زوجاته يقمن بطهي طعام الإفطار كل صباح، ويعددن القهوة والخبز ابتغاء للأجر دون مقابل
منذ ثلاثة عقود خلت، أعتاد حمود العطوي إكرام ضيوفه، وتقديم وجبات الإفطار لهم مجاناً، وخاصة أولئك الذين يقصدون حراج البيع في تبوك من فئة العمالة، بيد أن القدر لم يمهل ذلك الرجل الكريم، في نظر محبيه، لتشيع جنازته أخيراً بعد عمر من المكارم والعطاء، فيما نعاه سكان مدينة تبوك بعبارات مكتظة بالحزن والأسى.
وتوفيَ العطوي وفاة طبيعية بعد عودته من مسقط رأسه قرية المعظم شرق تبوك، ليدفن بعدئذ بمقبرة تبوك وسط حشود من المعزين والمحبين الذين حزنوا على فراقه.
وأشار أحد المقربين من الراحل إلى أن أبناءه، ورثوا الكرم منه فهم ما يزالون يقومون بما كان يقوم به في الموقع ذاته الذي كان يجلس فيه دائماً.
من جهته، يروي مجاهد الخضري، مقرب للراحل أن حمود العطوي، رجل بدوي نشأ في البادية وتربى على مبادئ الكرم والأصالة والفطرة، فمنذ وقت طويل اعتاد على عادة قديمة لم يتركها مدى الحياة، إذ يقدم فطور الصباح مجاناً للعمالة في سوق الخميس، إذ يضعه في ساحات السوق للقاصدين إليه بمساعدة زوجاته.
ولفت إلى أن زوجاته هن اللواتي يقمن بطهي طعام الإفطار كل صباح، ويعددن القهوة والخبز كل يوم ابتغاء للأجر، دون مقابل، وبعدئذ انتقل لحراج الغنم، وقد كُرم من قبل أمير المنطقة، الأمير فهد بن سلطان قبل عدة سنوات تقديراً لكرمه.