أعد سكان غزة مقابر جماعية لدفن العشرات من الضحايا الفلسطينيين، من جراء القصف المتواصل من الجيش الإسرائيلي على القطاع، مع صعوبة توفير مكان لأي جثامين جديدة داخل المستشفيات.وبحسب بيان وزارة الصحة الفلسطينية، ارتفعت حصيلة قتلى القصف الإسرائيلي على القطاع إلى 2726 شخصا، وما يزيد عن 10800 مصاب، في غزة والضفة.ووفق شهادات من غزة لموقع "سكاي نيوز عربية"، فإن الخطى تسارعت لدفن الضحايا في مقابر جماعية، بعد أن طلبت إسرائيل من سكان القطاع الذين يعيشون في الشمال ويبلغ عددهم نحو 1.1 مليون شخص، الرحيل عن ديارهم إلى الجنوب، مما أثار مخاوف واسعة بشأن ترك الجثامين دون إتمام إجراءات الدفن الشرعية."لا مكان"وقال مدير عام مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة محمد أبو سليمة، في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن ثلاجة حفظ الموتى "لم يعد بها مكان لاستقبال أي ضحايا جدد، نظرا للأعداد الكبيرة التي تصلنا يوميا من جراء القصف المتواصل".ويعد مجمع الشفاء الطبي أكبر مستشفى في القطاع المكتظ بالسكان، ويخدم ما يزيد على مليون شخص داخل غزة.وأضاف أبو سليمة: "ثلاجات الموتى كاملة العدد، ولا يوجد مكان لوضع الشهداء الجدد، وبالتالي يدفنهم أهاليهم على الفور".ومع تزايد أعداد القتلى داخل القطاع الذي يعاني "كارثة إنسانية" وفق تعبير منظمة الصحة العالمية، اضطر كثيرون إلى استخدام شاحنات حفظ الأطعمة لوضع الجثامين داخلها حتى دفنها.ونقلت وكالة "رويترز" عن الطبيب ياسر علي الذي يعمل بمستشفى الأقصى في دير البلح، قوله إن "المشرحة تستوعب 10 جثث فقط، لذلك قمنا بإحضار سيارة مجمدات الآيس كريم من أجل حفظ الأعداد الكبيرة من الشهداء".وأضاف أن "قطاع غزة في أزمة، وإذا استمرت الحرب بهذه الطريقة فلن نتمكن من دفن الموتى. المقابر ممتلئة بالفعل ونحن بحاجة إلى مقابر جديدة".وفي السياق ذاته، كشف رئيس المكتب الإعلامي لحركة حماس سلامة معروف، عن دفن عشرات الجثامين مجهولة الهوية في مقبرة جماعية، بعد مقتلهم في هجمات إسرائيلية على القطاع.وقال معروف خلال مؤتمر صحفي، إن هذه الخطوة تأتي في ظل تكدس عشرات الجثامين لمن لم يتسن التعرف عليهم خلال الأيام الماضية.وأضاف: "هؤلاء ضجت بهم ثلاجة الشهداء في مستشفى الشفاء، بينما يتوافد العشرات الآخرون. أعددنا مقبرة جماعية لكي يدفنوا، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية والشرعية من وزارتي الصحة والأوقاف والطب الشرعي".وأشار مسؤول حماس إلى "تصوير وتوثيق الضحايا، وأخذ توثيق للعلامات المميزة لهم، ليتسنى للعائلات التي يمكن أن يكون لها مفقودين أن تتفقدهم لاحقا".