روسيا اليوم
كلف مرتزقة بريطانيون في عام 1989 باغتيال زعيم كارتل ميديلين الشهير، بابلو إسكوبار في كولومبيا. المجموعة قادها مرتزق عمل سابقا في القوات الخاصة البريطانية.
"مزرعة" الشر!
المحاولة قادها بيتر ماكاليس، وهو عسكري بريطاني سابق بخبرة قتالية طويلة ضمن قوات الصفوة في عدن أثناء حرب استقلال جنوب اليمن، وفي الحرب الإندونيسية الماليزية، علاوة على خبرته الطويلة كمرتزق عمل في روديسيا وفي جنوب إفريقيا وقبل ذلك في أنغولا، حيت تعرف على ديف تومكينز، وهو شخصية غامضة وتاجر أسلحة شهير، كان له دور في تكليفه بالمهمة الخطيرة والأخيرة في كولومبيا.
بيتر ماكاليس الذي ولد وترعرع في مدينة غلاسكو البريطانية في 7 سبتمبر 1942، في أسرة فقيرة وتحت سلطة أب عنيف ومحيط إجرامي. انتهى المطاف بالأب إلى السجن، وبالابن إلى دار للأيتام.
حين بلغ من العمر 17 عاما وكان لا يعرف إلا الحديث بقيضته والسكر حتى الثمالة، انضم ماكاليس إلى فوج المظلات في مدينة أبردين الاسكتلندية، وبدا مشواره العسكري وتنقل بين عدة دول كانت خاضعة للاستعمار البريطاني.
فيما كان يعرف سابقا باليمن الجنوبي، كشف هذا العسكري المثير للجدل أنه قتل لأول مرة في حياته في اشتباك مع ثوار يمنيين كانوا يقاتلون لانتزاع استقلال بلادهم عن بريطانيا.
عمل ماكاليس في البحرين وقبرص وقاتل في ماليزيا، إلا أن سجله العسكري لم يكن نظيفا بسبب عدم انضباطه وطبيعته الانفعالية فقرر في عام 1969 ترك الجيش، وهو ما وصفه بأنه أسوأ قرار في حياته.
الحياة المدنية لم ترق له، ودخل مرارا السجن، فقرر العودة إلى "الجندية" المهنة المناسبة التي يتقنها، وأصبح جنديا مرتزقا يبحث عن الثروة عن طريق "القتل".
في عام سافر 1976 إلى أنغولا، وانضم مع مرتزقة آخرين إلى صفوف جبهة التحرير الوطني، إحدى فصائل الحرب الأهلية في هذا البلد الإفريقي، ومن هناك انطلق إلى روديسيا الجنوبية التي تسمى حاليا زيمبابوي أثناء حرب الاستقلال. وبعد تحرير روديسيا عام 1980 وعودتها إلى أبنائها الأصليين، التحق ماكاليس بلواء المظلات في جنوب إفريقيا وقاتل في ناميبيا ثم عمل في شركة أمنية في بريتوريا.
في الجانب الآخر في كولومبيا، كان بابلو إسكوبار قد شرع في عام 1970 في تأسيس إمبراطورية مخدرات عنيفة، تحولت إلى شبكة لتهريب المخدرات بواسطة الطائرات واستخدمت حتى الغواصات، وفي سنوات قليلة تحول "كارتل ميديلين" إلى مسيطر على ما يصل إلى 80 بالمئة من السوق العالمية!
خاض إسكوبار حربا بلا هوادة مع المنافسين، واشترى الذمم وكان شعاره في التعامل مع الشخصيات السياسية في بلاده "الفضة أو الرصاص"، ولم يتورع في إحدى المرات عن إسقاط طائرة مدنية قتل فيها أكثر من 100 شخص، لاعتقاده أن خصما ومرشحا للرئاسة كان على متنها.
عصابة مخدرات منافسة تسمى كارتل كالي كانت في حرب معه، قررت في عام 1989 إعداد أكبر محاولة لاغتيال بابلو إسكوبار، واستعانت بـ"بيتر ماكاليس"، وهو بدوره اختار مجموعة من 12 مرتزقاً لتنفيذ الاغتيال.
وصل المرتزقة البريطانيون في سرية تامة إلى العاصمة بوغوتا، واستقبلوا في المطار من طرف شخص متنفذ، وأخرجوا من دون المرور بالإجراءات الأمنية والجمركية المعتادة، وتنقلوا بين عدة معسكرات وتدربوا لمدة 11 أسبوعا على عملية اقتحام لمنزل إسكوبار الحصين في مدينة ميديلين.
المنزل كان داخل مزرعة واسعة تسمى "نابولي"، بها حديقة للحيوانات وموقف سيارات ومطار خاص، وحتى حلبة لمصارعة الثيران!
معركة في الأدغال بين أشهر مهرب مخدرات وأعتى المرتزقة البريطانيين!
