كشف تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز الأمريكية" عن تغير مذهل يجري الآن في القارة الأفريقية في ظل توقعات بأن يتضاعف عدد سكان القارة إلى ما يقارب 2.5 مليار نسمة خلال ربع القرن المقبل، وهي الحقبة التي لن تؤدي إلى إحداث تحول في العديد من البلدان الأفريقية وحسب، بل ستعيد أيضا تشكيل علاقات هذه الدول الأفريقية بشكل جذري مع بقية دول العالم، وفق خبراء.
وأشار التقرير إلى أنه في الوقت الذي تتراجع فيه معدلات المواليد في الدول الأكثر ثراء، مما يخلق قلقا بشأن كيفية رعاية مجتمعاتها المتقدمة في السن ودفع تكاليفها، نجد أن طفرة المواليد الجدد في القارة الأفريقية متواصلة على قدم وساق، مما يرفع أعداد السكان الأصغر سنا والأسرع نموا على مستوى العالم ككل.
كما بين التقرير أن الأفارقة كانوا يشكلون 8% من سكان العالم في عام 1950 لكنهم وبعد قرن من الزمان سوف يمثلون ربع البشرية، وسيشكلون ما لا يقل عن ثلث سكان العالم من فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 إلى 24 عاما، بحسب توقعات الأمم المتحدة.
وأفاد التقرير أن متوسط العمر في القارة الأفريقية يبلغ 19 عاما، فيما يبلغ هذا المعدل في الهند التي تعتبر الدولة الأكثر اكتظاظا بالسكان في العالم 28 عاما، أما في الصين والولايات المتحدة فهو 38 عاما.
واعتبرت الصحيفة أن الآثار المترتبة على ما يسميه البعض "زلزال الشباب" هائلة ولكنها غير مؤكدة، ومن المرجح أن تتباين بشكل كبير عبر القارة الأفريقية التي تضم ثقافات لا حصر لها.
ويتردد صدى ذلك في صخب وضجيج مدن القارة الأفريقية المتضخمة، حيث تكتظ شوارعها المزدحمة بالوافدين الجدد، مما يجعل أفريقيا القارة الأسرع تحضرا على وجه الأرض.
كما يتجلى ذلك أيضا في الملاعب المزدحمة في مدن مثل لندن أو نيويورك، حيث يقتحم الموسيقيون الأفارقة عالم البوب، وفي الكنائس الكبرى المزدحمة في غرب أفريقيا، حيث يتم تشكيل مستقبل المسيحية.
كما يتوهج هذا الأثر مع وجود 670 مليون هاتف محمول في أفريقيا، أي بمعدل هاتف محمول لكل شخصين في القارة وهي الأجهزة التي يستخدمها الأفارقة لنقل الأموال، وإطلاق الثورات، وتأجيج الإحباطات، وتغذية الأحلام.
الجميع يخطب ود القارة الأفريقية
ولفت التقرير إلى النفوذ السياسي الذي تحظى به القارة الأفريقية والذي وصفته بأنه "آخذ في النمو" أيضا حيث "تتودد القوى الأجنبية لقادتها في مؤتمرات القمة التي تطمع في احتياطياتها الضخمة من المعادن اللازمة لصنع السيارات الكهربائية والألواح الشمسية".
ورأت الصحيفة أنه "ومع تزايد اختيار الحلفاء المتحمسين للقارة الأفريقية بما في ذلك روسيا والصين والولايات المتحدة وتركيا ودول الخليج، يرفض الزعماء الأفارقة صورة الضحية ويطالبون بدور أكبر".
ونوهت إلى انضمام الاتحاد الأفريقي في سبتمبر/أيلول إلى مجموعة العشرين "ليجلس على نفس الطاولة مع الاتحاد الأوروبي".
وأضافت الصحيفة في تقريرها أن الشركات العالمية تطارد عشرات الملايين من المستهلكين الجدد في أفريقيا الذين يظهرون كل عام، ويمثلون أسواقًا غير مستغلة لمستحضرات التجميل، والأغذية العضوية وغيرها.
