في الوقت الذي يحرص فيه كثيرون على اتباع نمط حياة صحية، سواء من خلال نوع الغذاء أو الدواء، خصوصا استبدال المستحضرات الكيميائية بتلك العشبية، أو ما يُعرف بالمكملات الغذائية، ينصح الخبراء بوضع استراتيجيات واضحة لتناول تلك المكملات للحصول على حياة صحية أفضل.
ويؤكد الخبراء أهمية اتباع النهج المصمم خصيصًا لتناول المكملات الغذائية، إذ إن النظام الواحد الذي يناسب الجميع من غير المرجح أن يؤدي إلى النتائج المطلوبة لتحسين الصحة، وفقا لتقرير نشره موقع بيزنس انسايدر.
ونقل الموقع عن الدكتور نير بارزيلاي، مدير معهد أبحاث الشيخوخة في كلية الطب بجامعة ألبرت أينشتاين، قوله: "في حين تزدهر السوق العالمية للمكملات الغذائية، لتبلغ قيمتها حوالي 39 مليار دولار، إلا أن تحديد تأثيرها الدقيق على الصحة الفردية يبقى تحديا غامضا".
ووفقا للخبراء، فإن اختيار المكملات الغذائية لحياة طويلة وصحية يجب أن يسترشد بالاحتياجات البيولوجية الفريدة لكل شخص، فقد كشفت الأبحاث عن تناقضات بين ادعاءات ملصقات المكملات الغذائية وتأثيراتها الفعلية، بالتالي هناك حاجة للتركيز على وجود نهج شخصي وعلمي لوصف هذه المكملات.
ورغم الاعتراف بأن امتصاص العناصر الغذائية يتضاءل مع تقدم العمر، يدعو الخبراء إلى اختيار المكملات الغذائية بحكمة للاستفادة من فوائدها.
مكملات غذائية غنية بفيتامين "د"غيتيوقد حظيت خمسة مكملات غذائية مدعومة علميًا بالاهتمام، على رأسها فيتامين "د"، إذ يساعد على تحويل الكالسيوم إلى قوة، لذا يوصى بأخذه على نطاق واسع، خاصة في فصل الشتاء بسبب عدم التعرض الكبير لأشعة الشمس.
كما يمكن أيضًا الحصول على فيتامين "د" من خلال نظام غذائي غني بالأسماك الدهنية مثل السلمون، وكذلك الحليب المدعم وصفار البيض.
كما يوصي الخبراء بتناول زيت السمك، وهو غني بأحماض أوميجا 3 الدهنية، إذ يساعد في تحسين نسبة الكوليسترول، ويشتهر بفوائده الصحية للقلب وخصائصه للوقاية من تورم وألم التهاب المفاصل وتحسينهما من خلال بعض الخصائص المضادة للالتهابات.
ويمكن أيضا الحصول عليه من مصادر، مثل الجوز أو السلمون أو التونة.
وتشير الأبحاث إلى أن مكمل NAD+، وهو إنزيم رئيسي يستخدمه الجسم لإنتاج الطاقة، يمكن أن يساعد في الحفاظ على صحة الأنسجة، والحفاظ على إصلاح الحمض النووي، وتحسين وظائف المناعة والتمثيل الغذائي.
إضافة إلى ذلك، أصبحت NAD+ من المكملات المشهورة بكونها مضادة للشيخوخة.
ويوصي الخبراء بمكمل الفيسيتين، إذ يوجد في الفواكه الملونة مثل الفراولة والكاكا، والبصل، والتفاح، وهو مضاد عظيم للالتهابات، وقد يساعد في التخلص من الخلايا السامة القديمة التي تتراكم مع تقدمنا في العمر. كما له نتائج مبشرة تتعلق بعلاج مرض الزهايمر.
ومن بين المكملات الموصى بها المغنيسيوم، وهو نوع من المعادن العجيبة للجسم، وهو مفيد للحفاظ على صحة العضلات والعظام والأعصاب وضغط الدم والصحة الخلوية، إذ يمكن للنظام الغذائي النباتي الشامل أن يوفر كمية كبيرة من المغنيسيوم بشكل طبيعي.
مكملات غذائيةShutterstockورغم الضجة بشأن المكملات الغذائية، إلا أن الخبراء يدعون بالإجماع إلى اتباع نظام غذائي غني بالنباتات والمكسرات والبقوليات والفواكه والخضروات، ما يخدم الأجسام في مرحلة الشيخوخة بشكل جيد للغاية.
وقال التقرير إن أكثر من نصف البالغين في الولايات المتحدة ما زالوا يعتمدون على المكملات الغذائية، وغالبًا ما يكون ذلك مدفوعًا بالرغبة في السيطرة على صحتهم، وسط غياب الأدوية المضادة للشيخوخة المعتمدة من إدارة الغذاء والدواء، أو المكملات الغذائية الموصى بها لمكافحة الأمراض المرتبطة بالعمر.
وفي ما يختلف الخبراء في الاكتفاء باتباع نظام غذائي نباتي متوازن، أو الاعتماد على المكملات الغذائية، يؤكد كلا الطرفين الحاجة إلى اتباع نهج دقيق، مع إعطاء الأولوية للاحتياجات الصحية الفردية على الوصفة العامة للمكملات الغذائية.