ماكاليس، قائد فريق المرتزقة اعتبر قتل بارون المخدران الشهير إسكوبار لا يعد جريمة، وذلك لأن الحكومة الأمريكية والكولومبية في ذلك القوت وضعتا مكافأة مقابل رأسه.
الأهم طبعا أن زعماء عصابة المخدرات المنافسة لكارتل ميديلين التي عمل لحسابها، وعدوه بمكافاة قدرها مليون دولار على أن يقتل إسكوبار ويأتي لهم برأسه!
على الرغم من تسرب معلومات عن المهمة، إلا ان المرتزقة واصلوا استعداداهم، وحين وصلتهم معلومات بأن إسكوبار موجود داخل مزرعته الفاخرة، انطلقوا على متن مروحيتين طليتا للتمويه بألوان طائرات الشرطة الكولومبية،.
كان المرتزقة البريطانيون يعتقدون أن مهمتهم سهلة جدا، وقد تدربوا على خطة هجوم مفاجئ على المزرعة بنيران مكثفة من الجو، يهبطون بعدها ويقتحمون منزله الفخم ويتخلصون من حراس إسكوبار ثم يقتلونه ويعودون برأسه لنيل الجائزة!
حلقت المروحيتان في طريقها إلى الهدف فوق جبال الأنديز، وعند اقترابها اصطدمت إحداهما بالأشجار وسقطت متحطمة على الأرض. قتل على الفور الطيار وأصيب الآخرون، وكان أكثر من تضرر، قائد فريق الاغتيال ماكاليس، فيما عاد المرتزقة الذين كانوا في المروحية الثانية إلى قاعدتهم ولم يتمكنوا بمفردهم من تنفيذ عميلة الاغتيال.
انتهت محاولة اغتيال إسكوبار بفشل ذريع ومخز بالنسبة لمحترفين كبار، وكاد ماكاليس أن يسقط في قبضة رجال بارون المخدرات الذين أرسلوا لتمشيط الغابة.
نجا ماكاليس بعد تعرضه لإصابات خطيرة، ووصلت إليه في اليوم التالي مجموعة إنقاذ حملته لمسافة طويلة قبل أن تلتقطه ومن معه طائرة مروحية وتعود بهم خائبا.
بابلو إسكوبار، الذي كان نجا من الموت عدة مرات ومن الملاحقة لسنوات طويلة، تمكنت قوة كولومبية خاصة من تحديد مكانه بتتبع هاتفه. رصد في عام 1993 في أحد أحياء مدينة ميديلين، وبعد تبادل لإطلاق النار، قتل إسكوبار وانتهت الأسطورة.
كلف مرتزقة بريطانيون في عام 1989 باغتيال زعيم كارتل ميديلين الشهير، بابلو إسكوبار في كولومبيا. المجموعة قادها مرتزق عمل سابقا في القوات الخاصة البريطانية.
"مزرعة" الشر!
المحاولة قادها بيتر ماكاليس، وهو عسكري بريطاني سابق بخبرة قتالية طويلة ضمن قوات الصفوة في عدن أثناء حرب استقلال جنوب اليمن، وفي الحرب الإندونيسية الماليزية، علاوة على خبرته الطويلة كمرتزق عمل في روديسيا وفي جنوب إفريقيا وقبل ذلك في أنغولا، حيت تعرف على ديف تومكينز، وهو شخصية غامضة وتاجر أسلحة شهير، كان له دور في تكليفه بالمهمة الخطيرة والأخيرة في كولومبيا.
بيتر ماكاليس الذي ولد وترعرع في مدينة غلاسكو البريطانية في 7 سبتمبر 1942، في أسرة فقيرة وتحت سلطة أب عنيف ومحيط إجرامي. انتهى المطاف بالأب إلى السجن، وبالابن إلى دار للأيتام.
حين بلغ من العمر 17 عاما وكان لا يعرف إلا الحديث بقيضته والسكر حتى الثمالة، انضم ماكاليس إلى فوج المظلات في مدينة أبردين الاسكتلندية، وبدا مشواره العسكري وتنقل بين عدة دول كانت خاضعة للاستعمار البريطاني.
فيما كان يعرف سابقا باليمن الجنوبي، كشف هذا العسكري المثير للجدل أنه قتل لأول مرة في حياته في اشتباك مع ثوار يمنيين كانوا يقاتلون لانتزاع استقلال بلادهم عن بريطانيا.
عمل ماكاليس في البحرين وقبرص وقاتل في ماليزيا، إلا أن سجله العسكري لم يكن نظيفا بسبب عدم انضباطه وطبيعته الانفعالية فقرر في عام 1969 ترك الجيش، وهو ما وصفه بأنه أسوأ قرار في حياته.
الحياة المدنية لم ترق له، ودخل مرارا السجن، فقرر العودة إلى "الجندية" المهنة المناسبة التي يتقنها، وأصبح جنديا مرتزقا يبحث عن الثروة عن طريق "القتل".