وتخطط مجموعة "هيلتون" لافتتاح 65 فندقًا جديدًا في القارة خلال خمس سنوات، فيما من المتوقع أن يتضاعف عدد أصحاب الملايين في أفريقيا ليصل إلى 768 ألفا بحلول عام 2027، وفقا لتقديرات بنك "كريدي سويس" وهو الأسرع نموا على وجه الأرض.
وضربت الصحيفة مثالا في هذا الصدد، حيث قالت إن سعر وجبة العشاء في مطعم "سوشي ميتسوكي" الذي يقع في حي راق في العاصمة الكينية نيروبي يبدأ من 200 دولار للشخص الواحد.
ونقلت الصحيفة عن إدوارد بايس، مدير معهد أبحاث أفريقيا ومقره العاصمة البريطانية لندن ومؤلف كتاب «زلزال الشباب: لماذا يجب أن يهتم العالم بالديموغرافيا الأفريقية" قوله إن "أفريقيا تدخل حقا حقبة التغيير المذهل"، مضيفا أن "العالم يتغير ونحن بحاجة إلى البدء في إعادة تصور مكانة أفريقيا في هذا العالم".
وحذر التقرير من أن انخفاض معدلات المواليد بشكل تدريجي في العديد من البلدان أدى إلى ظهور مجموعات سكانية أكبر سناً وأصغر حجماً.
وفي إيطاليا مثلا والتي يتوقع أن يقل بها عدد السكان بنسبة 12 % بحلول عام 2050، يقوم مقدمو الرعاية هناك بتجارب على الروبوتات للقيام بمهام رعاية المسنين.
وفي اليابان حيث يبلغ متوسط السن هناك 48 عاما، حذر رئيس وزراء اليابان في يناير/كانون الثاني من أن المجتمع الياباني "على وشك" المعاناة من اختلال وظيفي.
كيف ستدير أفريقيا هذا "النمو الجامح"؟
وحذر التقرير من تحد أمام القارة الأفريقية يتمثل في كيفية إدارة هذا النمو الجامح، مبينا أن أفريقيا كانت دائما قارة شابة فقبل عقدين من الزمن كان متوسط العمر في القارة 17 عاما ولكنه لم يصل أبدا إلى هذا النطاق.
وأضاف التقرير المنشور في صحيفة "نيويورك تايمز الأمريكية" أنه "في غضون العقد المقبل، سوف تمتلك أفريقيا أكبر قوة عاملة في العالم، متجاوزة بذلك كلا من الصين والهند، وبحلول أربعينيات القرن الحادي والعشرين، سيكون لأفريقيا نصيب اثنين من كل خمسة أطفال يولدون على هذا الكوكب.
ويرى خبراء أن المد الإنساني في أفريقيا سيدفع القارة إلى المقدمة فيما يتعلق بالقضايا الأكثر إلحاحا في عصرنا الحالي مثل تغير المناخ، والتحول في قطاع الطاقة، وملف الهجرة.
نقاط الضعف الهائلة في القارة
ولكن في المقابل وبينما تستعد حفنة من البلدان الأفريقية لركوب هذه الموجة الديموغرافية فإن بلداناً أخرى قد تواجه خطر الغرق بسبب ذات الموجة.
وفي هذا الصدد أفاد التقرير "تعاني نيجيريا، الدولة الأكثر اكتظاظا بالسكان في أفريقيا، من ضغوط شديدة بالفعل، إذ يعيش ما يقرب من ثلثي سكانها البالغ عددهم 213 مليون نسمة على أقل من دولارين يوميا، وينتشر في البلاد العنف والتطرف واللصوصية في بلد يبلغ متوسط العمر المتوقع فيه 53 عاما فقط، أي أقل بتسع سنوات من المتوسط الأفريقي".
وفي العام 1950، كان عدد سكان البلد لا يتخطى 38 مليونا، وقد ارتفع إلى 190 مليونا في 2018. وتتوقع الأمم المتحدة أن يزداد عدد السكان إلى 410 ملايين بحلول 2050 ليتضاعف سنة 2100، وفق "فرانس برس".
