إرم نيوز
لا تزال حرب الخوارزميات على وسائل التواصل الاجتماعي ظاهرة معقدة، يصعب فهمها بالكامل، إلا أن هذه الحرب لها تأثير كبير في الطريقة التي يتلقى بها المستخدمون المعلومات، والطريقة التي يُشكّلون بها آراءهم.
وتتواصل حرب الخوارزميات على وسائل التواصل، بعدما تصاعدت شكاوى المستخدمين من حذف منشوراتهم التي تتعلق بآرائهم عن حرب غزة.
حروب الجيل الرابع
وفي هذا الشأن، يرى نائب رئيس الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي ومستشار كلية كامبريدج الدولية البريطانية، الدكتور عبدالوهاب غنيم، أن حرب الخوارزميات تستخدمها أطراف معينة لتحقيق مصالحها السياسية والاقتصادية.
وأوضح، في حديث لـ"إرم نيوز"، أنه "يمكن حجب كلمات معينة أو رموز معينة على وسائل التواصل في إطار حرب الخوارزميات، وهذا كله يدخل في إطار حروب الجيل الرابع التي تعتمد بقوة على التكنولوجيا".
ولا تُقتصر الحروب على المواجهة العسكرية فحسب، بل أصبحت التكنولوجيا أيضًا أحد أهم أدواتها، ولعل تأثير هذه الحروب على نفسية الشعوب لا يقل أهمية عن تأثيرها العسكري، خصوصًا أن الميديا الرقمية باتت تؤدي دورًا محوريًا في تشكيل الرأي العام، وفق غنيم.
منصات بديلة عربية
وفي السياق ذاته، يقول الخبير المصري المتخصص في الإعلام الرقمي، خالد البرماوي، إن "خوارزميات وسائل التواصل هي التي تحدد ما يظهر للمستخدمين على هذه المنصات، ومن المفترض أن تكون هذه الخوارزميات مصممة بعناية لعكس اهتمامات المستخدمين ورغباتهم، حتى يتمكنوا من رؤية المحتوى الذي يناسبهم".
وأقدمت منصات التواصل على حذف عدد من المنشورات التي تدعم الفلسطينيين في حرب غزة، مرجعة ذلك لقوانين تتعلق بالمحتوى، وفق ما ترى الشركات التي تدير المنصات.
وتستخدم هذه الخوارزميات مجموعة من العوامل لتحديد المحتوى الذي يُعرض على المستخدمين، بما في ذلك اهتماماتهم وتفاعلاتهم مع المحتوى السابق، والأشخاص الذين يتابعونهم.
وأشار البرماوي، في حديث لـ "إرم نيوز"، إلى أن المعاهدات السامية تؤدي دورًا في حرب الخوارزميات، إذ يتم استخدامها لإقصاء الأصوات المؤيدة للفلسطينيين في مواقع التواصل الاجتماعي، مضيفًا: "هذا النهج سيضر بهذه الشبكات في المستقبل، إذ ستظهر منصات بديلة عربية توازن المحتوى على الإنترنت".
آلية التحكم في المنشورات
من جهته، يقول استشاري تكنولوجيا المعلومات والتحول الرقمي، المهندس إسلام غانم، إن "الخوارزميات هي أداة تحكم فيما يظهر على وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك المنشورات والإعجابات والمشاركة وإعادة النشر، ويمكن استخدامها لتقليل أو ترويج المنشورات حسب الرغبة والرؤية العامة للقضايا".
وتهدف حرب الخوارزميات إلى السيطرة على وسائل التواصل، وتحديد ما يراه المستخدمون، وفق استشاري تكنولوجيا المعلومات، الذي أشار إلى أن "منصة فيسبوك تُعدُّ أحد أبرز اللاعبين في هذه الحرب، إذ تقدم اشتراكات مجانية للمستخدمين، لكن تفرض عليهم قبول شروطها، بما في ذلك قبول الخوارزميات التي تتحكم فيما يظهر لهم".
وقال غانم، في حديث لـ"إرم نيوز"، إن "إدارة مواقع التواصل الاجتماعي تتحكم في المنشورات في إطار الخوارزميات عن طريق أكواد تتحكم في كل ما ينشر بالحسابات، سواء كان ذلك منشورات كتابية أو صورًا أو فيديوهات".