في عام سافر 1976 إلى أنغولا، وانضم مع مرتزقة آخرين إلى صفوف جبهة التحرير الوطني، إحدى فصائل الحرب الأهلية في هذا البلد الإفريقي، ومن هناك انطلق إلى روديسيا الجنوبية التي تسمى حاليا زيمبابوي أثناء حرب الاستقلال. وبعد تحرير روديسيا عام 1980 وعودتها إلى أبنائها الأصليين، التحق ماكاليس بلواء المظلات في جنوب إفريقيا وقاتل في ناميبيا ثم عمل في شركة أمنية في بريتوريا.
في الجانب الآخر في كولومبيا، كان بابلو إسكوبار قد شرع في عام 1970 في تأسيس إمبراطورية مخدرات عنيفة، تحولت إلى شبكة لتهريب المخدرات بواسطة الطائرات واستخدمت حتى الغواصات، وفي سنوات قليلة تحول "كارتل ميديلين" إلى مسيطر على ما يصل إلى 80 بالمئة من السوق العالمية!
خاض إسكوبار حربا بلا هوادة مع المنافسين، واشترى الذمم وكان شعاره في التعامل مع الشخصيات السياسية في بلاده "الفضة أو الرصاص"، ولم يتورع في إحدى المرات عن إسقاط طائرة مدنية قتل فيها أكثر من 100 شخص، لاعتقاده أن خصما ومرشحا للرئاسة كان على متنها.
عصابة مخدرات منافسة تسمى كارتل كالي كانت في حرب معه، قررت في عام 1989 إعداد أكبر محاولة لاغتيال بابلو إسكوبار، واستعانت بـ"بيتر ماكاليس"، وهو بدوره اختار مجموعة من 12 مرتزقاً لتنفيذ الاغتيال.
وصل المرتزقة البريطانيون في سرية تامة إلى العاصمة بوغوتا، واستقبلوا في المطار من طرف شخص متنفذ، وأخرجوا من دون المرور بالإجراءات الأمنية والجمركية المعتادة، وتنقلوا بين عدة معسكرات وتدربوا لمدة 11 أسبوعا على عملية اقتحام لمنزل إسكوبار الحصين في مدينة ميديلين.
المنزل كان داخل مزرعة واسعة تسمى "نابولي"، بها حديقة للحيوانات وموقف سيارات ومطار خاص، وحتى حلبة لمصارعة الثيران!
معركة في الأدغال بين أشهر مهرب مخدرات وأعتى المرتزقة البريطانيين!
ماكاليس، قائد فريق المرتزقة اعتبر قتل بارون المخدران الشهير إسكوبار لا يعد جريمة، وذلك لأن الحكومة الأمريكية والكولومبية في ذلك القوت وضعتا مكافأة مقابل رأسه.
الأهم طبعا أن زعماء عصابة المخدرات المنافسة لكارتل ميديلين التي عمل لحسابها، وعدوه بمكافاة قدرها مليون دولار على أن يقتل إسكوبار ويأتي لهم برأسه!
على الرغم من تسرب معلومات عن المهمة، إلا ان المرتزقة واصلوا استعداداهم، وحين وصلتهم معلومات بأن إسكوبار موجود داخل مزرعته الفاخرة، انطلقوا على متن مروحيتين طليتا للتمويه بألوان طائرات الشرطة الكولومبية،.
كان المرتزقة البريطانيون يعتقدون أن مهمتهم سهلة جدا، وقد تدربوا على خطة هجوم مفاجئ على المزرعة بنيران مكثفة من الجو، يهبطون بعدها ويقتحمون منزله الفخم ويتخلصون من حراس إسكوبار ثم يقتلونه ويعودون برأسه لنيل الجائزة!
حلقت المروحيتان في طريقها إلى الهدف فوق جبال الأنديز، وعند اقترابها اصطدمت إحداهما بالأشجار وسقطت متحطمة على الأرض. قتل على الفور الطيار وأصيب الآخرون، وكان أكثر من تضرر، قائد فريق الاغتيال ماكاليس، فيما عاد المرتزقة الذين كانوا في المروحية الثانية إلى قاعدتهم ولم يتمكنوا بمفردهم من تنفيذ عميلة الاغتيال.
انتهت محاولة اغتيال إسكوبار بفشل ذريع ومخز بالنسبة لمحترفين كبار، وكاد ماكاليس أن يسقط في قبضة رجال بارون المخدرات الذين أرسلوا لتمشيط الغابة.
نجا ماكاليس بعد تعرضه لإصابات خطيرة، ووصلت إليه في اليوم التالي مجموعة إنقاذ حملته لمسافة طويلة قبل أن تلتقطه ومن معه طائرة مروحية وتعود بهم خائبا.
بابلو إسكوبار، الذي كان نجا من الموت عدة مرات ومن الملاحقة لسنوات طويلة، تمكنت قوة كولومبية خاصة من تحديد مكانه بتتبع هاتفه. رصد في عام 1993 في أحد أحياء مدينة ميديلين، وبعد تبادل لإطلاق النار، قتل إسكوبار وانتهت الأسطورة.