وأشار إلى أن الشباب الأفارقة أصبحوا أفضل تعليما وأكثر تواصلا من أي وقت مضى، لكن البنك الدولي يقول إنه وعلى الرغم من أن ما يصل إلى مليون أفريقي يدخلون سوق العمل شهريا، إلا أن أقل من واحد من كل أربعة أفارقة يحصل على وظيفة رسمية، فيما تبلغ نسبة البطالة في جنوب أفريقيا مثلا وهي الدولة الأكثر تصنيعا في القارة نحو 35% من عدد السكان.
وفي بلدان مثل الصومال وموزمبيق ومالي، يحمل الشباب المتعطشون للفرص السلاح من أجل القتال أو من أجل المال، وفي الجابون والنيجر، سئم الشباب من السياسات الزائفة محتشدين في الشوارع والملاعب ليرددوا شعارات مؤيدة للانقلابات العسكرية في بلدانهم.
وهناك في أعالي البحار، تقوم قوارب المهربين برحلات محفوفة بالمخاطر إلى أوروبا والشرق الأوسط، حاملة معها قوافل الشباب الأفارقة اليائسين وأحلامهم بمستقبل أفضل.
وفي هذا الصدد تقول الأمم المتحدة إن ما لا يقل عن 28 ألف شخص لقوا حتفهم في البحر الأبيض المتوسط منذ عام 2014، ناهيك عن آثار التغير المناخي في القارة حيث ضربت الفيضانات والجفاف والعواصف عددا من البلدان الأفريقية.
هل ساهمت التكنولوجيا في حل مشكلة البطالة في أفريقيا
ويشير التقرير إلى أنه كان ينظر إلى التكنولوجيا بأنها السبيل لإخراج أفريقيا من الفقر، وقد ظهرت الشركات الناشئة في دول مثل نيجيريا وجنوب أفريقيا والمغرب، وقد أدت التقنيات المبتكرة إلى توفير الخدمات المصرفية عبر الهاتف المحمول لعشرات الملايين من الأشخاص، وقد أنشأت شركات التكنولوجيا العملاقة مثل مايكروسوفت وغوغل مراكز رئيسية في كينيا، والتي أطلقت على نفسها اسم "سافانا السيليكون" في شرق أفريقيا في الوقت الذي تحدث فيه المتفائلون عن "نهضة أفريقيا".
ولكن في حين جلبت التكنولوجيا استثمارات بالمليارات، فإنها فشلت فشلا ذريعا على جبهة واحدة حاسمة، وهي خلق فرص العمل، فالبطالة المزمنة، تحولت الآن في أفريقيا إلى أزمة كبرى.
ومن المتوقع أن يصل عدد السكان في سن العمل في القارة الأفريقية والذين تتراوح أعمارهم بين 15 إلى 65 عاما إلى مليار نسمة في العقد المقبل.
وباستثناء جنوب أفريقيا وحفنة من البلدان في شمال أفريقيا، فقد فشلت معظم القارة في التحول إلى التصنيع حيث أصبحت حصة أفريقيا في التصنيع العالمي اليوم أقل مما كانت عليه في عام 1980.
كما تشكل البنية التحتية عائقا أيضا حيث يفتقر ستمائة مليون أفريقي، أو أربعة من كل عشرة، إلى الكهرباء.
ورأت الصحيفة أن العديد من المناطق في العالم لم تزدهر مثل شرق آسيا، إلا بعد أن خفضت معدلات الولادات بشكل كبير وانضم أغلبية شعوبها إلى قوة العمل وهي الظاهرة المعروفة باسم "التحول الديموغرافي" التي دفعت النمو العالمي لفترة طويلة.
ولكن في أفريقيا، حيث تظل معدلات المواليد مرتفعة بشكل كبير فقد ثبت أن هذا التحول بعيد المنال.
