العربية.نت
أعمال العنف بين السيخ والهندوس شهدت تزايدا ملحوظا وخلفت عددا كبيرا من القتلى عقب الهجوم على المعبد الذهبي
منذ مطلع ثمانينات القرن الماضي، عاشت الهند على وقع تصاعد وتيرة أعمال العنف بين السيخ والهندوس بإقليم البنجاب. وفي خضم تلك الفترة، طالب السيخ بضرورة إنشاء دولة لهم بمناطق إقليم البنجاب مثيرين بذلك قلق السلطات الهندية التي رفضت التخلي عن أي جزء من أراضيها.

وعام 1984، بلغت الأزمة أشدها عقب قيام السلطات الهندية باقتحام المعبد الذهبي متسببة في مقتل المئات من السيخ. وكرد على ذلك، أقدم عدد من السيخ على اغتيال رئيسة الوزراء الهندية أنديرا غاندي عقب قيام اثنين من حرسها الشخصي، المنتمين لطائفة السيخ، بتوجيه وابل من الرصاص نحوها.

وبالعام التالي، حصدت أعمال العنف مزيدا من الأرواح عقب استهداف طائرة تابعة للخطوط الجوية الهندية أثناء رحلة ما بين تورنتو الكندية ولندن.

تفجير الطائرة

يوم 23 يونيو 1985، أقلعت طائرة بوينغ 747، تابعة للخطوط الجوية الهندية، ضمن الرحلة 182 التي كان من المقرر أن تنطلق من تورنتو لتمر بلندن قبل أن تحط الرحال بمومباي الهندية. وأثناء توقفها بمطار مونتريال، واجهت الرحلة 182 بعض المشاكل حيث أقدم رجال الأمن الكنديين على تفتيش الطائرة وحجز 3 حقائب مشبوهة.

وعلى إثر ذلك، انطلقت الطائرة بالوقت المحدد نحو لندن تزامنا مع ربطها لقنوات الاتصال ببرج مطار هيثرو (Heathrow). وعلى بعد 45 دقيقة من نقطة الوصول، اختفت الرحلة 182 من الرادار بشكل مفاجئ وغامض دون أن تطلق أي نداء استغاثة مثيرة بذلك قلق المسؤولين بكل من كندا وبريطانيا والهند.

وعلى عين المكان، وجه المسؤولون بمطار هيثرو نداء عاجلا للسلطات البريطانية التي لم تتردد في إرسال فرق بحث وإغاثة نحو مكان اختفاء الطائرة الهندية. وعلى بعد 190 كلم من سواحل إيرلندا، عثر على بقايا طائرة بوينغ 747 الهندية. وأثناء أعمال الإغاثة، انتشل البريطانيون جثث 131 شخصا ممن كانوا على متن الرحلة 182 التابعة للخطوط الهندية.

حسب التقارير الصادرة حينها، قتل جميع ركاب الطائرة بوينغ 747 الهندية. وقد كان من ضمن القتلى 268 كنديا و27 بريطانيا إضافة لـ24 مواطنا هنديا.

اتهام السيخ

بسبب أعمال العنف بين السيخ والهندوس، تحدث المحققون عن تفجير طائرة بوينغ 747 الهندية بقنبلة وضعت بداخلها من قبل متطرفين سيخ منذ إقلاعها من كندا. فخلال نفس ذلك اليوم، شهدت اليابان هجوما مماثلا فاشلا حاول من خلاله عدد من الأشخاص تفجير الرحلة 301 التابعة للخطوط الجوية الهندية بمطار ناريتا (Narita) باليابان. إلى ذلك، فشل هذا الهجوم بسبب انفجار القنبلة بشكل مبكر وتسببها في مقتل اثنين من عمال نقل البضائع بالمطار.

من جهة ثانية، تحدث المحققون عن تورط أطراف عديدة بعملية تفجير الرحلة 182 التي أقلعت من كندا وتسببت في مقتل المئات. فضلا عن ذلك، وجهت أصابع الاتهام نحو منظمة بابار خلسه (Babbar Khalsa) التي مثلت حركة سيخية مسلحة ذات ميول انفصالية.

بالأشهر التالية، ألقت الشرطة الكندية القبض على رجلين هنديين شككت في ارتباطهما بالهجوم. وبشكل سريع، أطلق سراح المتهم الأول تالويندر سينغ بارمار (Talwinder Singh Parmar) بسبب عدم توفر أدلة كافية ضده. لاحقا، قتل الأخير بالهند برصاص الشرطة الهندية. وفي الأثناء، نال المتهم الثاني إنديرجيت سينغ ريات (Inderjit Singh Reyat) حكما بالسجن 15 سنة بعد اتهامه بالتورط في صناعة القنابل التي استخدمت في تفجير مطار ناريتا باليابان.