غير أن ثمة فريقا من الإدارة يتابع ما ينشر، سواء كانت رموزًا أو كلمات غير منقوطة، في إطار تحايل المستخدمين لدعم سكان قطاع غزة، وفق الخبير.
ويوضح: "ثمة طريقة آلية لتقليل وصول المنشورات إلى المستخدمين، وتكون عبر كلمات معينة أو رموز واضحة، وتوجد طريقة يدوية لحجب منشورات المستخدمين، وهذا الأمر وضع فيسبوك في مشكلات كبيرة في أوروبا".
معادلات رياضية
وبحسب خبير أمن المعلومات وعضو اللجنة الرقمية والبنية المعلوماتية بالمجلس الأعلى للثقافة في مصر، المهندس وليد حجاج، تستخدم منصات التواصل الاجتماعي مجموعة من الخوارزميات لتحديد المحتوى الذي يظهر للمستخدمين.
وأشار المهندس حجاج، في حديث لـ"إرم نيوز"، إلى أن "هذه الخوارزميات تعتمد على معادلات رياضية تأخذ في الحسبان عوامل مختلفة، مثل اهتمامات المستخدمين، وتفاعلهم مع المحتوى السابق".
وعن آلية حذف منشورات المستخدمين على منصات التواصل المختلفة، يشرح: "عند تحميل أي برنامج، يجب قبول شروط الاستخدام الخاصة به، وهذه الشروط تسمح للشركة المالكة للبرنامج بالتحكم في المحتوى الذي يظهر للمستخدمين".
ورغم هذا، لا يقرأ معظم المستخدمين هذه الشروط قبل إنشاء حساباتهم على منصات التواصل الاجتماعي، وتستخدم إدارة المنصات هذه الخوارزميات لحذف أو حجب المنشورات التي لا تتوافق مع سياساتها باستخدام الذكاء الاصطناعي، وفق خبير أمن المعلومات.
{{ article.visit_count }}
لا تزال حرب الخوارزميات على وسائل التواصل الاجتماعي ظاهرة معقدة، يصعب فهمها بالكامل، إلا أن هذه الحرب لها تأثير كبير في الطريقة التي يتلقى بها المستخدمون المعلومات، والطريقة التي يُشكّلون بها آراءهم.
وتتواصل حرب الخوارزميات على وسائل التواصل، بعدما تصاعدت شكاوى المستخدمين من حذف منشوراتهم التي تتعلق بآرائهم عن حرب غزة.
حروب الجيل الرابع
وفي هذا الشأن، يرى نائب رئيس الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي ومستشار كلية كامبريدج الدولية البريطانية، الدكتور عبدالوهاب غنيم، أن حرب الخوارزميات تستخدمها أطراف معينة لتحقيق مصالحها السياسية والاقتصادية.
وأوضح، في حديث لـ"إرم نيوز"، أنه "يمكن حجب كلمات معينة أو رموز معينة على وسائل التواصل في إطار حرب الخوارزميات، وهذا كله يدخل في إطار حروب الجيل الرابع التي تعتمد بقوة على التكنولوجيا".
ولا تُقتصر الحروب على المواجهة العسكرية فحسب، بل أصبحت التكنولوجيا أيضًا أحد أهم أدواتها، ولعل تأثير هذه الحروب على نفسية الشعوب لا يقل أهمية عن تأثيرها العسكري، خصوصًا أن الميديا الرقمية باتت تؤدي دورًا محوريًا في تشكيل الرأي العام، وفق غنيم.
منصات بديلة عربية
وفي السياق ذاته، يقول الخبير المصري المتخصص في الإعلام الرقمي، خالد البرماوي، إن "خوارزميات وسائل التواصل هي التي تحدد ما يظهر للمستخدمين على هذه المنصات، ومن المفترض أن تكون هذه الخوارزميات مصممة بعناية لعكس اهتمامات المستخدمين ورغباتهم، حتى يتمكنوا من رؤية المحتوى الذي يناسبهم".