وأشارت الصحيفة إلى أن الفكرة الكبيرة الجديدة لتنشيط الاقتصادات الأفريقية هي التحول إلى الطاقة الخضراء ومن المؤكد أن الحكومات والمستثمرين الأفارقة يتطلعون للحصول على جزء من الجهد العالمي في هذا الصدد. وختم التقرير بان أفريقيا من الممكن أن تشهد تحولات يصعب رؤيتها الآن.
وأشار التقرير إلى أنه في الوقت الذي تتراجع فيه معدلات المواليد في الدول الأكثر ثراء، مما يخلق قلقا بشأن كيفية رعاية مجتمعاتها المتقدمة في السن ودفع تكاليفها، نجد أن طفرة المواليد الجدد في القارة الأفريقية متواصلة على قدم وساق، مما يرفع أعداد السكان الأصغر سنا والأسرع نموا على مستوى العالم ككل.
كما بين التقرير أن الأفارقة كانوا يشكلون 8% من سكان العالم في عام 1950 لكنهم وبعد قرن من الزمان سوف يمثلون ربع البشرية، وسيشكلون ما لا يقل عن ثلث سكان العالم من فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 إلى 24 عاما، بحسب توقعات الأمم المتحدة.
وأفاد التقرير أن متوسط العمر في القارة الأفريقية يبلغ 19 عاما، فيما يبلغ هذا المعدل في الهند التي تعتبر الدولة الأكثر اكتظاظا بالسكان في العالم 28 عاما، أما في الصين والولايات المتحدة فهو 38 عاما.
واعتبرت الصحيفة أن الآثار المترتبة على ما يسميه البعض "زلزال الشباب" هائلة ولكنها غير مؤكدة، ومن المرجح أن تتباين بشكل كبير عبر القارة الأفريقية التي تضم ثقافات لا حصر لها.
ويتردد صدى ذلك في صخب وضجيج مدن القارة الأفريقية المتضخمة، حيث تكتظ شوارعها المزدحمة بالوافدين الجدد، مما يجعل أفريقيا القارة الأسرع تحضرا على وجه الأرض.
كما يتجلى ذلك أيضا في الملاعب المزدحمة في مدن مثل لندن أو نيويورك، حيث يقتحم الموسيقيون الأفارقة عالم البوب، وفي الكنائس الكبرى المزدحمة في غرب أفريقيا، حيث يتم تشكيل مستقبل المسيحية.
كما يتوهج هذا الأثر مع وجود 670 مليون هاتف محمول في أفريقيا، أي بمعدل هاتف محمول لكل شخصين في القارة وهي الأجهزة التي يستخدمها الأفارقة لنقل الأموال، وإطلاق الثورات، وتأجيج الإحباطات، وتغذية الأحلام.
الجميع يخطب ود القارة الأفريقية
ولفت التقرير إلى النفوذ السياسي الذي تحظى به القارة الأفريقية والذي وصفته بأنه "آخذ في النمو" أيضا حيث "تتودد القوى الأجنبية لقادتها في مؤتمرات القمة التي تطمع في احتياطياتها الضخمة من المعادن اللازمة لصنع السيارات الكهربائية والألواح الشمسية".
ورأت الصحيفة أنه "ومع تزايد اختيار الحلفاء المتحمسين للقارة الأفريقية بما في ذلك روسيا والصين والولايات المتحدة وتركيا ودول الخليج، يرفض الزعماء الأفارقة صورة الضحية ويطالبون بدور أكبر".
ونوهت إلى انضمام الاتحاد الأفريقي في سبتمبر/أيلول إلى مجموعة العشرين "ليجلس على نفس الطاولة مع الاتحاد الأوروبي".
وأضافت الصحيفة في تقريرها أن الشركات العالمية تطارد عشرات الملايين من المستهلكين الجدد في أفريقيا الذين يظهرون كل عام، ويمثلون أسواقًا غير مستغلة لمستحضرات التجميل، والأغذية العضوية وغيرها.
وتخطط مجموعة "هيلتون" لافتتاح 65 فندقًا جديدًا في القارة خلال خمس سنوات، فيما من المتوقع أن يتضاعف عدد أصحاب الملايين في أفريقيا ليصل إلى 768 ألفا بحلول عام 2027، وفقا لتقديرات بنك "كريدي سويس" وهو الأسرع نموا على وجه الأرض.
