موقع إرم نيوز الإخباري
بجهود ذاتية لتخفيف معاناة أطفال غزة الذين يعانون جراء الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع، تعمل فرق شبابية لنفض غبار الحرب عن الأطفال النازحين في مراكز الإيواء.
وتسببت الحرب الإسرائيلية بمقتل وإصابة وتشريد مئات الآلاف من الأطفال مع عائلاتهم، كما تسببت بجعل بعضهم أيتاماً بعد فقدان أحد الوالدين أو كلاهما، الأمر الذي له آثار نفسية خطيرة عليهم.
ورصد "إرم نيوز" إحدى فعاليات فريق "روافد" الشبابي، داخل مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح.
وقال إياد حجازي، وهو أحد المتطوعين، إن "الفريق يتكون من شباب نازحين من غزة وشمالها بسبب الحرب الإسرائيلية"، موضحا أن "الفريق تشكل من خلال حوار بين شباب نازحين بمدرسة إيواء".
وأوضح حجازي، لـ"إرم نيوز"، أن "الشباب تواصلوا مع زملاء لهم في مراكز إيواء بمختلف مناطق القطاع، واتفقوا على تنفيذ فعاليات ترفيهية للأطفال النازحين؛ من أجل الترفيه عنهم وتخفيف آلامهم النفسية".
وأضاف أن "فريقنا موجود من وسط القطاع وحتى جنوبه، ونصل لجميع مراكز الإيواء وننفذ أنشطة ترفيهية وألعاب تفريغ نفسي للأطفال، نسعى لنفض غبار الحرب عن الأطفال ورسم الابتسامة على وجوههم"، مؤكدا أن "الفريق رصد العديد من الأمراض والعقد النفسية لدى الأطفال بسبب الحرب على غزة، كما أن عدداً كبيراً منهم يعاني من التبول اللاإرادي بسبب خوفهم من القصف المتواصل"، محذراً من "خطورة ذلك على الصحة النفسية للأطفال".
وأشار حجازي إلى أن "فريقهم تلقى دعماً من مجموعات شبابية أخرى للاستمرار في هذه الفعاليات، وذلك من خلال توفير بعض الألعاب الترفيهية وتسهيل عمليات التنقل بين مراكز الإيواء"، منوها إلى أن "الأطفال بحاجة لتفريغ نفسي لنسيان الآثار السيئة للحرب، مطالباً المجتمع الدولي "بوضع برامج لتأهيل أطفال غزة نفسيا".
أفكار بسيطة
بدورها، أشادت المتطوعة رنين الزعانين بتفاعل الأطفال وعائلاتهم في مراكز الإيواء مع أنشطة الفريق الشبابي، مؤكدة أن الأطفال بحاجة لبرامج دعم نفسي وترفيهي، خاصة وأن الحرب الإسرائيلية حرمتهم من أبسط حقوقهم.
وقالت الزعانين، لـ"إرم نيوز": "سارعت للمشاركة بالفريق الشبابي كمتطوعة منذ اللحظات الأولى التي عرفت بها بالفكرة، فعائلتي خسرت منزلها في شمال القطاع وفقدنا بعض الأبناء، وحال أطفال عائلتي كان دافعاً لي للمشاركة".
وأضافت: "نبتكر أفكاراً بسيطة للترفيه عن الأطفال، ونعتمد على ألعاب ووسائل بسيطة جداً، فالفريق يعمل بأقل الإمكانيات وبجهود ذاتية، فاللعب هو أبسط حقوق الأطفال"، لافتة إلى أن "الأطفال في غزة أصيبوا بعقد نفسية بسبب الحرب، ونحاول إسعادهم بأقل الإمكانيات".
وبينت الزعانين أن "الفريق يعمل في ظل الحرب، وهذا الأمر يشكل خطراً على سلامة أعضائه، في بعض الأحيان قصفت أماكن خلال تقديمنا برامج دعم نفسي، وأحياناً أخرى نجونا من الموت بأعجوبة خلال تنقلنا بين مراكز الإيواء".
مشاكل نفسية
من جهته، أكد أخصائي الطب النفسي، الدكتور أشرف زقوت، أن "جميع أطفال قطاع غزة بحاجة إلى رعاية نفسية والخضوع لبرامج تقييم بشأن حالتهم النفسية والأمراض التي أصيبوا بها بسبب الحرب الإسرائيلية".
وقال زقوت، لـ"إرم نيوز"، إن "التبول اللاإرادي والقلق والتشنج من أكثر المشاكل النفسية التي رصدت في غزة بفعل الحرب"، لافتاً إلى أن "هناك ارتفاعا ملحوظا بالأمراض النفسية لدى جميع الفئات وتحديداً فئة الأطفال، فالعديد من الأطفال أصيبوا باضطرابات ما بعد الصدمة والاكتئاب والقلق وفقدان الشهية وصعوبة النوم، وهذه مؤشرات خطيرة جداً تنذر بأمراض نفسية خطيرة على جميع السكان، خاصة فئة الأطفال".
وشدد زقوت على "ضرورة أن يعمل المجتمع الدولي وبشكل عاجل لتوفير تمويل خاص للبرامج النفسية، وأن يتم استقدام أخصائيين من الخارج من أجل التعامل مع الصدمات النفسية للحرب".
