سكاي نيوز عربية
تعد "المونة" في لبنان من التقاليد السنوية، التي يُعمل على تحضيرها مسبقا خلال فصلي الصيف والخريف بغية استخدامها في الشتاء، حيث اعتاد سكان القرى البقاء في منازلهم والتقليل من تنقلاتهم بسبب الأحوال الجوية التي تفرض عليهم إقامة قسرية في البيوت، إضافة إلى ظروف الأزمة الاقتصادية التي أجبرت اللبنانيين على التقشف.

وتتكون "المؤن" من مجففات الفاكهة وأنواع مختلفة من المربات واللبنة "المكعزلة"، وكذلك الزعتر الممزوج بالسماق والسمسم، وحتى العصائر وأنواع الخل وغيرها.

وتقول اللبنانية نديمة، التي تعمل في إعداد المونة المنزلية، لموقع "سكاي نيوز عربية": "المونة أصناف غذائية تتوفر في كل بيت لبناني، في القرى والمدن على حد سواء".

وتتحدث عن طريقة إعداد الكشك، وهو أحد أنواع المونة على سبيل المثال: "يصنع من اللبن المجفف والبرغل (القمح المجروش)، ويستغرق تحضيره أياما عدة من قبل من ربات البيوت على طريقة الجدات".

وتضيف: "بين القرية والمدينة تطور التحضير وتحول إلى بزنس. فمع الضائقة الاقتصادية التي ضربت البلاد بشكل غير مسبوق منذ خريف 2019، وفي عصر منصات التواصل الاجتماعي، لجأ كثيرون وخصوصا النساء إلى الترويج لمنتجاتهن عبر صفحات على فيسبوك أو إنستغرام".

وفي السياق ذاته، تقول ماجدة، التي تعمل أيضا في مجال إعداد المونة، لموقع "سكاي نيوز عربية": "تخطى البيع الأحياء والبلدات والقرى، وبات يعتمد أكثر على خدمة التوصيل داخل البلاد وأحيانا كثيرة في الخارج".

وتضيف: "تعدت بضائع المونة الكشك والزيت والزيتون والمربات، إلى مأكولات تعتمد على الحبوب والبهارات البلدية ودبس العنب والعسل الطبيعي والصابون البلدي والسماق والسمسم".

وتوضح ماجدة: "دخل الديكور على الخط بتوضيب المنتجات في أوعية زجاج أو بلاستيك مع وضع ملصقات عليها تخصصت شركات صغيرة في إنتاجها، إضافة إلى السلال المصنوعة من القش وأوعية الفخار المزركشة، حتى بات المستهلك أمام سوق واسع للاختيار وفقا لذوقه".

"كل على قياسه"

ويقول حسني (تاجر مونة) لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن "سوق المونة بات واسعا بين اللبنانيين، كل على قياسه في حركة البيع والاستقطاب، وتحصيل مداخيل تعين على مواجهة موسمي الخريف والشتاء".

وأضاف: "الكثير من العائلات تعتمد على مردود المونة، ويمكن القول إن منصات التواصل الاجتماعي ساهمت في ارتفاع الإنتاج وحركة البيع".

وتابع حسني: "تساعد مداخيل المونة اللبنانية بالمصاريف المدرسية والجامعية للأولاد، وهي مداخيل تعتمد عليها الأسر لوقت طويل من السنة، خصوصا تلك التي لا تزاول أعمالا أخرى. باتت المونة مدخولا إضافيا لغالبية العائلات خصوصا لربات البيوت المقيمات في القرى".

من جهتها، دخلت مريم، التي تعمل ممرضة، سوق المونة في بدايات جائحة كورونا، وشكلت المداخيل عاملا مساعدا لها في تأمين مصروف عائلتها.

وقالت مريم لموقع "سكاي نيوز عربية": "أنعشت بيوت الضيافة سوق المونة خاصة في معارض قضاء جبيل وخارجه".

وختمت: "التنافس على أشده بين محافظات لبنان على تجارة وتسويق المونة، خصوصا في قضاء مرجعيون ـ حاصبيا جنوب لبنان، ومحافظة الشمال، أما الأكيد فهو أن المونة تعدت المأكولات الريفية البسيطة إلى سوق يتسع ويضيق وفقا لحركة تصريف الإنتاج وطريقة الإعلان التي تواكبها".