأ إليهم أصحابها كوسيلة للترويج قد ينتج منها زيادة في الإقبال أو المبيعات.
السوشيال ميديا تدفع السياحة السوداء إلى الأمام
يقول حازم صاحب أحد مطاعم الوجبات السريعة في القاهرة، "عانيت لفترة من ضعف الإقبال على المكان ونصحني البعض باللجوء لمن يطلق عليهم المؤثرون للدعاية لمطعمي، لم أرجح الفكرة في البداية إذ لم يكن لدي سابق تعامل معهم، ولكني وجدت أن كلفة الاعتماد على أنواع أخرى من الدعاية ستكون أكبر بكثير فقررت خوض التجربة".
وتابع، "بالفعل اعتمدت على أحد المؤثرين، إضافة لعمل بعض الإعلانات الممولة على السوشيال ميديا، لا أنكر أن الإقبال زاد على المكان وأن الأمر حقق هدفه نسبياً، فالسوشيال ميديا الآن هي الأكثر تأثيراً في الناس".
وجه آخر
ينقسم المؤثرون إلى فئات بحسب عدد المتابعين فهناك "الميغا إنفلونسرز" وهم من يزيد متابعوهم على المليون، و"الماكرو إنفلونسرز" وهم من يتراوح متابعوهم بين 500 ألف إلى مليون، و"الميد تير إنفلونسرز" ويتابعهم بين 50 إلى 500 ألف متابع، و"المايكرو إنفلونسرز" ومتابعوهم ما بين 10 آلاف و50 ألفاً، وبالطبع يختلف تأثير كل منهم وتزداد الكلفة المادية كلما زاد عدد المتابعين.
والأكثر شهرة وانتشاراً من المؤثرين يكون التعامل معهم من خلال وكالات تتولى التفاوض وتحديد الأسعار وما سيتم تقديمه بالضبط وطبيعة الوسيلة، التي تنشر مقاطع فيديو أو منشورات أو ستوري وكل شيء يكون له ثمن.
أما البعض الآخر وهم الأقل شهرة وخبرة في الوقت نفسه يتعاملون مع طالبي الخدمة بأنفسهم دون وسيط، وفي حالة الدعاية السياحية، فإن الأمر لو لم يكن إيجابياً فربما قد يتسبب بخسائر فادحة لصاحب المنشأة السياحية.
يقول عاصم وهو مدير أحد الكافيهات، "يتواصل معنا أحياناً بعض المؤثرين ويرغبون في عمل دعاية للمكان نظير الحصول على مبالغ مالية وبرومو كود باسمهم يتيح للعميل الحصول على خصم عند حضوره أو على طلبات الدليفري، وفي إحدى المرات كنا سنتفق مع أحد المؤثرين وحدث خلاف بيننا ليهددنا بأنه سينشر تقييماً سلبياً عن المكان على صفحته التي تضم آلاف المتابعين، فالأمر أحياناً يكون فيه شيء من الاستغلال وربما الابتزاز لأصحاب المكان من منطلق استقواء المؤثر بعدد متابعيه وتأثيره فيهم، وهذا بالطبع وجه سيئ لا يراه الناس الذين تبهرهم المنشورات ومقاطع الفيديو البراقة ولا يعرفون شيئاً عن الوجه الآخر لهذه الظاهرة".
المؤثرون والصدقية
يتعامل المؤثرون مع الدعاية لمكان سياحي بعينه على أنه عمل بمقابل أجر دون النظر في أحيان كثيرة لجودة الخدمة أو صدقية ما يقوم بعرضه، وكثيراً ما تعرض بعضهم لهجوم من الجمهور بعد التوجه إلى المكان واكتشاف أن ما تم الإعلان عنه يفتقر للصدقية، وأن ما حصلوا عليه في الفندق أو المطعم يختلف كثيراً عما شاهدوه على السوشيال ميديا، فالصورة المبهرة ذات الفلاتر في أحيان كثيرة لا يكون لها أي علاقة بالواقع.
وتتعاظم هذه المشكلة في بعض الأحيان حينما يتم تقديم المحتوى بشكل لا يعطي انطباعاً للمشاهد بأن هذه مادة في إعلانية، بخاصة أن الدور الذي يقوم به المؤثرون في هذا المجال في العالم العربي لا يخضع في الأغلب لضوابط محددة، ويتم بشكل يفتقر إلى التنظيم، بعكس دول أخرى تشترط على سبيل المثال ضرورة أن يوضح المؤثر أن المادة المقدمة إعلانية أو برعاية جهة محددة.
