تقلق علماء الأحياء، الأسماء غير الصحيحة "سياسيا" لبعض الحيوانات والنباتات، حيث إن حوالي 20 بالمئة منها سميت بأسماء أشخاص معروفين، أصبحت إنجازات بعضهم مشكوك فيها.
وتشير صحيفة The Observer إلى أن جمعية علم الطيور الأمريكية، أعلنت مؤخرا أنها غيرت الأسماء الشائعة لعشرات الطيور بسبب ارتباطها بالعنصريين أو الكارهين للنساء.
ويذكر أن عالم الحشرات الألماني أوسكار شيبل، الذي كان من المعجبين بهتلر عثر في عام 1937 في كهوف سلوفينيا على خنافس عديمة العيون تطلق أصواتا مزعجة فأطلق عليها الاسم العلمي Anophthalmus hitleri ولا تزال هذه التسمية مستخدمة. (الاسم غير الصحيح سياسيا) .
وهناك فراشة Hypopta mussolinii تطير فوق الصحراء الليبية. ومن أستراليا إلى إفريقيا، تفوح رائحة زهورمن جنس Hibbertia، التي سميت على اسم مالك العبيد الإنجليزي الشهير جورج هيبرت المعارض الشديد لإلغاء العبودية.
وعموما، لا تطلق جميع الأسماء من قبل محبي شخصية معينة. فمثلا في عام 2017، أطلق علماء الحشرات المؤيدون للديمقراطية بتسمية الأنواع المكتشفة حديثا من العث اسم Neopalpa donald trump. لأن الحشرة، كما أوضحوا، لها حراشف خفيفة على رأسها، تذكرنا بشعر الرئيس دونالد ترامب.
وتجدر الإشارة إلى أن نظام تصنيف النباتات والحيوانات من ابتكار عالم الطبيعة السويدي كارل لينيوس في القرن الثامن عشر. ويتضمن تحديد حيوان أو فطر أو نبات بإطلاق اسم مزدوج له - الجنس الأول، والنوع الثاني - باللاتينية أو اليونانية. ولكن في ضوء الاحتجاجات الأخيرة التي تقودها حركة ناشطة تطالب بحرية السود ووقف أعمال العنف ضدهم وكذلك الحركات المدافعة عن المثليين لكونها "صحيحة سياسيا" يصر العديد من العلماء الغربيين على تغيير النظام القديم.
ولكن اللجنة الدولية للتسميات الحيوانية (ICZN) أعلنت أنها لن تفكر حتى في تغيير قواعد النظام الحالي. ويتفق معها الكثير من العلماء قائلين إن كل هذا سيؤدي إلى ارباك كبير.
ويهدد الخلاف العلمي بالتطور إلى فضيحة دولية في المستقبل القريب. وسوف تعرض مسألة إعادة تسمية الأسماء غير المرغوب فيها على المؤتمر النباتي الدولي الذي سيعقد في مدريد، في يوليو 2024. ومن المتوقع أن تحتدم المناقشة في هذا المؤتمر خاصة بين "أنصار هتلر" والآخرين.
وتجدر الإشارة إلى أن جيمس واتسون، الحائز على جائزة نوبل، ومكتشف بنية الحمض النووي و"فك رموز" الجينوم البشري، طرد فورا من منصبه كرئيس لمختبر كولد سبرينج هاربور وجرد من جميع الألقاب، بسبب تصريحات غير صحيحة سياسيا، فماذا يمكن أن نقول عن العلماء العاديين؟!.