إرم نيوز + صحيفة واشنطن بوست الأمريكية
مع ارتفاع عدد القتلى المدنيين إلى أكثر من 10 آلاف شخص، يُشكل الأطفال والنساء 70% منهم، تتزايد الأصوات من قبل الدول والمنظمات الدولية الإنسانية بضرورة وقف القتال في غزة لحماية الأرواح.

وتقول صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في تقرير نشرته، إنه في ضوء مطالبات وقف القتال يتردد بين المسؤولين اصطلاحان رئيسان: "الهدنة الإنسانية" و"وقف إطلاق النار". ورغم أن الاصطلاحين يبدوان متشابهين، فقد أشارت الصحيفة إلى أن هناك اختلافات كبيرة بينهما حاول المسؤولون توضيحها طوال فترة الصراع.

وذكرت أنه رغم عدم وجود تعريف محدد لأي منهما بموجب القانون الدولي، فإن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي "جون كيربي" قال في الـ24 من تشرين الأول/ أكتوبر إن التمييز يكمن في "مدة ونطاق وحجم" أي وقف للقتال.

ونقلت الصحيفة عن "جرانت روملي"، المسؤول السابق في البنتاغون الذي يعمل الآن في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، أن الهدنة الإنسانية عادة ما تكون أقصر وتركز على توصيل المساعدات بشكل مثالي إلى منطقة معينة، في حين أن وقف إطلاق النار عادةً ما يكون نتيجة للمفاوضات التي يرعاها أو يسهلها طرف ثالث، ويمكن أن يستمر إلى أجل غير مسمى طالما التزم به طرفا النزاع.

ولفتت الصحيفة إلى أن الجمعية العامة للأمم المتحدة اعتمدت قرارًا في الـ27 من تشرين الأول/ أكتوبر يدعو إلى "هدنة إنسانية فورية ودائمة ومستدامة تؤدي إلى وقف الأعمال العدائية". وكان هناك 120 صوتًا مؤيدًا و14 صوتًا معارضًا، بما في ذلك الولايات المتحدة، بالإضافة إلى امتناع 45 عن التصويت، في حين استمرت الولايات المتحدة، على لسان وزير خارجيتها أنتوني بلينكن، وتشاركها في ذلك دول الاتحاد الأوروبي وأستراليا وكندا، بالدعوة إلى وقف مؤقت للقتال لأسباب إنسانية.

دعوة بايدن لهدنة إنسانية تهدف جزئيًّا إلى حماية مصالح الحكومة الإسرائيلية

تشاد هينز، أكاديمي أمريكي


وعلى الجانب الآخر، أشارت الصحيفة إلى دعوة الدول العربية، قيادات وشعوبًا، بالإضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتيريش، وعدد كبير من المنظمات الإنسانية والحقوقية، إلى وقف فوري لإطلاق النار.

وذهبت الصحيفة مع تفسير تشاد هينز، أستاذ الدراسات الدينية في جامعة ولاية أريزونا، للفرق بين المصطلحين، إذ قال "هينز" إن المصطلحات مليئة بالمعاني الرمزية والتأثيرات السياسية المهمة، وإنه عندما يكون وقف إطلاق النار عادة "لمحاولة تهيئة الظروف للتفاوض على وقف دائم للعنف"، فإن التوقف المؤقت "ليس دعوة لإنهاء العنف أو حتى دعوة لوقف العنف غير الإنساني".

ووفق الصحيفة، وصف "هينز" دعوة الرئيس الأمريكي جو بايدن لهدنة إنسانية بأنها خطوة دلالية تهدف جزئيًّا إلى حماية مصالح الحكومة الإسرائيلية، وقارن ذلك بدعوات "غوتيريش" لوقف إطلاق النار، التي قال إنها "لا تستند إلى منطق ومصالح الجيوش بل تعتمد على الاهتمام بالبشر".