تقول الأكاديمية الباحثة في الإعلام الرقمي مي عبدالغني محمود، "ينبغي أن يخضع عمل المؤثرين في الترويج السياحي للمعايير الأخلاقية الخاصة بصناعة المحتوى الرقمي، ومن أهمها إعلان المؤثر عن أنه يقدم إعلاناً لمكان سياحي بعينه، وذلك من مبدأ الشفافية وحتى لا يقع تحت طائلة الخداع والتضليل".
وتطالب بمراعاة حقوق المستهلك عند الإعلان عن خدمات تقدم بمقابل مادي كالمطاعم والفنادق، وفي الوقت نفسه يجب احترام الخصوصية الثقافية والمعايير الأخلاقية والعادات المميزة لكل مدينة، وضرورة التحلي بروح المسؤولية الاجتماعية تجاه ما يعرضونه عن بلادهم، فهم يقومون بدور المرشدين السياحيين من خلال رحلاتهم.
وتشير إلى أن "هناك عديداً من النماذج التي حققت نجاحاً كبيراً في هذا المجال عربياً ودولياً، فقطاع كبير من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي تعززت ثقتهم في بعض وكالات السياحة اعتماداً على تقييمات الآخرين وتجاربهم وتعليقاتهم على الخدمات المقدمة من تلك الوكالات، فالدور الذي يلعبه المؤثرون في قيادة الرأي العام والتسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعي يتعاظم يوماً بعد يوم، ويرجع ذلك إلى أسباب عدة، من أهمها نجاح مهاراتهم الشخصية والفنية في تقديم المحتوى وتوظيفه بما يتناسب مع حاجات جمهورهم وتفاعلهم معهم، إضافة إلى استخدامهم الأمثل للعناصر البصرية الثابتة والمتحركة وهو ما أكسب بعضهم شعبية وكثيراً من المتابعين".
أصبحت منصات السوشيال ميديا المختلفة جزءاً رئيساً من حملات الدعاية بشكل عام في الفترة الأخيرة، ومن بينها الدعاية السياحية بمختلف أشكالها، ومن هنا ظهرت فكرة الاعتماد على المؤثرين في هذا الأمر، إذ يمتلك بعضهم ملايين المتابعين، بالتالي فإن المحتوى الذي ينشره على منصاته المختلفة يصل إلى أعداد كبيرة من الناس ويكون له تأثير كبير سواء اتفقنا أو اختلفنا مع الوسيلة.
ويمكن أن يتولى هؤلاء المؤثرون الدعاية السياحية لدولة معينة، وغالباً ما يكون ذلك في حالة الأكثر شهرة على المستوى العالمي مثل الألماني نويل روبنسون الذي يفوق عدد متابعيه على "تيك توك" 30 مليون متابع، وأمضى فترة في مصر أخيراً، ونشر مقاطع فيديو حققت انتشاراً كبيراً، وفي حالات أخرى يستهدف المؤثرون الدعاية لمنشآت سياحية بعينها مثل الفنادق والمطاعم سواء محلياً أو دولياً.
اللجوء لشخصيات معروفة للمشاركة في الحملات الإعلانية بشكل عام ليس أمراً حديثاً، فمنذ عشرات السنوات كانت تتم الاستعانة بالفنانين على سبيل المثال للدعاية لمنتج بعينه من خلال الإعلانات التلفزيونية أو المنشورة في الصحف والمجلات بمعايير وقتها كان الفنان شخصاً له كثير من المحبين، ويمكن اعتباره "مؤثراً" في قرارهم الشرائي لمنتج بعينه.
في العقد الأخير من الانتشار الكبير للسوشيال ميديا وطغيانها على الإعلام التقليدي اعتمدت الحملات الإعلانية عليها بشكل كبير، ومن هنا جاءت فكرة الاستعانة بالمؤثرين في المجالات كافة، ومن بينها السياحة.
نجاحات كبيرة
عن الاعتماد على المؤثرين في الدعاية السياحية، يقول المتخصص في تكنولوجيا الإعلام والتحول الرقمي، المدير التنفيذي لمنتدى الإسكندرية للإعلام أحمد عصمت، إن "المؤثرين أداة مثل بقية الأدوات المستخدمة في الحملات الدعائية السياحية وأصبح الأمر حالياً في الغالب لا يتم بجهود فردية، وإنما من طريق الوكالات الكبيرة، إذ أصبحوا جزءاً من الدعاية سواء للمنشآت السياحية أو الترويج السياحي لدولة معينة، وبالفعل هناك حملات حققت نجاحات كبيرة من بينها التي نفذتها مصر للترويج السياحي في الخارج، وبشكل عام وسائل التواصل تحرك الجانب النفسي لجمهورها".
