هنالك أسباب عديدة تدفع البعض لاتباع نظام غذائي نباتي، لا سيما بعد أن ربطت دراسات عدة كثرة تناول اللحوم الحمراء بالإصابة بأمراض مختلفة، من ضمنها ارتفاع الكوليسترول وأمراض القلب والشرايين، وحتى أنواع من السرطان.
وبينما يتمكن البعض من تجنب تناول اللحوم، يجد آخرون صعوبة كبيرة في الالتزام بالنظام الغذائي النباتي، وقد يكون لذلك علاقة بالقابلية الجينية لديهم. حيث أشارت دراسة نشرتها، أخيراً، الدورية الطبية PLOS One إلى وجود أربعة جينات تحدد مدى قدرة الشخص على الالتزام بأسلوب حياة نباتي.
تفاصيل الدراسة
استخدم الباحثون بيانات من البنك الحيوي البريطاني، وتتبعوا المشاركين طوال فترة البحث، وتمت مقارنة أكثر من 5000 شخص نباتي صارم (أشخاص لم يأكلوا لحماً حيوانياً في العام الماضي) مع أكثر من 300 ألف شخص نباتي مرن (تناولوا لحوماً في العام السابق)، ليخلصوا إلى تحديد 4 جينات ذات تأثير قوي وملحوظ و31 جيناً من المحتمل أن يكون لها ارتباط بالنباتية. وفي التحليل الجيني، رأى الباحثون أن النباتيين أكثر عرضة من غير النباتيين لامتلاك اختلافات في هذه الجينات.
وعلق رئيس فريق الدراسة الدكتور هانز هانز: «مع تطور علم الوراثة اكتشفنا ارتباط العادات بالعامل الوراثي الجيني. لذا، ليس من المستغرب أن نكتشف دوره المهم في تفضيل البعض اتباع نظام نباتي، حيث أشارت الدراسة إلى أن البعض يكون لديه استعداد وراثي ليكون أكثر ميلاً لنظام غذائي نباتي مقارنة بغيره».
ووفق د.نبيل ياسين، الأستاذ الفخري في علم الأمراض في كلية الطب بجامعة نورث وسترن فاينبرج، المشارك في البحث، فإن «نسبة كبيرة من النباتيين يعترفون في الاستبيانات التفصيلية بأنهم يتناولون منتجات اللحوم أحياناً. وهذا يشير إلى أن العديد من الأشخاص الذين يرغبون في أن يصبحوا نباتيين غير قادرين على ذلك، وتشير بياناتنا إلى أن الوراثة هي جزء من السبب».
جينات لها علاقة باستقلاب الدهون
يرجح الباحثون أن السبب يكمن في كيفية معالجة الأشخاص المختلفين للدهون، حيث تختلف درجة تعقيد الدهون في النباتات مقارنة باللحوم، لذلك قد يحتاج بعض الأشخاص وراثياً إلى بعض الدهون التي توفرها اللحوم، بينما العكس صحيح لمن لا يحتاجونها وراثياً. وعلق د.ياسين قائلاً: «ارتباط المتغيرات الجينية بالنباتية الصارمة على المدى الطويل يشير إلى وجود أساس بيولوجي لهذا الاختيار الغذائي، وهو أمر يتجاوز مجرد الأسباب الثقافية أو الصحية أو البيئية. وقد يرتبط ذلك بحقيقة أن العديد من الجينات التي قامت الدراسة باكتشاف علاقتها بالنباتيين لها علاقة أيضاً باستقلاب الدهون. وقد يكون لذلك علاقة بالاختلافات الجينية في استقلاب الدهون وكيفية تأثيرها في وظائف الدماع. إلا أن التأكد وفهم هذه الآلية يتطلبان المزيد من البحث».
خياراتنا الغذائية
وعلق الباحث د.خوسيه أوردوفاس، أستاذ التغذية وعلم الوراثة في جامعة تافتس في ماساتشوستس، قائلاً: «تسلط الدراسة الضوء على العلاقة المعقدة بين جيناتنا وخياراتنا الغذائية، ما يشير إلى أنه في المستقبل، قد تكون لدينا توصيات غذائية أكثر تخصصاً بناءً على الاستعداد الوراثي. فمعرفة الارتباط الجيني قد يساعد في تحسين النصائح الصحية الشخصية. ومن المرجح أن يستخدم خبراء التغذية في المستقبل علم الوراثة لوضع خطط تغذية تناسب تفضيلات المرضى الغذائية».