وضربت الصحيفة مثالا في هذا الصدد، حيث قالت إن سعر وجبة العشاء في مطعم "سوشي ميتسوكي" الذي يقع في حي راق في العاصمة الكينية نيروبي يبدأ من 200 دولار للشخص الواحد.
ونقلت الصحيفة عن إدوارد بايس، مدير معهد أبحاث أفريقيا ومقره العاصمة البريطانية لندن ومؤلف كتاب «زلزال الشباب: لماذا يجب أن يهتم العالم بالديموغرافيا الأفريقية" قوله إن "أفريقيا تدخل حقا حقبة التغيير المذهل"، مضيفا أن "العالم يتغير ونحن بحاجة إلى البدء في إعادة تصور مكانة أفريقيا في هذا العالم".
وحذر التقرير من أن انخفاض معدلات المواليد بشكل تدريجي في العديد من البلدان أدى إلى ظهور مجموعات سكانية أكبر سناً وأصغر حجماً.
وفي إيطاليا مثلا والتي يتوقع أن يقل بها عدد السكان بنسبة 12 % بحلول عام 2050، يقوم مقدمو الرعاية هناك بتجارب على الروبوتات للقيام بمهام رعاية المسنين.
وفي اليابان حيث يبلغ متوسط السن هناك 48 عاما، حذر رئيس وزراء اليابان في يناير/كانون الثاني من أن المجتمع الياباني "على وشك" المعاناة من اختلال وظيفي.
كيف ستدير أفريقيا هذا "النمو الجامح"؟
وحذر التقرير من تحد أمام القارة الأفريقية يتمثل في كيفية إدارة هذا النمو الجامح، مبينا أن أفريقيا كانت دائما قارة شابة فقبل عقدين من الزمن كان متوسط العمر في القارة 17 عاما ولكنه لم يصل أبدا إلى هذا النطاق.
وأضاف التقرير المنشور في صحيفة "نيويورك تايمز الأمريكية" أنه "في غضون العقد المقبل، سوف تمتلك أفريقيا أكبر قوة عاملة في العالم، متجاوزة بذلك كلا من الصين والهند، وبحلول أربعينيات القرن الحادي والعشرين، سيكون لأفريقيا نصيب اثنين من كل خمسة أطفال يولدون على هذا الكوكب.
ويرى خبراء أن المد الإنساني في أفريقيا سيدفع القارة إلى المقدمة فيما يتعلق بالقضايا الأكثر إلحاحا في عصرنا الحالي مثل تغير المناخ، والتحول في قطاع الطاقة، وملف الهجرة.
نقاط الضعف الهائلة في القارة
ولكن في المقابل وبينما تستعد حفنة من البلدان الأفريقية لركوب هذه الموجة الديموغرافية فإن بلداناً أخرى قد تواجه خطر الغرق بسبب ذات الموجة.
وفي هذا الصدد أفاد التقرير "تعاني نيجيريا، الدولة الأكثر اكتظاظا بالسكان في أفريقيا، من ضغوط شديدة بالفعل، إذ يعيش ما يقرب من ثلثي سكانها البالغ عددهم 213 مليون نسمة على أقل من دولارين يوميا، وينتشر في البلاد العنف والتطرف واللصوصية في بلد يبلغ متوسط العمر المتوقع فيه 53 عاما فقط، أي أقل بتسع سنوات من المتوسط الأفريقي".
وفي العام 1950، كان عدد سكان البلد لا يتخطى 38 مليونا، وقد ارتفع إلى 190 مليونا في 2018. وتتوقع الأمم المتحدة أن يزداد عدد السكان إلى 410 ملايين بحلول 2050 ليتضاعف سنة 2100، وفق "فرانس برس".
