تنتشر عبر الإنترنت أخبار تفيد بأنه تم التوقيع على إعلان المتشككين في المناخ من قبل 1600 عالم، بمن فيهم اثنان من الحائزين جائزة نوبل، فهل هو كذلك؟
إن موضوع تغير المناخ وعواقبه وطرق مكافحته أمر مثير للجدل حقا سواء كان في العلم أو في المجتمع ككل.
لا شيء فظيع أو غير عادي يحدث للمناخ على الأرض. ويتقدم الاحترار بشكل أبطأ مما كان متوقعا. وثاني أكسيد الكربون، بصفته غازا رئيسيا في الدفيئة، هو الغاز الذي "يُلقى عليه اللوم" في ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي، بينما هو مفيد في الواقع ويزيد من المحاصيل الزراعية. لذلك ليست هناك حاجة لخفض الانبعاثات على الإطلاق. هذه هي النقاط الرئيسية للإعلان الذي أعدته المنظمة الدولية Global Climate Intelligence Group (CLINTEL)، أو بالأحرى "المجموعة العالمية المستقلة لمعلومات المناخ".
وتنتشر على شبكة الإنترنت الآن أخبار تفيد بأن الإعلان قد تم توقيعه من قبل الحائز على جائزة نوبل جون كلاوزر الذي انضم إلى 1600 عالم يشاركون أفكار المتشككين في المناخ.
فهل هذا صحيح؟ - وقررت صحيفة "كومسومولسكايا برافدا" الروسية اكتشاف ذلك في إطار مشروع مشترك مع منظمة "نودلز ميديا" يهدف إلى كشف المعلومات الكاذبة.
بينما في الواقع نشرت Clintel إعلانها لأول مرة في عام 2019. ومنذ ذلك الحين، دحض علماء تغير المناخ مرارا وتكرارا ادعاءاتها، وقالوا إن المؤلفين يشوهون الحقائق ولا يقدمون أرقاما أو أدلة مقنعة لدعم ادعاءاتهم.
على الرغم من أن موضوع تغير المناخ نفسه وعواقبه وطرق مكافحته أمر مثير للنقاش سواء في العلم أو في المجتمع ككل فإن الجميع لا يشاركون أفكار غريتا ثونبرغ، ناهيك عن أساليبها.
ومع ذلك، فإن معظم العلماء يعترفون بتأثير الإنسان على المناخ، وقد تم بالفعل تقديم 6 تقارير للجنة الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة، والتي لخصت جميع البحوث العلمية المنشورة في العالم.
وهناك ملاحظة أخرى تفيد بأن مؤلفي الإعلان يدعون أنه تم التوقيع عليه من قبل 1609 علماء. ومن بينهم اثنان من الحائزين جائزة نوبل. والقائمة متاحة على موقع Clintel، وفيها بالفعل اثنان من الحائزين جائزة نوبل، وهما إيفار إيفر البالغ من العمر 93 عاما وجون كلاوزر البالغ من العمر 80 عاما. وكلا الفيزيائييْن لم يدرسا موضوع المناخ. وتشمل القائمة أيضا علماء آخرين من مختلف التخصصات، وأساتذة من مختلف الجامعات المرموقة.
ولكن في الوقت نفسه، هناك الكثير من الأشخاص الذين يمارسون مهنا أخرى مثل السماسرة، وخبراء التغذية، والمديرين، والمهندسين، والاستشاريين، والممولين، والصحفيين، والممرضات، والصيادلة، والعديد من المتقاعدين، وأشخاص في مهن مذهلة مثل "المخطط الاستراتيجي" و"ناقد المناخ" وما إلى ذلك دون الإشارة إلى أماكن محددة للعمل والتعليم. وبشكل عام، حتى لو وقّع كل هؤلاء الأشخاص بأسمائهم بالفعل، فلا يمكن القول أن هؤلاء هم 1600 عالم.