وأقدمت منصات التواصل على حذف عدد من المنشورات التي تدعم الفلسطينيين في حرب غزة، مرجعة ذلك لقوانين تتعلق بالمحتوى، وفق ما ترى الشركات التي تدير المنصات.
وتستخدم هذه الخوارزميات مجموعة من العوامل لتحديد المحتوى الذي يُعرض على المستخدمين، بما في ذلك اهتماماتهم وتفاعلاتهم مع المحتوى السابق، والأشخاص الذين يتابعونهم.
وأشار البرماوي، في حديث لـ "إرم نيوز"، إلى أن المعاهدات السامية تؤدي دورًا في حرب الخوارزميات، إذ يتم استخدامها لإقصاء الأصوات المؤيدة للفلسطينيين في مواقع التواصل الاجتماعي، مضيفًا: "هذا النهج سيضر بهذه الشبكات في المستقبل، إذ ستظهر منصات بديلة عربية توازن المحتوى على الإنترنت".
آلية التحكم في المنشورات
من جهته، يقول استشاري تكنولوجيا المعلومات والتحول الرقمي، المهندس إسلام غانم، إن "الخوارزميات هي أداة تحكم فيما يظهر على وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك المنشورات والإعجابات والمشاركة وإعادة النشر، ويمكن استخدامها لتقليل أو ترويج المنشورات حسب الرغبة والرؤية العامة للقضايا".
وتهدف حرب الخوارزميات إلى السيطرة على وسائل التواصل، وتحديد ما يراه المستخدمون، وفق استشاري تكنولوجيا المعلومات، الذي أشار إلى أن "منصة فيسبوك تُعدُّ أحد أبرز اللاعبين في هذه الحرب، إذ تقدم اشتراكات مجانية للمستخدمين، لكن تفرض عليهم قبول شروطها، بما في ذلك قبول الخوارزميات التي تتحكم فيما يظهر لهم".
وقال غانم، في حديث لـ"إرم نيوز"، إن "إدارة مواقع التواصل الاجتماعي تتحكم في المنشورات في إطار الخوارزميات عن طريق أكواد تتحكم في كل ما ينشر بالحسابات، سواء كان ذلك منشورات كتابية أو صورًا أو فيديوهات".
غير أن ثمة فريقا من الإدارة يتابع ما ينشر، سواء كانت رموزًا أو كلمات غير منقوطة، في إطار تحايل المستخدمين لدعم سكان قطاع غزة، وفق الخبير.
ويوضح: "ثمة طريقة آلية لتقليل وصول المنشورات إلى المستخدمين، وتكون عبر كلمات معينة أو رموز واضحة، وتوجد طريقة يدوية لحجب منشورات المستخدمين، وهذا الأمر وضع فيسبوك في مشكلات كبيرة في أوروبا".
معادلات رياضية
وبحسب خبير أمن المعلومات وعضو اللجنة الرقمية والبنية المعلوماتية بالمجلس الأعلى للثقافة في مصر، المهندس وليد حجاج، تستخدم منصات التواصل الاجتماعي مجموعة من الخوارزميات لتحديد المحتوى الذي يظهر للمستخدمين.
وأشار المهندس حجاج، في حديث لـ"إرم نيوز"، إلى أن "هذه الخوارزميات تعتمد على معادلات رياضية تأخذ في الحسبان عوامل مختلفة، مثل اهتمامات المستخدمين، وتفاعلهم مع المحتوى السابق".
وعن آلية حذف منشورات المستخدمين على منصات التواصل المختلفة، يشرح: "عند تحميل أي برنامج، يجب قبول شروط الاستخدام الخاصة به، وهذه الشروط تسمح للشركة المالكة للبرنامج بالتحكم في المحتوى الذي يظهر للمستخدمين".
ورغم هذا، لا يقرأ معظم المستخدمين هذه الشروط قبل إنشاء حساباتهم على منصات التواصل الاجتماعي، وتستخدم إدارة المنصات هذه الخوارزميات لحذف أو حجب المنشورات التي لا تتوافق مع سياساتها باستخدام الذكاء الاصطناعي، وفق خبير أمن المعلومات.