ويضيف "الجمهور المستهدف يحدد شكل وطابع المؤثر الذي يتم اختياره بحيث يكون أكثر إقناعاً بالنسبة إليه، وهذا في ما يتعلق بالسياحة وغيرها، وفي الوقت ذاته فإن الأجيال الأصغر سناً ثقافتها مرئية ومسموعة وليست مقروءة، وهذا واقع بالفعل، فالفيديو الذي سيشاهدونه على السوشيال عن دولة أو مكان سياحي معين سيفوق تأثيره عشرات المواد المكتوبة عن المكان ذاته، فوسائل التواصل الاجتماعي تأثيرها فيهم أكبر بكثير من أي مادة مقروءة، ومن هنا فالاعتماد على المؤثرين قد يكون له تأثير كبير فيهم يفوق أي وسيلة أخرى".
مدونو السفر
على مستوى العالم كله، انتشر ما يطلق عليهم مدونو السفر الذين يسجلون تجاربهم ويومياتهم في البلدان المختلفة ويعرضون أماكن أثرية ومواقع سياحية وفنادق، وأصبحت صفحاتهم تمثل وجهة لراغبي السفر باعتبارها مصدراً للحصول على معلومات عن الوجهات السياحية التي يرغبون في التوجه إليها.
وبعضهم بالفعل يكون المحتوى المقدم على منصاتهم موجهاً للجمهور لوضع مكان أو دولة بعينها على أولوية مشروعاته للسفر، والعكس صحيح قد يؤدي نشرهم لمشكلات أو صعوبات واجهوها في مكان ما لجعل الجمهور يتجنب التوجه إلى أماكن بعينها.
هل ينقذون مشروعات سياحية؟
أحياناً يتعثر مكان سياحي معين نتيجة لضعف الإقبال عليه لأسباب مختلفة ويحتاج إلى حملة دعائية كبيرة ضمن برنامج متكامل لإعادة إحيائه، وفي الفترة الأخيرة امتلأت منصات السوشيال المختلفة بمقاطع فيديو لمؤثرين يقدمون دعاية لمواقع سياحية مختلفة مثل الفنادق والمطاعم يلجأ إليهم أصحابها كوسيلة للترويج قد ينتج منها زيادة في الإقبال أو المبيعات.
السوشيال ميديا تدفع السياحة السوداء إلى الأمام
يقول حازم صاحب أحد مطاعم الوجبات السريعة في القاهرة، "عانيت لفترة من ضعف الإقبال على المكان ونصحني البعض باللجوء لمن يطلق عليهم المؤثرون للدعاية لمطعمي، لم أرجح الفكرة في البداية إذ لم يكن لدي سابق تعامل معهم، ولكني وجدت أن كلفة الاعتماد على أنواع أخرى من الدعاية ستكون أكبر بكثير فقررت خوض التجربة".
وتابع، "بالفعل اعتمدت على أحد المؤثرين، إضافة لعمل بعض الإعلانات الممولة على السوشيال ميديا، لا أنكر أن الإقبال زاد على المكان وأن الأمر حقق هدفه نسبياً، فالسوشيال ميديا الآن هي الأكثر تأثيراً في الناس".
وجه آخر
ينقسم المؤثرون إلى فئات بحسب عدد المتابعين فهناك "الميغا إنفلونسرز" وهم من يزيد متابعوهم على المليون، و"الماكرو إنفلونسرز" وهم من يتراوح متابعوهم بين 500 ألف إلى مليون، و"الميد تير إنفلونسرز" ويتابعهم بين 50 إلى 500 ألف متابع، و"المايكرو إنفلونسرز" ومتابعوهم ما بين 10 آلاف و50 ألفاً، وبالطبع يختلف تأثير كل منهم وتزداد الكلفة المادية كلما زاد عدد المتابعين.
والأكثر شهرة وانتشاراً من المؤثرين يكون التعامل معهم من خلال وكالات تتولى التفاوض وتحديد الأسعار وما سيتم تقديمه بالضبط وطبيعة الوسيلة، التي تنشر مقاطع فيديو أو منشورات أو ستوري وكل شيء يكون له ثمن.
