تاس
اكتشف باحثون من بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية أعماق العديد من الأنهار القديمة تحت الجليد في شرق القارة القطبية الجنوبية.

وأدت تلك الأنهار إلى ظهور شبكة واسعة من الوديان وغيرها من التضاريس الأرضية النهرية منذ عشرات الملايين من السنين عندما كانت قارة القطب الجنوبي خالية من الجليد. جاء ذلك في بيان أصدرته الخدمة الصحفية لجامعة "دورهام" البريطانية. ونشرت الدراسة الثلاثاء 24 أكتوبر في مجلة "Nature Communications".

وقال الأستاذ بجامعة "دورهام" البريطانية ستيوارت جاميسون:" حتى الآن لدينا معلومات محدودة حول بنية التضاريس تحت الجليدية في قارة القطب الجنوبي، مقارنة بمعلومات حول مظهر سطح المريخ. لقد درسنا جزءا صغيرا من هذا المشهد تحت الجليدي في شرق القارة ووجدنا أنه تشكل تحت تأثير "تآكل الأنهار" قبل ظهور الجبال الجليدية هنا بفترة طويلة".

وقام البروفيسور جاميسون وزملاؤه بدراسة التضاريس تحت الجليدية في الجزء الشرقي من القارة بالقرب من نهري (توتن) و(دينمان) الجليدييْن. واهتم العلماء بما تبدو عليه القارة في هذه المنطقة من القطب الجنوبي، حيث تؤثر تغيرات الارتفاع والخطوط العامة لسطحها على نمط الحركة الجليدية نحو جنوب المحيط الهندي.

وحصل علماء الجيولوجيا على بيانات عن التضاريس السطحية في هذا الجزء من قارة القطب الجنوبي باستخدام صور رادارية واردة من الأقمار الصناعية الكندية للاستشعار عن بعد في إطار برنامج RADARSAT وصور فوتوغرافية التقطتها طائرات ICECAP في 2008-2011، بالإضافة إلى بيانات عن ارتفاع الأنهار الجليدية في الأنتاركتيكا من قاعدة بيانات REMA.

وساعد كل ذلك العلماء على إعادة بناء الشكل ثلاثي الأبعاد لتضاريس قسم من شرق القارة القطب الجنوبي تبلغ مساحته حوالي 32 ألف كيلومتر مربع. وأشارت الدراسة اللاحقة لهذه الخريطة إلى أنه في الماضي البعيد، منذ حوالي 14-34 مليون عام تشكلت هنا عدة أنهار كبيرة، أسفرت حركتها على طول سطح القارة عن ظهور الوديان وبعض الأشكال الأرضية النهرية النموذجية الأخرى.

وفي العصور الجيولوجية اللاحقة امتلأت وديان الأنهار هذه بالجليد. وهي كانت تظهر من وقت إلى آخر في شرق قارة القطب الجنوبي بعد تكوين "ممر دريك" قبل نحو 30 مليون سنة وظهور التيار القطبي الذي يعيق نقل الحرارة إلى القطب الجنوبي للأرض. وبعد ذلك، بدأت الأنهار الجليدية في التحرك على طول هذه الأخاديد نحو ساحل القارة، مما أدى إلى زيادة عمقها وتشكيلها على هذا النحو. ويشير العلماء إلى أن آثارا مماثلة للأنهار القديمة يجب أن تكون موجودة في مناطق أخرى من القارة، حيث ستؤثر على طبيعة حركة الجليد.