معلومات مهمة
هنالك أربعة جينات تحدد مدى قدرة الشخص على الالتزام بأسلوب حياة نباتي
البعض لديه استعداد وراثي ليكون أكثر ميلاً لنظام غذائي نباتي مقارنة بغيره
قد يستخدم خبراء التغذية في المستقبل علم الوراثة لوضع خطط تغذية تناسب المرضى
https://www.alqabas.com/article/5921412 :إقرأ المزيد
{{ article.visit_count }}
وبينما يتمكن البعض من تجنب تناول اللحوم، يجد آخرون صعوبة كبيرة في الالتزام بالنظام الغذائي النباتي، وقد يكون لذلك علاقة بالقابلية الجينية لديهم. حيث أشارت دراسة نشرتها، أخيراً، الدورية الطبية PLOS One إلى وجود أربعة جينات تحدد مدى قدرة الشخص على الالتزام بأسلوب حياة نباتي.
تفاصيل الدراسة
استخدم الباحثون بيانات من البنك الحيوي البريطاني، وتتبعوا المشاركين طوال فترة البحث، وتمت مقارنة أكثر من 5000 شخص نباتي صارم (أشخاص لم يأكلوا لحماً حيوانياً في العام الماضي) مع أكثر من 300 ألف شخص نباتي مرن (تناولوا لحوماً في العام السابق)، ليخلصوا إلى تحديد 4 جينات ذات تأثير قوي وملحوظ و31 جيناً من المحتمل أن يكون لها ارتباط بالنباتية. وفي التحليل الجيني، رأى الباحثون أن النباتيين أكثر عرضة من غير النباتيين لامتلاك اختلافات في هذه الجينات.
وعلق رئيس فريق الدراسة الدكتور هانز هانز: «مع تطور علم الوراثة اكتشفنا ارتباط العادات بالعامل الوراثي الجيني. لذا، ليس من المستغرب أن نكتشف دوره المهم في تفضيل البعض اتباع نظام نباتي، حيث أشارت الدراسة إلى أن البعض يكون لديه استعداد وراثي ليكون أكثر ميلاً لنظام غذائي نباتي مقارنة بغيره».
ووفق د.نبيل ياسين، الأستاذ الفخري في علم الأمراض في كلية الطب بجامعة نورث وسترن فاينبرج، المشارك في البحث، فإن «نسبة كبيرة من النباتيين يعترفون في الاستبيانات التفصيلية بأنهم يتناولون منتجات اللحوم أحياناً. وهذا يشير إلى أن العديد من الأشخاص الذين يرغبون في أن يصبحوا نباتيين غير قادرين على ذلك، وتشير بياناتنا إلى أن الوراثة هي جزء من السبب».
جينات لها علاقة باستقلاب الدهون
يرجح الباحثون أن السبب يكمن في كيفية معالجة الأشخاص المختلفين للدهون، حيث تختلف درجة تعقيد الدهون في النباتات مقارنة باللحوم، لذلك قد يحتاج بعض الأشخاص وراثياً إلى بعض الدهون التي توفرها اللحوم، بينما العكس صحيح لمن لا يحتاجونها وراثياً. وعلق د.ياسين قائلاً: «ارتباط المتغيرات الجينية بالنباتية الصارمة على المدى الطويل يشير إلى وجود أساس بيولوجي لهذا الاختيار الغذائي، وهو أمر يتجاوز مجرد الأسباب الثقافية أو الصحية أو البيئية. وقد يرتبط ذلك بحقيقة أن العديد من الجينات التي قامت الدراسة باكتشاف علاقتها بالنباتيين لها علاقة أيضاً باستقلاب الدهون. وقد يكون لذلك علاقة بالاختلافات الجينية في استقلاب الدهون وكيفية تأثيرها في وظائف الدماع. إلا أن التأكد وفهم هذه الآلية يتطلبان المزيد من البحث».
خياراتنا الغذائية
وعلق الباحث د.خوسيه أوردوفاس، أستاذ التغذية وعلم الوراثة في جامعة تافتس في ماساتشوستس، قائلاً: «تسلط الدراسة الضوء على العلاقة المعقدة بين جيناتنا وخياراتنا الغذائية، ما يشير إلى أنه في المستقبل، قد تكون لدينا توصيات غذائية أكثر تخصصاً بناءً على الاستعداد الوراثي. فمعرفة الارتباط الجيني قد يساعد في تحسين النصائح الصحية الشخصية. ومن المرجح أن يستخدم خبراء التغذية في المستقبل علم الوراثة لوضع خطط تغذية تناسب تفضيلات المرضى الغذائية».
معلومات مهمة
هنالك أربعة جينات تحدد مدى قدرة الشخص على الالتزام بأسلوب حياة نباتي
البعض لديه استعداد وراثي ليكون أكثر ميلاً لنظام غذائي نباتي مقارنة بغيره
قد يستخدم خبراء التغذية في المستقبل علم الوراثة لوضع خطط تغذية تناسب المرضى
https://www.alqabas.com/article/5921412 :إقرأ المزيد