{{ article.visit_count }}
بجهود ذاتية لتخفيف معاناة أطفال غزة الذين يعانون جراء الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع، تعمل فرق شبابية لنفض غبار الحرب عن الأطفال النازحين في مراكز الإيواء.
وتسببت الحرب الإسرائيلية بمقتل وإصابة وتشريد مئات الآلاف من الأطفال مع عائلاتهم، كما تسببت بجعل بعضهم أيتاماً بعد فقدان أحد الوالدين أو كلاهما، الأمر الذي له آثار نفسية خطيرة عليهم.
ورصد "إرم نيوز" إحدى فعاليات فريق "روافد" الشبابي، داخل مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح.
وقال إياد حجازي، وهو أحد المتطوعين، إن "الفريق يتكون من شباب نازحين من غزة وشمالها بسبب الحرب الإسرائيلية"، موضحا أن "الفريق تشكل من خلال حوار بين شباب نازحين بمدرسة إيواء".
وأوضح حجازي، لـ"إرم نيوز"، أن "الشباب تواصلوا مع زملاء لهم في مراكز إيواء بمختلف مناطق القطاع، واتفقوا على تنفيذ فعاليات ترفيهية للأطفال النازحين؛ من أجل الترفيه عنهم وتخفيف آلامهم النفسية".
وأضاف أن "فريقنا موجود من وسط القطاع وحتى جنوبه، ونصل لجميع مراكز الإيواء وننفذ أنشطة ترفيهية وألعاب تفريغ نفسي للأطفال، نسعى لنفض غبار الحرب عن الأطفال ورسم الابتسامة على وجوههم"، مؤكدا أن "الفريق رصد العديد من الأمراض والعقد النفسية لدى الأطفال بسبب الحرب على غزة، كما أن عدداً كبيراً منهم يعاني من التبول اللاإرادي بسبب خوفهم من القصف المتواصل"، محذراً من "خطورة ذلك على الصحة النفسية للأطفال".
وأشار حجازي إلى أن "فريقهم تلقى دعماً من مجموعات شبابية أخرى للاستمرار في هذه الفعاليات، وذلك من خلال توفير بعض الألعاب الترفيهية وتسهيل عمليات التنقل بين مراكز الإيواء"، منوها إلى أن "الأطفال بحاجة لتفريغ نفسي لنسيان الآثار السيئة للحرب، مطالباً المجتمع الدولي "بوضع برامج لتأهيل أطفال غزة نفسيا".
أفكار بسيطة
بدورها، أشادت المتطوعة رنين الزعانين بتفاعل الأطفال وعائلاتهم في مراكز الإيواء مع أنشطة الفريق الشبابي، مؤكدة أن الأطفال بحاجة لبرامج دعم نفسي وترفيهي، خاصة وأن الحرب الإسرائيلية حرمتهم من أبسط حقوقهم.
وقالت الزعانين، لـ"إرم نيوز": "سارعت للمشاركة بالفريق الشبابي كمتطوعة منذ اللحظات الأولى التي عرفت بها بالفكرة، فعائلتي خسرت منزلها في شمال القطاع وفقدنا بعض الأبناء، وحال أطفال عائلتي كان دافعاً لي للمشاركة".
وأضافت: "نبتكر أفكاراً بسيطة للترفيه عن الأطفال، ونعتمد على ألعاب ووسائل بسيطة جداً، فالفريق يعمل بأقل الإمكانيات وبجهود ذاتية، فاللعب هو أبسط حقوق الأطفال"، لافتة إلى أن "الأطفال في غزة أصيبوا بعقد نفسية بسبب الحرب، ونحاول إسعادهم بأقل الإمكانيات".
وبينت الزعانين أن "الفريق يعمل في ظل الحرب، وهذا الأمر يشكل خطراً على سلامة أعضائه، في بعض الأحيان قصفت أماكن خلال تقديمنا برامج دعم نفسي، وأحياناً أخرى نجونا من الموت بأعجوبة خلال تنقلنا بين مراكز الإيواء".
مشاكل نفسية
من جهته، أكد أخصائي الطب النفسي، الدكتور أشرف زقوت، أن "جميع أطفال قطاع غزة بحاجة إلى رعاية نفسية والخضوع لبرامج تقييم بشأن حالتهم النفسية والأمراض التي أصيبوا بها بسبب الحرب الإسرائيلية".
وقال زقوت، لـ"إرم نيوز"، إن "التبول اللاإرادي والقلق والتشنج من أكثر المشاكل النفسية التي رصدت في غزة بفعل الحرب"، لافتاً إلى أن "هناك ارتفاعا ملحوظا بالأمراض النفسية لدى جميع الفئات وتحديداً فئة الأطفال، فالعديد من الأطفال أصيبوا باضطرابات ما بعد الصدمة والاكتئاب والقلق وفقدان الشهية وصعوبة النوم، وهذه مؤشرات خطيرة جداً تنذر بأمراض نفسية خطيرة على جميع السكان، خاصة فئة الأطفال".
وشدد زقوت على "ضرورة أن يعمل المجتمع الدولي وبشكل عاجل لتوفير تمويل خاص للبرامج النفسية، وأن يتم استقدام أخصائيين من الخارج من أجل التعامل مع الصدمات النفسية للحرب".