إرم نيوزحذرت مؤسسة خيرية بريطانية من ارتفاع حالات سرطان الفم والوفيات في المملكة المتحدة والتي أصبحت معدلاتها أعلى من أي وقت مضى.

وقالت إن ذلك يأتي "كنتيجة مدمرة" لنقص الخدمات الصحية المتعلقة بصحة الأسنان لدى هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا.

وأفادت صحيفة "إندبندنت" البريطانية أنّ "المملكة المتحدة تسجل سنويا ما يقرب من 9,860 حالة من سرطان الفم، ما يمثل زيادة بنسبة 47% خلال العقد الأخير"، وذلك وفقا لبيانات جديدة من مؤسسة صحة الفم (وهي مؤسسة خيرية غير ربحية)، والتي تم جمعها كجزء من حملة "شهر مكافحة سرطان الفم في نوفمبر".

ونقلت الصحيفة عن نايجل كارتر، الرئيس التنفيذي لمؤسسة صحة الفم قوله "إن الافتقار إلى الخدمات الصحية المتعلقة بصحة الأسنان والتي يمكن تقديمها من قبل هيئة الخدمات الصحية الوطنية والذي يتعدى معالجة آلام الأسنان وتسوس الأسنان محفز صامت للمأساة".

وأضاف كارتر أنّ النقص المقلق في إمكانية الوصول إلى خدمات طب الأسنان يؤدي إلى تشخيص سرطان الفم في مرحلة متأخرة، وهي نتيجة مدمرة للإهمال الممنهج".

وكانت جمعية طب الأسنان البريطانية (BDA) قد حذرت في وقت سابق من هذا العام من أن عدد أطباء الأسنان التابعين لهيئة الخدمات الصحية الوطنية في المملكة المتحدة كان عند أدنى مستوى له منذ عام 2014.

ووجد تحقيق أجرته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي " العام الماضي، أن "9 من كل 10 عيادات أسنان تابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية في جميع أنحاء المملكة المتحدة لم تستقبل مرضى بالغين جددا لتلقي الرعاية الصحية المتعلقة بصحة الأسنان".

وأفادت الصحيفة أن مؤسسة صحة الفم وجدت في بحث أجرته المؤسسة الخيرية أنّ 12% فقط من السكان "يستطيعون تحديد العلامات التحذيرية المبكرة لمرض سرطان الفم".

فما هي العلامات المبكرة لسرطان الفم؟

نقلت الصحيفة عن طبيب الأسنان "سيكا" في مركز "بوبا" لطب الأسنان في لندن قوله إن "تقرحات الفم التي لا تشفى، والصوت الأجش، والكتل غير المبررة في الفم، كلها أعراض تحذيرية للمرض".

وأضاف أنه "من المهم أن نتذكر أن هذه العلامات لا تعني أن الشخص مصاب بسرطان الفم، لكنه يحتاج إلى مزيد من الفحوصات".

وأوضح الطبيب "سيكا" أن العلامات التحذيرية الرئيسية لسرطان الفم التي يجب الانتباه إليها، هي" قرحة الفم التي لا تشفى خلال 3 أسابيع، وتورم الفم أو وجود كتل في الفم غير مبررة، وبقع حمراء أو بيضاء في الفم مؤلمة أو غير مؤلمة، هذا بالإضافة إلى تفكك الأسنان دون سبب واضح أو صعوبة في البلع، حيث يمكن أن يجعل المرض تناول الطعام مؤلمًا أو يسبب إحساسًا بالحرقان عند مضغ الطعام وبلعه، وفقًا لأبحاث السرطان".

الرجال أكثر عرضة للإصابة بسرطان الفم

وبحسب أطباء فإنّ "الرجال هم أكثر عرضة لخطر الإصابة بسرطان الفم"، حيث يزداد هذا الخطر أيضًا مع تقدم العمر، إذ تظهر الأرقام أن 78% من الحالات المشخصة بسرطان الفم تزيد أعمار أصحابها عن 55 عامًا ولكن من المحتمل أن يصاب أي شخص وليس من الواضح دائمًا السبب.

وأشارت الصحيفة إلى أن هناك عوامل ترفع مخاطر الإصابة بسرطان الفم ويمكن تجنبها. وفي هذا الصدد أوضح الطبيب "سيكا" أن عوامل الخطر الرئيسية للإصابة بسرطان الفم هي "التدخين أو مضغ التبغ وشرب الكحول"، في حين قد تتسبب أنواع معينة في عدوى فيروسية تعرف باسم "الورم الحليمي البشري (HPV)" بارتفاع معدلات الإصابة بسرطان الفم.

ووفقًا لهيئة الخدمات الصحية الوطنية، فإنّ التعرض للشمس لفترات طويلة، مثل استخدام كراسي الاستلقاء لـ"التشمّس، يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بسرطان الجلد حول الشفاه، وقد يكون الأشخاص الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي أكثر عرضة لخطر الإصابة أيضًا.

وختمت الصحيفة بالقول، إن اتباع نمط حياة صحي، مع نظام غذائي متوازن ومغذٍّ وممارسة التمارين الرياضية بانتظام يمكن أن يساعد في تقليل خطر الإصابة بالسرطان بشكل عام - ولكن الوعي بعلامات الإنذار المبكرة وفحوصات الأسنان المنتظمة يظل أمرًا حيويًا.

وشددت مؤسسة صحة الفم، على أنه عندما يتم اكتشاف سرطان الفم مبكرًا، فإن معدل البقاء على قيد الحياة للمصابين بالمرض يصل إلى 90%، مقارنة بـ 50% لأولئك الذين تم تشخيصهم متأخرًا.