خلُص باحثون في جمعية السرطان الأمريكية، إلى أنّ النساء الأصغر سنًا يصبن بسرطان الرئة بمعدلات أعلى من الرجال، لاسيما بين الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 35 إلى 54 عامًا.
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، شهدت الولايات المتحدة انخفاضًا، خلال العقود الأخيرة، في حالات سرطان الرئة الجديدة، فيما كان هناك تفاوت بين الجنسين بدأ يظهر الآن بين الأفراد الذين تتراوح أعمارهم من 35 إلى 54 عامًا، وعلى الرغم من أن الفرق صغير نسبيًا، مع وجود حالة أو حالتين إضافيتين لكل 100 ألف امرأة في هذه الفئة العمرية مقارنة بالرجال، إلا أنه كبير بما يكفي لتبرير مزيد من التحقيق، وفقًا للتقرير الذي نشره باحثو الجمعية.
ويؤكد هذا الاتجاه على التركيز المتزايد على مخاطر الإصابة بسرطان الرئة بين النساء، لاسيما في هذه الفئة العمرية الأصغر سنًا، حيث لا يزال سرطان الرئة هو السبب الرئيس للوفيات المرتبطة بالسرطان في الولايات المتحدة، ويتم تشخيص ما يقدر بنحو 197 ألف شخص سنويًا من قبل مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
ولفتت الصحيفة إلى أنه كان هناك اعتقاد خاطئ شائع في السابق بأن سرطان الرئة يؤثر في المقام الأول على كبار السن من الرجال الذين لديهم تاريخ طويل من التدخين، لكنّ الواقع مختلف.
وأشار الدكتور نارجوست فلوريس، أخصائي الأورام الصدرية، إلى أن مئات النساء، بمن فيهنّ غير المدخنات، يمتن بسرطان الرئة يوميًا.
ويسعى الباحثون جاهدين لفهم الأسباب الكامنة وراء ارتفاع معدلات الإصابة بسرطان الرئة لدى النساء الأصغر سنًا وتحديد الطرق الأكثر فاعلية لمساعدة المرضى، إلا أنّ الإجابات النهائية بعيدة المنال.
وأكدت الصحيفة أنّ التدخين لايزال السبب الرئيس لسرطان الرئة، وعلى الرغم من الجهود المكثفة لمكافحة التدخين، إلا أن النساء كن أبطأ في الإقلاع عنه بنجاح، لافتة إلى أنّ نحو 15 إلى 20 % من حالات سرطان الرئة لدى النساء تحدث لدى غير المدخنات، ولا تزال الأسباب الدقيقة للإصابة بها غير واضحة.
وأشارت الصحيفة إلى العوامل المحتملة التي تسهم في هذا التفاوت بين الجنسين، وهي التعرض للتدخين السلبي، والاختلافات في استقلاب المواد المسرطنة بين الجنسين، والعوامل البيئية مثل تلوث الهواء، حيث ارتبط تلوث الهواء بسرطان الرئة، وقد تكون النساء أكثر عرضة للإصابة به لأسباب لا تزال قيد التحقيق.
ونوّه التقرير إلى غاز "الرادون" وهو غاز غير مرئي يحدث بشكل طبيعي، ويمكن أن يتراكم في المنازل، ويعدّ سببًا رئيسًا لسرطان الرئة، وفقًا لمركز السيطرة على الأمراض، لكن البيانات المتعلقة بالتعرض للرادون السكني غير حاسمة.
وخلص التقرير إلى أنّه لا يوجد تفسير مباشر للتفاوتات الملحوظة، مؤكدًا الحاجة إلى مزيد من الأبحاث في هذا المجال لتسليط الضوء على العوامل المعقدة التي تسبب معدلات الإصابة بسرطان الرئة لدى النساء الأصغر سنا.