وأشار إلى أن الشباب الأفارقة أصبحوا أفضل تعليما وأكثر تواصلا من أي وقت مضى، لكن البنك الدولي يقول إنه وعلى الرغم من أن ما يصل إلى مليون أفريقي يدخلون سوق العمل شهريا، إلا أن أقل من واحد من كل أربعة أفارقة يحصل على وظيفة رسمية، فيما تبلغ نسبة البطالة في جنوب أفريقيا مثلا وهي الدولة الأكثر تصنيعا في القارة نحو 35% من عدد السكان.
وفي بلدان مثل الصومال وموزمبيق ومالي، يحمل الشباب المتعطشون للفرص السلاح من أجل القتال أو من أجل المال، وفي الجابون والنيجر، سئم الشباب من السياسات الزائفة محتشدين في الشوارع والملاعب ليرددوا شعارات مؤيدة للانقلابات العسكرية في بلدانهم.
وهناك في أعالي البحار، تقوم قوارب المهربين برحلات محفوفة بالمخاطر إلى أوروبا والشرق الأوسط، حاملة معها قوافل الشباب الأفارقة اليائسين وأحلامهم بمستقبل أفضل.
وفي هذا الصدد تقول الأمم المتحدة إن ما لا يقل عن 28 ألف شخص لقوا حتفهم في البحر الأبيض المتوسط منذ عام 2014، ناهيك عن آثار التغير المناخي في القارة حيث ضربت الفيضانات والجفاف والعواصف عددا من البلدان الأفريقية.
هل ساهمت التكنولوجيا في حل مشكلة البطالة في أفريقيا
ويشير التقرير إلى أنه كان ينظر إلى التكنولوجيا بأنها السبيل لإخراج أفريقيا من الفقر، وقد ظهرت الشركات الناشئة في دول مثل نيجيريا وجنوب أفريقيا والمغرب، وقد أدت التقنيات المبتكرة إلى توفير الخدمات المصرفية عبر الهاتف المحمول لعشرات الملايين من الأشخاص، وقد أنشأت شركات التكنولوجيا العملاقة مثل مايكروسوفت وغوغل مراكز رئيسية في كينيا، والتي أطلقت على نفسها اسم "سافانا السيليكون" في شرق أفريقيا في الوقت الذي تحدث فيه المتفائلون عن "نهضة أفريقيا".
ولكن في حين جلبت التكنولوجيا استثمارات بالمليارات، فإنها فشلت فشلا ذريعا على جبهة واحدة حاسمة، وهي خلق فرص العمل، فالبطالة المزمنة، تحولت الآن في أفريقيا إلى أزمة كبرى.
ومن المتوقع أن يصل عدد السكان في سن العمل في القارة الأفريقية والذين تتراوح أعمارهم بين 15 إلى 65 عاما إلى مليار نسمة في العقد المقبل.
وباستثناء جنوب أفريقيا وحفنة من البلدان في شمال أفريقيا، فقد فشلت معظم القارة في التحول إلى التصنيع حيث أصبحت حصة أفريقيا في التصنيع العالمي اليوم أقل مما كانت عليه في عام 1980.
كما تشكل البنية التحتية عائقا أيضا حيث يفتقر ستمائة مليون أفريقي، أو أربعة من كل عشرة، إلى الكهرباء.
ورأت الصحيفة أن العديد من المناطق في العالم لم تزدهر مثل شرق آسيا، إلا بعد أن خفضت معدلات الولادات بشكل كبير وانضم أغلبية شعوبها إلى قوة العمل وهي الظاهرة المعروفة باسم "التحول الديموغرافي" التي دفعت النمو العالمي لفترة طويلة.
ولكن في أفريقيا، حيث تظل معدلات المواليد مرتفعة بشكل كبير فقد ثبت أن هذا التحول بعيد المنال.
وأشارت الصحيفة إلى أن الفكرة الكبيرة الجديدة لتنشيط الاقتصادات الأفريقية هي التحول إلى الطاقة الخضراء ومن المؤكد أن الحكومات والمستثمرين الأفارقة يتطلعون للحصول على جزء من الجهد العالمي في هذا الصدد. وختم التقرير بان أفريقيا من الممكن أن تشهد تحولات يصعب رؤيتها الآن.