أما البعض الآخر وهم الأقل شهرة وخبرة في الوقت نفسه يتعاملون مع طالبي الخدمة بأنفسهم دون وسيط، وفي حالة الدعاية السياحية، فإن الأمر لو لم يكن إيجابياً فربما قد يتسبب بخسائر فادحة لصاحب المنشأة السياحية.
يقول عاصم وهو مدير أحد الكافيهات، "يتواصل معنا أحياناً بعض المؤثرين ويرغبون في عمل دعاية للمكان نظير الحصول على مبالغ مالية وبرومو كود باسمهم يتيح للعميل الحصول على خصم عند حضوره أو على طلبات الدليفري، وفي إحدى المرات كنا سنتفق مع أحد المؤثرين وحدث خلاف بيننا ليهددنا بأنه سينشر تقييماً سلبياً عن المكان على صفحته التي تضم آلاف المتابعين، فالأمر أحياناً يكون فيه شيء من الاستغلال وربما الابتزاز لأصحاب المكان من منطلق استقواء المؤثر بعدد متابعيه وتأثيره فيهم، وهذا بالطبع وجه سيئ لا يراه الناس الذين تبهرهم المنشورات ومقاطع الفيديو البراقة ولا يعرفون شيئاً عن الوجه الآخر لهذه الظاهرة".
المؤثرون والصدقية
يتعامل المؤثرون مع الدعاية لمكان سياحي بعينه على أنه عمل بمقابل أجر دون النظر في أحيان كثيرة لجودة الخدمة أو صدقية ما يقوم بعرضه، وكثيراً ما تعرض بعضهم لهجوم من الجمهور بعد التوجه إلى المكان واكتشاف أن ما تم الإعلان عنه يفتقر للصدقية، وأن ما حصلوا عليه في الفندق أو المطعم يختلف كثيراً عما شاهدوه على السوشيال ميديا، فالصورة المبهرة ذات الفلاتر في أحيان كثيرة لا يكون لها أي علاقة بالواقع.
وتتعاظم هذه المشكلة في بعض الأحيان حينما يتم تقديم المحتوى بشكل لا يعطي انطباعاً للمشاهد بأن هذه مادة في إعلانية، بخاصة أن الدور الذي يقوم به المؤثرون في هذا المجال في العالم العربي لا يخضع في الأغلب لضوابط محددة، ويتم بشكل يفتقر إلى التنظيم، بعكس دول أخرى تشترط على سبيل المثال ضرورة أن يوضح المؤثر أن المادة المقدمة إعلانية أو برعاية جهة محددة.
تقول الأكاديمية الباحثة في الإعلام الرقمي مي عبدالغني محمود، "ينبغي أن يخضع عمل المؤثرين في الترويج السياحي للمعايير الأخلاقية الخاصة بصناعة المحتوى الرقمي، ومن أهمها إعلان المؤثر عن أنه يقدم إعلاناً لمكان سياحي بعينه، وذلك من مبدأ الشفافية وحتى لا يقع تحت طائلة الخداع والتضليل".
وتطالب بمراعاة حقوق المستهلك عند الإعلان عن خدمات تقدم بمقابل مادي كالمطاعم والفنادق، وفي الوقت نفسه يجب احترام الخصوصية الثقافية والمعايير الأخلاقية والعادات المميزة لكل مدينة، وضرورة التحلي بروح المسؤولية الاجتماعية تجاه ما يعرضونه عن بلادهم، فهم يقومون بدور المرشدين السياحيين من خلال رحلاتهم.
وتشير إلى أن "هناك عديداً من النماذج التي حققت نجاحاً كبيراً في هذا المجال عربياً ودولياً، فقطاع كبير من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي تعززت ثقتهم في بعض وكالات السياحة اعتماداً على تقييمات الآخرين وتجاربهم وتعليقاتهم على الخدمات المقدمة من تلك الوكالات، فالدور الذي يلعبه المؤثرون في قيادة الرأي العام والتسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعي يتعاظم يوماً بعد يوم، ويرجع ذلك إلى أسباب عدة، من أهمها نجاح مهاراتهم الشخصية والفنية في تقديم المحتوى وتوظيفه بما يتناسب مع حاجات جمهورهم وتفاعلهم معهم، إضافة إلى استخدامهم الأمثل للعناصر البصرية الثابتة والمتحركة وهو ما أكسب بعضهم شعبية وكثيراً من المتابعين".